الحرب الإقليمية على سوريا تنتقل إلى المرحلة التالية: تنفيذ إنقلاب إعلامي

20-06-2012

الحرب الإقليمية على سوريا تنتقل إلى المرحلة التالية: تنفيذ إنقلاب إعلامي

الجمل- سامان محمدي – ترجمة: عاصم مظلوم:
تستمر الولايات المتحدة، الناتو، مملكة آل سعود وإسرائيل بصب الزيت على نار الاضطرابات في سوريا بهدف الوصول إلى حرب أكبر في المنطقة. تشير التقارير الجديدة إلى أن إدارة أوباما تفكر بتطبيق منطقة حظر جوي على سوريا بعيدا عن الشرعية الدولية.

"إن احتمال التدخل العسكري أصبح أكبر مع توافر تقارير تشير إلى أن المعارضة السورية تخطط لاستخدام أسلحة كيماوية واتهام النظام السوري بارتكاب المجزرة."

كما تعمد المتمردون التخطيط لخديعة مشابهة عندما قاموا بتضليل مراسل القناة الرابعة البريطانية أليكس تومسون ورميه في كمين للجيش العربي السوري على أمل أن يتعرض للقتل واستغلال القصة للدعاية.

ارتفعت حدة التهديد من المجتمع الدولي تجاه سوريا في الأسابيع الماضية وخاصة بعد مجزرة الحولة التي تم إلقاء اللوم فيها على القوات النظامية بالرغم من حقيقة أن شاهد عيان من الحولة قال أن العصابات المتمردة هي المسؤولة عن ذبح وقتل 108 أشخاص معظمهم من النساء والأطفال.
في غضون العام المنصرم تم تهريب كميات ضخمة من الأسلحة وأعداد كبيرة من الإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية عبر الحدود، وبالتزامن مع ذلك حاولت الولايات المتحدة تضليل الرأي العام العالمي وتحقيق مكاسب عبر استغلال الفوضى المنتشرة في سوريا.

تهدف واشنطن إلى التوصل إلى إجماع دولي لشن حملة عسكرية كبرى على نظام الأسدتحت غطاء "التدخل الانساني"، لكنها فشلت حتى الآن في حشد ذلك الإجماع لأن قضية الحل العسكري مبنية تماما على أكاذيب ماكينة الإعلام الأمريكية والإسرائيلية التي تم كشفها من قبل صحفيين مستقلين وشهود عيان متواجدين على الأراضي السورية.

النداءات التي تطالب بتدخل الناتو هي لذر الرماد في العيون بما أن الناتو نفسه هو الطرف المتورط بالفوضى والممول للإرهابيين المسؤولين عن المجازر بحق السوريين.

الصحفي الأمريكي ستيفن ليندمان يقول أن سوريا هي ضحية العدوان الإمبريالي وأن عين واشنطن كانت مسمرة عليها منذ زمن طويل:
"لا شك بأن واشنطن هي من دفعت باتجاه هذه الحرب، وهي حرب تشن على مستويات صغيرة لا داعي لأن يخوضها الناتو بشكل مباشر. لكنها أيضا ذات الحرب التي جرت في ليبيا منذ عام. يبدأ التمرد، واشنطن قامت بتنظيمه، تم تجنيد المتمردين، من ثم تمويلهم، وتسليحهم، وكان هناك وجود للقوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والمخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات البريطانية وقوات خاصة قطرية، وهؤلاء متواجدون حاليا في سوريا، يوجهون تلك المجازر وعمليات القتل، يوفرون التمويل والتدريب وينتقون الأهداف. إنهم هم من يصدر الأوامر لفرق الموت لارتكاب مجازر كمجزرة الحولة وغيرها، وهم من يقررون من يجب اغتياله... إنهم يستهدفون الموالين للأسد.
يجب على المرء دائما أن يسأل عند وقوع تفجير انتحاري أو مجزرة بحق المدنيين، من هو المستفيد؟
بالطبع الأسد لن يستفيد شيئا من تلك العمليات، المستفيد الوحيد هي المعارضة والأسد هو الضحية التي يتم إلقاء اللوم عليها بدلا من المجرم الحقيقي. لكن يجب أن لا نخطىء، فجذور هذا الصراع تنطلق من واشنطن بغض النظر عمن يشغل منصب الرئيس، سواء كان أوباما أو بوش أو أي شخص آخر. إن أنظمة سوريا ودول أخرى في المنطقة مستهدفة منذ زمن، عقد على الأقل، والمسألة هي مجرد مسألة دور من سيحل، والآن حل دور سوريا والعنف فيها يتصاعد منذ أوائل العام الماضي."
إن السيادة السورية والوحدة الشعبية السورية يشكلان تهديدا لامبراطورية التطهير العرقي الأمريكية - الإسرائيلية. يلعب المتعطشون للحرب في واشنطن وتل أبيب ولندن ورقة الطائفية في سوريا إلى أبعد الحدود. تقوم المنظمات الإمبريالية المنادية بالعولمة مثل مجلس الشؤون الخارجية وغيرها والتي تهدف إلى نشر الفرقة الطائفية والمذهبية في سوريا بالترويج لكذبة أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية وأن السوريين الأبرياء يتعرضون للذبح على يد النظام... كل ذلك محض أكاذيب.

التحضير لتنفيذ انقلاب إعلامي في سوريا!

يقول الصحفي الفرنسي تيري ميسان أن الناتو يخطط سرا لحملة نفسية كبرى ضد سوريا ذات أهداف ثلاث، الإطاحة بالأسد، دعم الإرهاب المدعوم خارجيا في سوريا، وإضعاف الروح المعنوية للشعب السوري، وربما ذات يوم عندما يقوم السوريون بتشغيل أجهزة التلفاز على القنوات السورية سيشاهدوnato-terroristsن مكانها برامج تم تحضيرها من قبل المخابرات المركزية الأمريكية، ربما تضم مشاهد مروعة لمذابح تتهم الحكومة بارتكابها، ومظاهرات حاشدة واستقالات وزراء وجنرالات من مناصبهم، هروب الأسد، سيطرة الثوار على مراكز المدن الكبرى، وحكومة جديدة تتخذ من القصر الجمهوري مقرا لها.
عملية التضليل الإعلامي هذه سيتولى إدارتها بشكل مباشر من واشنطن بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية، وتهدف إلى كسر الروح المعنوية للشعب السوري بهدف التمهيد لعملية انقلابية. نتيجة لذلك سينجح الناتو، غير الراضي عن الفيتو الروسي الصيني المزدوج، باخضاع سوريا بدون الحاجة إلى لشن حرب غير شرعية عليها. في جميع الأحوال، وبغض النظر عن رأيك فيما يجري حاليا في سوريا، فإن هذا الانقلاب سيقضي على أي أمل في الديمقراطية.

ويرى تيري ميسان أن نشر هذا المقال عبر الانترنت أو أي وسيلة أخرى هو أفضل طريقة لمواجهة هذه الخطة.Syria-Terrorist-Admit-US-and-France-Supplying-Arms

كما يجب علينا الضغط على أعضاء وسائل الإعلام الفاسدين في الغرب وإجبارهم على نشر تقارير صحيحة ولو لمرة واحدة أو أن يخاطروا بالتعرض لتهم جرائم حرب لتورطهم في حرب إعلامية مضللة.

سوريا ليست ليبيا، وشن حرب شاملة عليها سيكون خطوة باتجاه حرب عالمية ثالثة، وكل من يدعم تدخل الأمم المتحدة أو الناتو عسكريا في سوريا هو بطبيعة الحال يطالب بحرب عالمية ثالثة.

كتب مارتن إقبال أنه نتيجة لتصرفات ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان فإن الكثير من أصحاب النوايا الحسنة تم خداعهم لدعم الأجندة الإجرامية الخفية للحرب على سوريا:
"منظمات "حقوق الإنسان" التي تعتنق المذهب الأورويلي كمنظمة أفاز مثلا، أصبحت متمرسة في التلاعب بالناشطين والليبراليين من أصحاب النوايا الحسنة لدعم الأجندات ذاتها التي يعملون ضدها وجعلهم من مصاف أعتى الصهاينة والمحافظين الجدد وصقور الحرب. الآن تعمل تلك المنظمات ومن خلفها لدعم الحرب الإسرائيلية – الخليجية – الناتو الموجهة ضد سوريا."zawahiri
التحدي الذي يواجه مناصري حقوق الإنسان الحقيقيين وسكان العالم هو التوصل لحلول حقيقية تعالج المشاكل التي تجتاح سوريا حاليا، واستيعاب أن سوريا تتعرض الآن لهجوم قادة أمريكا وإسرائيل ومملكة آل سعود المجرمين، وهذا أمر حيوي جدا.

إن هذه الحرب تمتد لما هو أبعد من حدود سوريا حسب البروفيسور ميشيل تشوسودوفسكي: " الحرب على سوريا هي أيضا حرب على فلسطين، فهي يمكن أن تضعف حركة المقاومة في الأراضي المحتلة، وهي ستعيد تعزيز أطماع حكومة نتنياهو في تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، وذلك سيتم أول ما يتم عبر ضم الأراضي الفلسطينية."

إذا عبر شن حرب لاشرعية على سوريا تكون حكومة أوباما قد رمت الفلسطينيين على قارعة الطريق وقضت على أي فرصة لتسوية بين اسرائيل وفلسطين عبر المفاوضات. أوباما يقوم بتنفيذ خطة المحافظين الجدد حرفيا!

لا يمكن لأحد تبرير أي حل عسكري لأزمة أمنية مدعومة خارجيا في سوريا، والولايات المتحدة تناقض التاريخ وتتصرف ضد الرأي العام العالمي والقانون الدولي فيما يتعلق بسوريا/Terror-Attack-in-Syria. الإطاحة بالأسد ليس فعلا أخلاقيا ولا شرعيا. دعم الإرهاب في سوريا وإطلاق يد فرق الموت التابعة للناتو لترويع الشعب السوري وضرب استقرار الدولة السورية هي جرائم حرب، أما السوريون فهم يقاومون للحفاظ على أنفسهم.
على المجتمع الدولي أن يحاسب قادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والسعودية لما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية وجرائم ضد السلم العالمي. إن هذه الدول هي دول مارقة يحكمها أصحاب المال والمصارف، وليس أناس يتمتعون بحس المسؤولية والديمقراطية، إنهم يريدون تدمير سوريا وليس إنقاذها من نظام الحكم فيها.

التصرف الأخلاقي الطبيعي لأي شخص في هذا العالم بشأن ما يجري في سوريا هو مساندة الشعب السوري في وجه المجرمين الذين يحكمون أمريكا والناتو وإسرائيل والسعودية والإرهابيين.

Saman Mohammadi - http://disquietreservations.blogspot.com.

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...