السفير الأمريكي يصل دمشق خلال أسابيع

05-10-2009

السفير الأمريكي يصل دمشق خلال أسابيع

كشف مصدر مسؤول في البيت الأبيض  أمس، أن الإدارة الأمريكية بدأت عملية مراجعة لعدد من الأسماء المرشحة لتولي منصب السفير الأمريكي في دمشق، بعد ساعات من مغادرة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي أمضى زيارته التي امتدت ثلاثة أيام في مباحثات ولقاءات مع المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم دان شابيرو مستشار الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي وتوم دونالد نائب الجنرال جونز مستشار مجلس الأمن القومي وممثل جهات تجارية رسمية وأمنية أيضاً .

وبينما تحفظ البيت الأبيض في الإجابة عن الاسئلة التي تتعلق بعرض سوريا لعب دور “المساعد” وليس “الوسيط” في التعاطي الأمريكي مع طهران، أو إصرار دمشق على الدخول في مفاوضات سلام شاملة وليس في إطار مسار منعزل عن العملية السلمية التي تتبناها إدارة باراك أوباما بين العرب و”إسرائيل” . أعاد مصدر في البيت الأبيض التأكيد أن المباحثات مع المقداد كانت بناءة وعريضة “تناولت قضايا كثيرة” ومعتذراً بأنهم لا يناقشون تفاصيل محادثاتهم الدبلوماسية في العلن .

هذا الحرص الرسمي الأمريكي على ابقاء المحادثات مع سوريا بعيداً عن الصحافة قابله شبه حرص سوري على ابقائها طي الكتمان أيضاً، ولكن باستعراض أجندة مباحثات المقداد مع الجانب الأمريكي، ووفق مصادر أخرى في واشنطن مطلعة، فإن العلاقات التي شابها التوتر لعدة سنوات خلال فترة حكم بوش  تشيني تبدو إلى طريقها نحو منحنى جديد أكثر ايجابية، ففي خلال أسابيع قليلة سيتم الإعلان عن اسم السفير وإرساله إلى دمشق حاملاً حزمة تفاهمات كانت مباحثات المقداد مفتاحها .

بالنسبة للملف اللبناني بدت واشنطن أكثر انفتاحاً على وجهة النظر السورية الداعية إلى ابقاء الموضوع اللبناني بين يدي اللبنانيين أنفسهم .

أما بالنسبة لمسألة العقوبات الأمريكية المفروضة بواسطة الكونجرس الأمريكي منذ العام 2005 والمعروفة بعقوبات “قانون معاقبة سوريا”، فالجديد أن الجانب الأمريكي أبدى مرونة غير مسبوقة بهذا الشأن تمهد للوقف الفعلي للعمل بمعظم هذه العقوبات، وعلمت “الخليج” وفق مصادر أمريكية أن الجانب الأمريكي سيبادر في خطوة لكسر طوق العقوبات بتخفيف بعض العقوبات المفروضة على قطاعات حيوية وعلى رأسها تزويد قطاع الطيران المدني السوري بقطع غيار للطائرات المدنية، لقناعتهم بتأثير عقوبات مثل هذه على سلامة الركاب .

كما أبدى الجانب الأمريكي رغبة في تشجيع توجهات سوريا نحو تحديث تكنولوجيا الاتصال لتأثيرها في المواطن السوري .

وبالنسبة لعلاقات سوريا مع إيران، فإن الجانب الأمريكي استمع إلى وجهات النظر السورية، ولفتت دمشق إلى أن ما حدث بعد الانتخابات الإيرانية الأخيرة هو شأن إيراني داخلي يجب على أطراف خارجية عدم التدخل فيه .

وفي ما يخص عملية السلام، طمأن الجانب الأمريكي السوريين بأنه متمسك وعاكف على خطة سلام شاملة تجمع جميع المسارات، وأيد وجهة النظر السورية القائمة على الدخول في مفاوضات سلام شاملة تجمع كل المسارات، وقائمة على انسحاب “إسرائيلي” من الأراضي العربية المحتلة .

وتمت مناقشة قضايا إقليمية أخرى أهمها الملف العراقي، ووصف الطرفان المحادثات بأنها كانت ايجابية وبناءة وأسفرت عن التوافق على استمرار التعاون .

وكان مصدر في واشنطن أكد وجود غموض يشوب الموقف الأمريكي تجاه المواجهة العراقية  السورية الأخيرة، لكن يبدو أن واشنطن على مائدة الحوار مع سوريا أبدت رغبتها وتفضيلها في أن تمر هذه الأزمة وأن تتابع تعاونها الأمني مع السوريين بخصوص الملف العراقي .

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...