قمة تركية- إسرائيلية- فلسطينية تمهيداً لأنابوليس
تشهد أنقرة تطورات فلسطينية ـ إسرائيلية مهمة تتمثل في اللقاء الثلاثي غدا في القصر الجمهوري بين رؤساء تركيا عبد الله غول وإسرائيل شمعون بيريز وفلسطين محمود عباس.
ويأتي اللقاء، كما وصفته صحيفة «زمان» التركية بأنه «بروفة» لمؤتمر انابوليس الأميركي، الذي ينتظر أن تشارك أنقرة فيه.
كما يشهد البرلمان التركي جلسة استثنائية يتحدث فيها معا وبيريز وعباس اللذين سيصلان معا إلى مقر البرلمان، ليكون بيريز أول رئيس إسرائيلي يتحدث أمام برلمان دولة مسلمة، ويكون أبو مازن ثاني عربي بعد الملك الأردني حسين في العام .2000
وتأتي زيارة بيريز وعباس نتيجة دعوة الرئيس التركي في سياق ترطيب الأجواء في الشرق الأوسط، التي بدأت مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد في تشرين الأول الماضي. ويشارك اتحاد الغرف التركية في جانب من برنامج الزيارة، لأنه صاحب مشروع المنطقة الصناعية عند معبر ايريز، التي دمّرتها إسرائيل في حزيران 2006 بعد خطف الجندي جلعاد شاليت. وسيوقع اتحاد الغرف، برعاية غول، مع إسرائيل وفلسطين اتفاقية لمشروع صناعي جديد في الضفة الغربية لم يتحدد موقعه بعد، تحت شعار تعزيز الثقة والتنمية في خدمة السلام.
ونقلت صحيفة زمان عن مصادر دبلوماسية تركية أن العرب بدأوا يفهمون انقرة، وهم الذين كانوا ينتقدون أي اتصال تركي مع إسرائيل.
وذكرت صحيفة «راديكال» أن تركيا تحولت إلى معبر لكل الزعماء المعنيين بالسلام في الشرق الأوسط، فقبل فترة زارها الاسد، وبالأمس جاء الملك السعودي عبد الله واليوم بيريز وعباس، وهو تأكيد على دور أنقرة ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل داخل الاتحاد الأوروبي أيضا.
وقد نشرت «راديكال» و«صباح» أمس حوارا مطولا مع بيريز وصف فيه الخطوة التركية بالتحدث أمام البرلمان بأنها «لا نظير لها» وتعكس تصميم أنقرة على المساهمة في عملية السلام.
وقال بيريز إن تركيا قوة اقتصادية وعسكرية معا، وهي نموذج للمنطقة وللعالم الإسلامي، حيث يمكن للمسلم أن يؤمن بربه وان يعمل على جهاز الكومبيوتر في الوقت ذاته. وأضاف أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وليست سياسية، لكن الحل ليس بسيطا وهي معركة معقدة جدا «لأنكم لا تحاربون جيشا منظما».
وتابع بيريز انه «من تجربة إسرائيل لا يمكن هزيمة الإرهاب من معركة واحدة، وعليكم أن تصبروا كثيرا. أنا لا أصوب توجّه حزب العمال الكردستاني نحو الإرهاب، لكن المشكلات يمكن حلها بالحوار وبالسياسة».
واعتبر بيريز أن «لا أحد يريد تقسيم العراق، لكن الحل الأفضل هو فدرالية رخوة، لأنه لا يمكن تقسيم الثروة أو الجغرافيا».
ويرفض بيريز القناعة السائدة بأن العلاقات بين تركيا وإسرائيل شهدت خلال فترة حزب العدالة والتنمية جمودا أو تراجعا، موضحا أن «السلطة في تركيا تغيرت، لكن العلاقات الثنائية لم تتغير، وهذا دليل على عمقها. وقال إن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان وغول حوّلا التناقض الذي كان في ماضي تركيا إلى مبادرة لمستقبل جديد لها. واعتبر أن «إسرائيل تخلصت من احد الخطرين الاستراتيجيين عليها، وهو (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين وعليها أن تتخلص حتما من الخطر الثاني وهو الامبراطورية التي يريد إقامتها (الرئيس الإيراني) محمود احمدي نجاد».
في المقابل، كانت صحيفة «معاريف» والقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي تجريان حوارين مع غول الذي كان منتقدا بصورة واضحة لسياسات الدولة العبرية.
وردا عن الشبه بين اختطاف الجنود الأتراك على يد حزب العمال واسر شاليت وكيف نجحت أنقرة في إطلاق سراحهم فيما فشلت إسرائيل في هذا الأمر، قال غول إن بلاده «تراعي القوانين الدولية في حربها ضد الإرهاب».
وعما إذا كان هذا يعني أن إسرائيل لا تراعي ذلك، قال «اترك الجواب لك»، مضيفا «هناك فارق بين تركيا وإسرائيل، وهو أن تركيا لا تحتل ارض شعب آخر. وهي تحارب إرهابا يستخدم ارض دولة أخرى. لكن لا تفهموني خطأ. أنا لا أصوب عمليات كتائب القسام التي تمارس العنف». وتابع «لكل بلد الحق بمحاربة الإرهاب، لكن ضمن القانون الدولي، وتستطيع تركيا أن لا تترك في العراق حجرا على حجر، لكن هل يعني ذلك أن نستخدمها؟ بالطبع لا».
وأشار غول إلى أن أنقرة ستشارك في مؤتمر انابوليس، مجددا أنها مسرورة من الاعتذار الإسرائيلي عن إسقاط الطائرات خزانات وقود فوق أراضيها، وإن جاء متأخرا.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد