ما فاز باللذة إلا الجَسُور

18-11-2008

ما فاز باللذة إلا الجَسُور

1- تخرج خطوتك من الأمس لتدخل بها إلى اليوم، كل نهار هو خطوة جديدة في حياتك، تدخل بها إلى حقل من الألغام لتبدأ رقصتك بوجل وحذر ثم تتجاوز خوفك وتنسى حذرك وترقص بفرح لحصولك على بعضٍ من عسل الحياة غير عارف متى قد ينفجر بك لغم ما يشبه عدواً أو صديقاً، زوجة أو أخاً لك، شرطي مرور أو مخبر واشٍ أو قاطع طريق، تقرير أو جرثومة أو فتوى أو دواليب سيارة مسؤول.. لهذا، وبسبب كل ما تقدم أمنح وسام الشجاعة لكل مواطن يخطو داخل بلد اسمه سوريا..
2- في عام 1986 تعرضت لرصاص أقاربي في مدينة جبلة، ولأن يد القاتل كانت ترتجف فقد نجوت من الموت، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أمشي في عرض الطريق لأني لم أسمع بعد أن المشي على الرصيف قد حمى مواطناً من دواليب الحكومة..

 

نبيل صالح

التعليقات

في بلد مثل بلدنا ... الموت ليس هو المشكلة .. بل الحياة ...

رجعتني لوراء كتير استاذ نبيل عن ذكرياتي بمدينتي جبلة إي والله شفنا شوفات لا آل كابوني ولا غالانتيه ولامافيا ايطاليا ولامين جاب سيرتون ..كان الناس يتسلوا بسيرة قتل فلان وفلان والنار اللي ولعت بين أمراء التهريب.. بس بظن هلىء الوضع اختلف صار "أرقى شوي".

لم أفهم الكثير ولكن أنا مؤمن بأنفاسي التي ستنفجر يوما من هذا التجمع فأنا مجنون .! ولكن سأبني مدينة افلاطون المثالية .!!

المشكلة في بلادنا أنه لا أحد يعلم لماذا يعيش... قلة قليلة محظوظة... تعيش لتتلذذ بتبذير المال...الذي لم تتعب بجمعه.. أما الغالبية القصوى..فلا تعلم لأي هدف تعيش ...أو بالأحرى تعيش منتظرة الموت الذي بعده تبدأ الحياة السعيدة...وهنا تكمن مشكلة هائلة في هذا النوع من التفكير...لأن المجتمع يفقد وظيفته الأساسية في البحث عن مستقبل أفضل للأجيال القادمة...وتتحول الحياة إلى مجرد رحلة انتظار مملة تنتهي بالموت ...أعتقد أنه لهذا السبب يصبح الموت رخيصاً فهو ليس خسارة لعضو فعال في المجتمع وإنما وصول محظوظ لنهاية هذه الرحلة المملة... (على مبدأ مات وارتاح)... باختصار إن الحياة تنتهي عندما يتوقف الإنسان عن الحلم عندها ينتهي الحافز للعمل ويبدأ الموت البطيء...وهو يبدأ مبكرا في بلادنا....

أعتقد ان الموت يعكس رقي الدول و طموح الحكام : فمثلاً أن تقرأ أن مواطناً مات لأنه سقط في ريغار مفتوح أو أن تلميذاً مات في المدرسة لأن سقالة سقطت عليه او ان تقرأ ان قبيلة بأكملها تموت من شرب العرق المغشوش او ان تقرأ أن الحمار في سوريا يموت لأنه بات يقدم في الأطباق السورية و أن تقرأ أن ركاب سيارة ماتوا لأن الجسر وقع من تحتهم أو عليهم. كل هذا الموت المشرف ستقرأه الأجيال القادمة و تفتخر به كما افتخرنا بعنترة و خالد و علي- آسف على التجاور- و صلاح الدين.

عبث ياصاحبي لاتحاول تلاقي لوجعك ووجعنادوالانوعوجا أنابرأيي الرصيف والشارع واحد وين مابتاخدك رجليك روح وآخ آخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ...................

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...