كلينتون تلتقي وزراء الخليج ومصر وتستبعد سقوط المحكمة

13-01-2011

كلينتون تلتقي وزراء الخليج ومصر وتستبعد سقوط المحكمة

شنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هجوما على المعارضة في لبنان، مشددة، من الدوحة، على أن إسقاط الحكومة اللبنانية لن «يجدي نفعا» في تقويض عمل المحكمة الخاصة بلبنان، فيما أكد رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني انه لن يكون هناك اتفاق «دوحة 2» لحل الأزمة في لبنان.
في هذا الوقت، حذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من أنقرة من مخاطر استقالة الوزراء المعارضين قائلا إن «لبنان يمكن أن يواجه المشاكل التي واجهها سابقا وذلك سيؤثر على دول المنطقة». ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر قولها إن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان بحث في اتصال هاتفي أجراه بالرئيس السوري بشار الأسد التطورات في لبنان.
وذكرت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أن الرئيس نيكولا ساركوزي تشاور في اتصال هاتفي أجراه بنظيره السوري بشار الأسد في «التطورات التي حصلت داخل الحكومة اللبنانية». وأضاف ان ساركوزي «جدد دعمه للسلطات والمؤسسات اللبنانية، وأمل أن يؤدي التشاور الدولي إلى مساعدة اللبنانيين في تجاوز هذه المرحلة الحساسة في إطار الاحترام الكامل للمؤسسات الديموقراطية اللبنانية واستقلال لبنان والتزاماته الدولية». وأشاد «بالحوار الدائم الذي تجريه فرنسا وسوريا على أعلى مستوى في هذا الشأن، والذي تجلى أيضاً خلال زيارة (الرئيس السوري) لفرنسا» في التاسع من كانون الأول الماضي.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «من دخول لبنان مرة جديدة نفق التأزم والتوتر السياسي وانفراط وحدة الصف اللبناني». ودعا وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط، في تصريح قبيل اجتماعه مع كلينتون في الدوحة، «جميع الفرقاء اللبنانيين إلى التهدئة والامتناع عن التصعيد أو التحريض سواء إعلاميا أو سياسيا».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، في واشنطن، انه لن يكون هناك وقف فوري للمساعدات الأميركية للجيش اللبناني رغم خيبة أمل الولايات المتحدة من استقالة وزراء أدت إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري. وقال إن واشنطن ستنتظر كي ترى ما سيحدث وما نوع الحكومة التي ستتشكل في لبنان.
كلينتون
واتهمت كلينتون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بعد اجتماعها مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، «حزب الله» وحلفاءه بالسعي إلى «نسف العدالة» و«تقويض الاستقرار».
وقالت كلينتون، التي التقت أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، «نرى جهدا واضحا من القوى داخل لبنان ومصالح من الخارج لنسف العدالة وتقويض الاستقرار والتقدم في لبنان». وأكدت أن «محاولة إسقاط الحكومة لتقويض عمل المحكمة الدولية تخل عن المسؤوليات، لكنها أيضا لن تجدي» مذكرة بان «حزب الله» وافق على المحكمة قبل الدخول في حكومة الوحدة الوطنية. وشددت على أن المحكمة التي تنظر خصوصا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري «أوجدتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتدعمها حكومات عدة بينها حكومتي، وعملها سيستمر».
وقالت «يجب أن تمضي المحكمة الخاصة قدما في عملها حتى يتسنى تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب». وأضافت «هذا أمر ينبغي السماح له بالاستمرار وفق ما اتفق عليه سابقا. هذا ليس فقط من أجل الاغتيال المأساوي لرئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ولكن أناسا كثيرين آخرين قتلوا وأصيبوا أيضا وعائلات هؤلاء تستحق العدالة». وتابعت «ينبغي للبنان الآن الاصطفاف وراء مصالحه. ينبغي للشعب اللبناني تجاوز الحزبية السياسية. إنهم الأفراد وليس الأحزاب السياسية هم من سيقدمون للمحاكمة»، مجددة التأكيد على ضرورة عدم تخيير اللبنانيين بين «الاستقرار والعدالة».
وحول تقييم الولايات المتحدة للدور السوري في لبنان، قالت كلينتون إن «هناك تاريخا طويلا ومعقدا ومتشعبا بين سوريا ولبنان»، مؤكدة التزام بلادها «بالعمل مع كل الفرقاء لتحديد ما هو السبيل السلمي للسير إلى الأمام». وأضافت «من غير المفيد أن يتم توجيه أصابع الاتهام واللوم بل يجب علينا التعامل مع الواقع كما نراه اليوم».
وشددت كلينتون على «ضرورة أن يتم التركيز على مبدأ أساسي وهو أن لبنان دولة مستقلة ذات سيادة، ويجب أن يتم تمكين الشعب اللبناني من حل مشاكله دون التدخلات الخارجية ودون تهديدات من الداخل اللبناني»، مشيرة إلى أن «ذلك في مصلحة الجميع، سواء كانوا الفرقاء في لبنان أو بالنسبة لسوريا أو أي من الجيران، فالكثيرون منا يهتمون بالشعب اللبناني».
وأوضحت أن «دولا مثل الولايات المتحدة وقطر تقف جاهزة للمساعدة وللتسهيل في مثل هذا المسار السلمي، وقد حدث هذا في الماضي وتمت الإشارة إليه، ولكن من الضروري أن يقوم الجميع بدور مسؤول وايجابي وهذا هو الهدف الذي تتوخاه الولايات المتحدة في الأيام والأسابيع المقبلة». ونفت الاتهامات الموجهة لواشنطن بشأن إفشالها المبادرة السعودية السورية لإنهاء الأزمة في لبنان. وقالت إن «الولايات المتحدة أيدت جهود السعودية للتوصل إلى تفاهمات تقنع سوريا للعمل على تعزيز سيادة لبنان واستقراره وتحقيق العدالة». وأضافت «نحن نؤيد الجهود ولكن لم تكن هناك استجابة للجهود السعودية».
من جهته، قال الشيخ حمد إن «قطر تعطي أولوية لاستقرار لبنان لان هذا الاستقرار مهم بالنسبة لنا»، مشيرا إلى انه استعرض مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الوضع في لبنان أمس الأول.
وأضاف «علينا أن نفكر في وضع إستراتيجية لحل المشكلة اللبنانية من خلال حوار مسؤول بين اللبنانيين، وعليهم أن يساعدوا أنفسهم وان يتوصلوا لحل المشكلة وليس تعقيدها»، مشيرا إلى أن «هناك العديد من المشاكل في المنطقة». وأوضح أنه قام بزيارة خاصة إلى لبنان بعد استشعاره بوجود توتر هناك، مؤكدا «دعم قطر للمبادرة السعودية السورية»، معربا عن «ثقته في حكمة الملك السعودي عبد الله في التوصل لحل عادل»، موضحا أن «قطر ما زالت تأمل في التوصل إلى حل يجنب لبنان الانزلاق إلى صراعات من أي نوع».
واستبعد عقد مفاوضات مصالحة بين الفرقاء اللبنانيين في الدوحة. وقال «لا نفكر في دوحة 2، ولكن نفكر في تنفيذ اتفاق الطائف واتفاق الدوحة 1 وبكيفية تفعيلهما وجعلهما يعملان بشكل منظم». وأضاف أن «رسالة قطر تتلخص في أن يتوصل كافة الفرقاء اللبنانيين إلى حل وتغليب المصلحة العامة»، مؤكدا احترام دولة قطر لجميع الأطراف.
ووافق الشيخ حمد كلينتون على أن «المحكمة والاستقرار كلاهما مهم للبنان». ورأى أن «اللبنانيين يستطيعون أن يساعدوا أنفسهم بأنفسهم، وتدخلنا يكون بمساعدتهم على أن يتكلموا معا وان يحاولوا الوصول إلى حل معا». وتابع «لدينا ما يكفي من المشاكل، وعلينا أن نهتم بالمشكلة (في لبنان) في شكل يحلها ولا يعقدها، ونحن نعمل كل ساعة وكل دقيقة على ذلك».
-
وفي أنقرة، أعرب الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو، عن أمل الرياض في عدم سقوط الحكومة اللبنانية لما يحمل ذلك من تداعيات خطيرة على لبنان والمنطقة.
وحذر الفيصل، الذي التقى الرئيس عبد الله غول، من مخاطر استقالة وزراء المعارضة، قائلا إن «لبنان يمكن أن يواجه المشاكل التي واجهها سابقا وذلك سيؤثر على دول المنطقة». وعبر عن تمنياته في ألا تحصل هذه الاستقالات. وأوضح أن « الاتصالات السعودية السورية تهدف لمساعدة لبنان على الاستقرار والتفاهم، ولكن مهما كانت الاتصالات ومهما كانت المحاولات، فالمسؤولية تقع على عاتق الأخوة اللبنانيين أنفسهم».
وعبر داود أوغلو عن أمله في أن يعيد «حزب الله» التفكير في الاستقالات، إلا انه أكد أن تركيا ستبذل في حال حصل ذلك «كل ما في وسعها» لإيجاد حل سلمي للازمة. وأشاد بالوساطة التي قامت بها السعودية وسوريا في لبنان، معربا عن أمله في أن تحقق النتائج المرجوة منها.
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما اتصل بالملك السعودي عبد الله، وبحث معه الوضع في لبنان. وذكر البيت الأبيض، في بيان، إن «الرئيس قال للملك انه في ضوء التزامهما المشترك لخير لبنان ودعم رئيس الوزراء الحريري، يتطلع قدما إلى مواصلة العمل معا مع السعودية وغيرها من الشركاء لدعم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره».
-
وفي نيويورك (خالد داود)، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان جاء في أقل من خمسة أسطر، أصدره الناطق باسمه أن «الأمين العام يراقب عن كثب التطورات في لبنان، وحيث يتطور الموقف بسرعة. وهو يؤكد على أهمية الحفاظ على الهدوء. كما يدعو الأمين العام للحوار المتواصل بين كل الأطراف ولاحترام دستور وقوانين لبنان. كما يكرر دعمه الكامل للعمل المستقل الذي تقوم به المحكمة الخاصة بلبنان».
ولم يجب المتحدث باسم الأمين العام مارتين نيزيركي على أية من أسئلتنا بخصوص مستقبل المحكمة بعد انهيار الحكومة في لبنان، وتحديدا من هي الجهة التي ستتعامل معها المحكمة في بيروت بعد الصدور المتوقع للقرار الاتهامي هذا الشهر. ومن المعروف أن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن تنفيذ أية قرارات اعتقال قد تصدر عن المحكمة، وكذلك الوفاء بنصيب لبنان من ميزانية المحكمة والمقدر بـ51 في المئة. واكتفى نيزيركي بتكرار أن الأمين العام «سبق أن أوضح أهــمية الحـــفاظ على المحكمة واستقلالها واستـــمرارها في عملها. ويبقى هذا هو الموقـــف الآن».
ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ استقالة الوزراء بأنه «حدث بالغ الخطورة». واعتبر أن «من الضروري وقف الإفلات من العقاب» الذي يستفيد منه منفذو الاغتيالات السياسية في لبنان. وأدان «المحاولات المستمرة لنسف المحكمة التي ينبغي أن تتمكن من القيام بمهمتها من دون عراقيل».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...