تحركات حلف الناتو المتوقعة إزاء الشرق الأوسط

22-11-2010

تحركات حلف الناتو المتوقعة إزاء الشرق الأوسط

الجمل: تشير المعطيات الجارية إلى أن المفهوم الإستراتيجي الجديد الذي اعتمده حلف الناتو في قمة لشبونة الأخيرة سوف تترتب عليه المزيد من التداعيات الخطيرة على مستقبل الحلف وعلى منطقة الشرق الأوسط: فما هو تأثير مفهوم الناتو الإستراتيجي الجديد؟ وما هي تحركات ملف الناتو المتوقعة إزاء منطقة الشرق الأوسط؟آلية عمل شبكة صواريخ الدفاع الجوي
* حلف الناتو: جدول أعمال ما بعد قمة لشبونة
بعد انتهاء قمة حلف الناتو التي انعقدت في العاصمة البرتغالية لشبونة بدا واضحاً أن القمة قد حققت تقدماً في ثلاثة جوانب هي:
•    ملف المفهوم الإستراتيجي الجديد:  اعتمدت قمة لشبونة صيغة تضمنت عبارة مركزية تطالب الناتو بـ"التكيف إزاء المخاطر الجديدة" وهي عبارة مطاطية تتيح للناتو أن يتحول إلى حلف عسكري عالمي شامل المهام.
•    ملف أفغانستان: اعتمدت قمة لشبونة تأكيداً يقول بالانسحاب التدريجي من أفغانستان إلى حين تسلم القوات الأفغانية مسؤولية حفظ الأمن إضافةً إلى إمكانية استمرار وجود الناتو بعد ذلك بحيث يتحول إلى استبدال دوره العسكري-الأمني بدور تنموي اقتصادي.
•    ملف روسيا: اعتمدت قمة لشبونة التأكيد لجهة اعتماد تفعيل شراكة الناتو-روسيا بحيث تساهم موسكو في كل الجهود وعمليات الحلف، ولكن دون المشاركة أو التأثير على قرارات الحلف.
هذا، وتقول المعلومات والتقارير بأن اعتماد المفهوم الإستراتيجي الجديد معناه أن على حلف الناتو أن يسعى باتجاه إنفاذ السيطرة الأمريكية-الأوروبية على العالم، وفقاً لكافة الاعتبارات الاقتصادية المتعلقة بالسيطرة على الموارد، والاعتبارات الجيوستراتيجية المتعلقة بالسيطرة على الممرات الهامة، والاعتبارات الأمنية المتعلقة بدرء وإزالة المخاطر التي تواجه أمريكا وأوروبا، والاعتبارات العسكرية المتعلقة باستهداف ما يطلق عليه الأمريكيون والأوروبيون تسمية الدول المارقة، والعمل من أجل إنفاذ صيغة السلام الأمريكية-الأوروبية في مختلف مناطق العالم وعلى وجه الخصوص منطقة الشرق الأوسط.
* تحركات ما بعد قمة لشبونة: ماذا تقول المعلومات؟
تحدثت التقارير والتسريبات في الساعات القليلة التي أعقبت انتهاء قمة لشبونة مشيرةً إلى المعطيات الآتية:
-    الخلافات المتعلقة بالموقف التركي: تقول المعلومات بأن تركيا وافقت على المشاركة في مشروع شبكة الدفاع الصاروخي الخاصة بملف الناتو ولكن بشرط الآتي:
+ إزالة اسم سوريا وإيران من ورقة الحلف التي تعرف القدرات السورية والإيرانية باعتبارهما مصدراً للخطر، إضافةً إلى عدم وضع اسم أي دولة أو قوى سياسية معينة باعتبارها مصدراً للخطر، وترك الأمر مفتوحاً على أساس اعتبارات أن يشمل كل من يشكل خطراً، وإزاء هذه النقطة تحركت قرون الاستشعار الإسرائيلية لجهة احتمالات أن تسعى تركيا لاحقاً للمطالبة باعتبار القدرات الإسرائيلية مصدراً للخطر الذي يهدد تركيا، وبالتالي يكون الحلف ملزماً بالموقف التركي طالما أن تركيا عضو بالحلف، وينطبق عليها ما ينطبق على أعضاء الحلف الآخرين.
+ أن يتم وضع مسؤولية القيادة والسيطرة على شبكة الدفاع الصاروخي في يد جنرال تركي، وأثارت هذه المطالبة العديد من الخلافات، وفي مجرى النقاش أكدت تركيا بأنها عضو في الحلف، ومن حقها أن تأخذ نصيبها في الأدوار القيادية، وعلى خلفية ذلك توصلت قمة لشبونة إلى أن تولي أمر القيادة عن شبكة الدفاع الصاروخي على مستوى الحلف، وعلى مستوى الشبكة التي سوف يتم نشرها في تركيا هو أمر يتعلق بالتفاصيل التي سوف تتم مناقشتها لاحقاً. وتقول التسريبات بأن قرون الاستشعار الإسرائيلية قد تحركت فوراً لجهة أن شبكة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ترتبط بشبكة الدفاع الأمريكية والتي ترتبط بدورها بشبكة الدفاع الصاروخي الخاصة بحلف الناتو، وبالتالي إذا تولى أي جنرال تركي مسؤولية القيادة والسيطرة على شبكة الناتو، فإن الشبكة الإسرائيلية سوف تكون عملياً تحت سيطرته.
-    الخلافات المتعلقة بالموقف الإسرائيلي: إسرائيل ليست بلداً عضواً في حلف الناتو، لكنها برغم ذلك تسعى إلى توظيف قدرات حلف الناتو لكي تشكل قوة مضافة جديدة لقدراتها، وعلى وجه الخصوص على مستوى توظيف المضمون الإستراتيجي الجديد لصالح نظرية الأمن الإسرائيلي، وتوظيف شبكة الدفاع الصاروخي الخاصة بحلف الناتو كمظلة واقية لحماية إسرائيل. وفي هذا الخصوص، فقد سعى الإسرائيليون إلى مطالبة أمريكا بتعهدات خطية مكتوبة تفيد لجهة التزام واشنطن بتوظيف قدرات حلف الناتو لحماية أمن إسرائيل وأيضاً لمنع خصوم إسرائيل –وتحديداً تركيا- لجهة عدم التأثير سلباً على دعم حلف الناتو لأمن إسرائيل، وعلى هذه الخلفية تقول المعلومات بأن واشنطن قد تجاهلت الطلب الإسرائيلي ورغم ذلك فقد سعى المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية إلى إطلاق تصريح قال فيه بأن أمريكا مستعدة لمنح إسرائيل ضمانات أمنية مكتوبة إذا قامت إسرائيل بتقديم المساعدة في تحريك محادثات عملية سلام الشرق الأوسط المتوقفة حالياً.
يقول الإسرائيليون بأن عدم وضع اسم سوريا وإيران وحلفائهم في المنطقة كمصادر للخطر الذي يهدد أمن الناتو هو أمر غير مقبول بالنسبة لأمن إسرائيل، وإضافة لذلك، فإن وضع جنرال تركي في منصب قائد شبكة الدفاع الصاروخي هو أمر معناه أن هذه الشبكة سوف تصبح بلا فائدة ولا معنى لها وذلك لأن هذا الجنرال وبالنتيجة سوف لن يلتزم بالتعليمات التي يقدمها أمين عام حلف الناتو الجنرال فوغ راسموزين وإنما بتعليمات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يمثل خصم إسرائيل وحليف خصوم إسرائيل.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...