انتخابات مصر تزداد غموضاً: تأجيل إعلان النتائج

21-06-2012

انتخابات مصر تزداد غموضاً: تأجيل إعلان النتائج

ازداد الوضع في مصر غموضاً، أمس، بعدما أعلنت اللجنة العليا لانتخابات رئاسة الجمهورية تأجيل موعد إعلان نتائج الانتخابات، الذي كان مقرراً اليوم، إلى موعد لم تحدده، معللة ذلك بأنها تحتاج إلى «مزيد من الوقت» للنظر في الطعون التي تقدم بها مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، في وقت سجل انتشار مكثف لوحدات من الجيش المصري في محيط القاهرة، تحسباً لأي تطورات قد تحدث، خصوصاً مع تصاعد وتيرة الأنباء التي تتحدث عن احتمال أن تعلن اللجنة الانتخابية فوز شفيق خلافاً لما يقوله «الإخوان» من أن مرشحهم قد حسم السباق الانتخابي لصالحه. جنود مصريون في مستشفى المعادي في القاهرة أمس (أ ب)
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أنها قد لا تكون مستعدة لإعلان نتيجة جولة الإعادة للانتخابات اليوم، كما كان مقررا لأنها ما زالت تنظر في الطعون التي قدمها مرسي وشفيق اللذان أعلن كل منهما فوزه.
وأوضحت اللجنة الانتخابية، في بيان، أنها «ستستمر في نظر طعون المرشحين واستكمال فحصها مع ما يستلزمه ذلك من الاطلاع على بعض المحاضر والكشوف المتعلقة بالعملية الانتخابية، وهو ما يتطلب مزيدا من الوقت قبل إعلان النتيجة النهائية».
ولم تحدد اللجنة في بيانها موعدا نهائيا لإعلان النتيجة، غير أنها ربطت بوضوح إعلان النتيجة بالانتهاء من فحص الطعون والفصل فيها.
واستعرضت اللجنة في بيانها الطعون التي قدمت إليها، مشيرة إلى أنها تزيد عن 400 طعن، ومنها ما قدم حتى منتصف ليل أمس.
وأشارت إلى أنها قد استمعت على مدى خمس ساعات لمرافعات محامي الطرفين، حيث تركزت الطعون على ما أبداه الطاعنان من اعتراضات على وقائع شابت العملية الانتخابية من وجهة نظرهما، وأهمها وجود عدد ليس بالقليل من بطاقات الاقتراع بالصناديق تزيد أو تقل عن عدد الناخبين الحاضرين في اللجان بحسب الثابت بالتوقيعات على كشوف الناخبين، وما تردد عن تصويت بعض المتوفين، وتكرار التصويت من بعض الناخبين، وتوجيه بعض موظفي اللجان للناخبين لصالح مرشح بعينه.
وأضافت اللجنة أن الحاضر عن الدكتور أحمد شفيق أبدى شكوكا كثيفة في شأن العملية الانتخابية في 14 محافظة، نظراً للعبث بالعديد من بطاقات الاقتراع والتأشير عليها لصالح المرشح المنافس عقب طباعتها بالمطابع الأميرية، وقبل الوصول إلى القضاة المشرفين على اللجان الفرعية.
وحصل «الإخوان المسلمون» يوم أمس على دعم معنوي لإعلانهم فوز مرشحهم محمد مرسي في جولة الإعادة، حيث أعلنت حركة «قضاة من أجل مصر» أن نتائج الفرز أظهرت حصول مرسي على 13 مليونا 238 ألفا و335 صوتاً، في مقابل 12 مليونا و351 ألفا و 310 أصوات لشفيق.
لكن حملة أحمد شفيق ما زالت تصر على أن مرشحها هو «الرئيس المقبل»، مؤكدة تقدمه على مرسي بواقع 500 ألف صوت من دون احتساب نتائج الطعون.
وفي ظل هذا الغموض، تشهد مصر ترقباً قلقاً بانتظار إعلان النتيجة النهائية. وتردد يوم أمس على لسان صحافيين وناشطين أن ثمة احتمالا كبيرا في إعلان فوز شفيق بالرئاسة.
وكتب مراسل صحيفة «فايننشال تايمز» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بورزو دراغاي عبر صفحته على موقع «تويتر» أن «المخابرات أبلغت أحد المصادر في القاهرة أن شفيق سيفوز بفارق 260 ألف صوت، ويتم الاستعداد لحالة من الاضطرابات بعد الإعلان عن ذلك».
وتحدثت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، مساء أمس، عن انتشار لقوات من الجيش على الطرق الرئيسية والمؤدية إلى القاهرة. بدورها، ذكرت صحيفة «البديل»، نقلاً عن شهود عيان، أن طريق القاهرة - الإسكندرية الزراعي شهد أمس الأربعاء انتشاراً مكثفا لعدد من الآليات العسكرية بينها دبابات ومدرعات، وذلك على طول المسافة بين مدينة بنها وحي شبرا. كما وردت أنباء عن انتشار مكثف للجيش في أماكن مختلفة في مصر.
ونقل موقع «الأهرام أونلاين» مساء أمس عن مصدر عسكري، رفض الكشف عن اسمه، أن «المجلس العسكري لن يسمح للإخوان المسلمين بالسيطرة على الحكم»، مضيفاً إنهم «لن يحكموا البلاد إلى أن يوضع دستور جديد يعيد التوازن إلى الساحة السياسية».
وأضاف أن «المجلس العسكري يبقى القوة الوحيدة القادرة على إدارة العملية السياسية بما يضمن الحفاظ على مسار سياسي متوازن».
ولفت المصدر إلى أن «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يبعثان برسائل تعكس تفضيلهما أن يتولى مرسي رئاسة الجمهورية، معتقدين أنهما سيستفيدان من هذا الواقع... وإضافة إلى ذلك فإن مكتب الإرشاد في الإخوان المسلمين يبعث برسائل للولايات المتحدة تتضمن تطمينات بشأن موقف الجماعة من حماس وغزة واتفاقيات كامب ديفيد».
وأشار المصدر إلى أن «الإخوان» يعمدون اليوم إلى تصعيد الموقف إلى نقطة الذروة، موضحاً أنه «للمرة الأولى في التاريخ، تتخذ الإخوان خيار المواجهة، بعدما اعتمدت لفترة طويلة نهج التفاوض». وأضاف أن «أداءهم («الإخوان») خلال المرحلة الانتقالية قد وضعهم في موقف ضعيف، وهم الآن يقومون بكل ما في وسعهم لاستعادة شعبيتهم».
في هذا الوقت، نفى القيادي البارز في «الإخوان» خيرت الشاطر ما تردد عن ان الجماعة دعت الى العنف والارهاب وإغلاق المحلات في كل شوارع مصر اذا اعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز المرشح احمد شفيق بالرئاسة المصرية، مشدداً على أن العنف ليس من نهج «الإخوان».
وفي تطور أضاف مزيداً من الغموض على الوضع السياسي في البلاد، ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، ليل أمس الأول، أن الرئيس المخلوع حسني مبارك اصيب بجلطة دماغية نقل على أثرها إلى مستشفى المعادي العسكري، لتعلن إثر ذلك إنه «توفي إكلينيكياً».
لكن مسؤولاً في المجلس الأعلى للقوات المسلحة نفى هذه الأنباء، قائلاً لشبكة «سي أن أن» إن مبارك «لم يمت إكلينيكياً»، لكنه أفاد بأن حالته «حرجة للغاية»، حيث أصيب بأزمة قلبية، أدت إلى توقف قلبه عن العمل، ثم تمكن الأطباء من إنعاشه، وإعادته للحياة مرة أخرى، حيث كان معدل نبضه 40 في الدقيقة، ولكنه بعد ذلك أصيب بجلطة دماغية.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...