الاعتدال الربيعي في الإرث الثقافي لشعوب المنطقة

22-03-2007

الاعتدال الربيعي في الإرث الثقافي لشعوب المنطقة

سيكون العالم الأربعاء، على موعد مع الاعتدال الربيعي، وهو الفترة الزمنية التي يتساوى فيها الليل والنهار بفعل بدء تغيير المسار الذي  تسلكه الأرض حول الشمس، مع حلول فصل الصيف وانحراف سقوط أشعة الأخيرة على كوكبنا.

الشمس التي كانت قد بلغت أقصى ميل لها جهة الجنوب في فصل الشتاء، تبدأ أشعتها حينئذ بالتقهقر ناحية الشمال لفصل الصيف، بسبب دوران الأرض حولها بشكل أهليجي، وفي أثناء رحلتها من الجنوب إلى الشمال، تمر على نقطة الاعتدال الربيعي، فتتعامد أشعة الشمس على محيط خط الاستواء.

وتبدأ الظاهرة بالتشكل مع شروق الشمس من الزاوية الأفقية الشرقية على درجة 89 درجة تقريباً، ثم تغيب في الزاوية الغربية ومقدارها 270 درجة تقريباً، وبذلك يتساوى طول الليل والنهار تقريبا في جميع أنحاء الكرة الأرضية.

علماً أن عاملين رئيسيين يتحكمان في طول النهار والليل، وهما ميل الشمس عن خط الاستواء، والعرض الجغرافي، فالشمس عندما تكون على خط الاستواء، يتساوى الليل والنهار في جميع أرجاء الأرض.

وكذلك فان موقع المنطقة جغرافياً نسبة لخط العرض صفر يحدد هذا الأمر أيضاً إذ أننا كلما ابتعدنا عن خط الاستواء كلما زاد الفرق في طول النهار أو الليل وفي قصرهما، وهذا ما يفسر طول فترتي الليل والنهار في منطقة القطب اللذان قد يستمرا أشهراً.

ومن المعروف في المنطقة العربية، أن هذه الظاهرة غالباً ما تكون فاتحة لظواهر مناخية مميزة تتبعها، وهي الأحوال الخماسينية أو الرياح الخماسينية، حيث تتأثر مناطق شمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط وشمال شبه الجزيرة العربية وجنوب العراق بخمس منخفضات، تسمى المنخفضات الخماسينية وتستمر حتى العاشر من مايو/أيار.

وسيتبع هذا التاريخ الانقلاب الصيفي في 22 يونيو/حزيران، حيث سيصبح النهار في غاية الطول، والليل في غاية القصر، وتكون الشمس في غاية صعودها عن خط الاستواء.

ففي هذه الفترة، تتولد منخفضات في جنوب جبال أطلس في المغرب العربي، وتتحرك جهة الغرب، وتسير بالقرب من سواحل إفريقيا الشمالية حتى تصل منطقة الشرق الأوسط.

وعادة ما تسبق هذه المنخفضات هبوب رياح جنوبية، حارة وجافة ومحملة بالغبار والأتربة، تسمى الرياح الخماسينية، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث التهابات في الحلق والعيون والجهاز التنفسي بسبب المواد العالقة التي تحملها الرياح معها.

وتلي تلك الرياح الجافة هبوب رياح غربية أو شمالية غربية رطبة قد يصاحبها هطول الأمطار مع زخات رعدية .

يذكر أن الاعتدال الربيعي كان يشكل أبرز تواريخ التقاويم القديمة لدى الفرس والفراعنة فقد ربطه المصريون بفيضان النيل، وتحول إلى أحد أبرز أعيادهم، الذي يستمر إحياءه حتى اليوم كعيد للربيع تحت تسمية "شم النسيم" وهو أيضاً اليوم الذي يشهد بدأ العام الجديد وفق التقويم المصري القديم المسمى "تقويم توت."

أما الفرس القدماء فهم يحتفلون بهذا اليوم تحت اسم "عيد النيروز" كبداية للسنة الشمسية ومناسبة لتجدد الحياة حيث يخرج الجميع بملابس زاهية ومزركشة بالألوان، ويتجمعون في الساحات الواسعة للرقص والغناء بشكل جماعي.

وقد تحول إحياء هذا العيد إلى مظهر من مظاهر الهوية القومية لدى بعض الشعوب، مثل الأكراد، حيث تلجأ بعض الدول إلى منعهم من إقامة احتفالات هذه المناسبة مع ما يرافقها من إشعال نيران في الساحات العامة.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...