جدول أعمال زيارة الرئيس الروسي لدمشق وأنقرة

09-05-2010

جدول أعمال زيارة الرئيس الروسي لدمشق وأنقرة

الجمل: يبدأ الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف غدا جولة شرق أوسطية, تشمل سوريا وتركيا, وبحسب ما هو مقرر, فإن ميدفيديف سوف يصل الاثنين 10 أيار (مايو) 2010 إلى دمشق, ويغادرها بعد غد الثلاثاء إلى تركيا والتي سوف يبقى فيها حتى يوم الخميس 13 أيار (مايو) 2010م, فما هي طبيعة هذه الزيارة وما هي أهدافها؟

جدول أعمال جولة الرئيس الروسي ميدفيديف:
تقول التقارير الجارية بأن جدول أعمال جولة الرئيس الروسي ميدفيديف سوف يركز على إنجاز البنود والأجندة المتعلقة بتعزيز التعاون الثقافي الروسي-السوري, والروسي-التركي, وفي هذا الخصوص, أشارت هذه التقارير إلى الآتي:
• جدول أعمال زيارة دمشق: ويتضمن الآتي:
- تعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا وسوريا.
- التفاهم مع دمشق حول ملف السلام الشرق أوسطي.
- تحقيق المزيد من الانفتاح في كافة جوانب العلاقات العامة الأخرى بين البلدين.
• جدول أعمال زيارة أنقرا: ويتضمن الآتي:
- التفاهم حول تعزيز التعاون المشترك المستقبلي بين روسيا وتركيا.
- توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجال النفظ والتجارة والزراعة والصناعة والنقل.
- توقيع اتفاقية إلغاء تأشيرة المرور( الفيزا ) بين روسيا وتركيا.
- التفاهم حول مستقبل الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والقوقاز والأوضاع الجارية في الملف الإيراني.
هذا هو جدول الأعمال المعلن بواسطة موسكو, ولكن, وبحسب معطيات حساسية منطقة الشرق الأوسط, ومعطيات خبرة تطورات الأحداث والوقائع الجارية, فهناك العديد من التحليلات والتقارير التي ترى غير ذلك.

النوايا وخلفيات الزيارة: لماذا جولة ميدفيديف
تشير القراءة الفاحصة في خلفيات جولة الرئيس الروسي ميدفيديف الشرق أوسطية المتوقع بدءها غدا, إلى ان قرار إجراء هذه الجولة قد تشكل منذ فترة وجيزة, وتؤكد على ذلك النقاط الآتية:
• خلال العام 2009م الماضي دارت أحاديث وتفاهمات متعددة على خط موسكو-واشنطن, تحدث فيها الرئيس أوباما وميدفيديف كثيرا عن ضرورة جعل العالم منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل, بما يتيح تحقيق ما أطلق عليه الخبراء الاستراتيجيون تسمية معادلة الصفر النووي.
• بعد توقيع اتفاقية استارت الثالثة بين روسيا وأميركا, والتي نصت على خفض أسلحة الدمار الشامل, تزايد حماس خط موسكو-واشنطن على ضرورة المضي قدما من أجل تحقيق مشروع تحويل العالم إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية.
• خلال الأسلوع الثاني من شهر نيسان (أبريل) 2010 الماضي, شهدت العاصمة الأميركية واشنطن انعقاد قمة نووية شاركت فيها العديد من دول العالم, من بينها روسيا.
• خلال مطلع الأسبوع الثالث من شهر نيسان (أبريل) 2010 الماضي أكدت التقارير انعقاد مؤتمر طهران النووي, والذي أكد على مبدأ الطاقة النووية للجميع, والأسلحة النووية ليست لأحد.
• في الأسبوع الثالث من شهر نيسان (أبريل) 2010 الماضي, أكدت التقارير بأن موسكو قد سلمت القاهرة, ورقة تضمنت اقتراحا أميركيا-روسيا حول ضرورة القيام بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية, بحيث تلتزم كل دول المنطقة بذلك, مع استثناء إسرائيل, والتي يمكن النظر في أمر نزع أسلحتها النووية بعد أن يتم إنجاز السلام الشامل والدائم بينها وبين دول المنطقة.
• في بداية الأسبوع الأول من شهر أيار (مايو) 2010م الحالي, بدأ المؤتمر النووي الدولي الذي درجت الأمم المتحدة على عقده كل خمس سنوات من أجل متابعة تنفيذ اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية والاتفاقيات الأخرى المتفرعة عنها.
تطرقت التقارير الجارية بشيء من الحساسية والاهتمام للموقف الروسي الأخير, وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالآتي:
• الاتفاق السريع الذي تم بين روسيا وواشنطن حول بنود ورقة اقتراح جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
• موافقة موسكو المثيرة للدهشة على استثناء إسرائيل من نزع الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
• موافقة موسكو المثيرة للدهشة, على الربط غير المتوازن بين عملية نزع الأسلحة النووية الإسرائيلية وعملية نزع الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى خصوم إسرائيل, فالورقة تشير بوضوح إلى أن ينزع خصوم إسرائيل أسلحتهم النووية وأسلحة الدمار الشامل التي يملكونها, مقابل النظر –مجرد النظر- في أمر نزع أسلحة إسرائيل النووية بعد تحقيق السلام الشامل والدائم مع خصومها في المنطقة.
• كان من المتوقع أن تقوم واشنطن بتسليم الورقة للقاهرة حليفتها الرئيسية في المنطقة وقيام موسكو بتسليم الورقة لدمشق, ولكن ما حدث كان مفاجئا: فقد قامت موسكو بتسليم الورقة إلى القاهرة!!
هذا وإضافة لذلك, فقد لاحظ الخبراء التطورات الجارية الآتية في النوايا الروسية الجديدة إزاء المنطقة:
• خلال انعقاد القمة العربية في سرت الليبية, وتحديدا في نهاية شهر آذار (مارس) 2010م الماضي أرسل الرئيس الروسي ميدفيديف رسالة للزعماء العرب, قال فيها بأن روسيا سوف تقوم من واقع عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي, وعضويتها في اللجنة الرباعية, بمواصلة الإسهام من أجل استئناف الحوار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي, على أساس قرارات الأمم المتحدة – مبادئ مدريد – مبادرة السلام العريبة.
• تقديم المزيد من الوعود الروسية بعقد مؤتمر دولي لسلام الشرق الأوسط في العاصمة الروسية موسكو.
الأداء السلوكي السياسي والدبلوماسي الروسي إزاء الملفات الشرق الأوسطية, أصبح ينطوي على العديد من الرسائل والإشارات التي أصبحت تبدو متعاكسة, والتي لم تعد تنطوي على التناسق والانسجام, وإنما على المزيد من الاتهام وعمليات خلط الأوراق.

الجانب الآخر في جولة ميدفيديف: فك شيفرة الزيارة
أكدت التسريبات الصادرة اليوم في العاصمة الروسية موسكو, بأن بعض المصادر العليمة الرفيعة المستوى, قد أكدت بأن دبلوماسية الرئيس ميدفيديف تسعى من أجل الآتي:
• عقد مؤتمر دولي شرق أوسطي, ينظر في أمر إنفاذ مشروع جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
• تعيين مستشار دولي خاص, يقوم بمهمة الاتصال والتفاهم مع دول المنطقة حول نزع أسلحتها النووية وأسلحة الدمار الشامل التي بحوزتها.
• الدفع في مؤتمر الأمم المتحدة النووي المنعقد حاليا, من أجل إصدار قرار يطالب بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وتأسيسا على ما سبق, فإن جولة الرئيس الروسي ميدفيديف, هي جولة تندرج  ضمن مفهوم الدبلوماسية الوقائية النووية، والتي سوف تقوم بالاضطلاع بمهامها الشرق أوسطية, موسكو وليس واشنطن.. وبانتظار جلاء الموقف الروسي بعد الزيارة يمكننا ملء الفراغات التي سيبنى عليها نجاحها أو إخفاقها.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...