طبيعة النوايا العسكرية التركية تجاه سورية

13-06-2011

طبيعة النوايا العسكرية التركية تجاه سورية

Image
Turkey Syria

الجمل: سوف تظل التحليلات السياسية والتقارير الجارية، أكثر اهتماماً خلال هذه الفترة بالبحث والاستقصاء في خلفيات الموقف السياسي التركي الرسمي الأخير حول مجريات فعاليات حركة الاحتجاجات السورية، وعلى ما يبدو فإن المزيد من الضوء سوف يتم تسليطه على خفايا الموقف التركي الأخير: فما هي أبرز المستجدات وتحديداً تلك المتعلقة بالتعرف على محفزات تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إزاء دمشق؟

* سرديات كواليس أنقرا: ماذا تقول آخر المعلومات والتسريبات

توجد العديد من النوافذ التي يمكن من خلالها إلقاء النظرة على ما يدور في كواليس أنقرا وردهاتها السياسية المعتمة، وفي هذا الخصوص سعت بعض التسريبات الأخيرة إلى تسليط الضوء على ما حدث يوم الجمعة الماضي في أنقرا من خلال الإشارة إلى النقاط والوقائع الآتية:
•    سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مطالبة قيادة الجيش التركي بضرورة التحرك العسكري إلى داخل الأراضي السورية.
•    الغرض الأول من التدخل هو أن يغطي مناطق شمال سوريا التي تزايدت توتراتها خلال الثلاثة أيام التي سبقت يوم الجمعة الماضي.
•    عقد كبار المسؤولين بمكتب رئيس الوزراء التركي لقاءً مشتركاً مع قيادة الجيش التركي وذلك للتفاهم حول طبيعة العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا.
•    برزت خلافات في اجتماع مكتب رئيس الوزراء ـ قيادة الجيش حول كيفية وضع مفهوم محدد يتم على أساسه تحديد وتعريف العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا.
•    أشار أحد الاقتراحات التي تم تداولها إلى إمكانية استلهام بنود القرار الدولي 1973 الذي تشكلت على أساسه العملية العسكرية التدخلية الدولية الجارية حالياً ضد ليبيا، وذلك على أساس اعتبارات وجود تماثل في الجانب المتعلق لـ(حماية المدنيين الليبيين) بما يمكن اشتقاق مفهوم موازي لهذا التماثل يتضمن التأكيد على أن المطلوب تركياً هو (حماية المدنيين السوريين).
•    سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى التنديد في تصريحاته بدمشق، وبالتالي فقد كان قيام أردوغان باتهام دمشق بأنها (ترتكب الفظائع) هو اتهام مرسوم ومخطط له بشكل قصدي، يهدف إلى التسويق السياسي بما يمهد السبيل أمام عملية الجيش التركي المحتملة ضد شمال سوريا.
•    قرار أنقرا بإنفاذ العملية العسكرية التدخلية التركية ضد شمال سوريا كان قبل انعقاد جولة الانتخابات البرلمانية العامة التركية بيومين، الأمر الذي أربك المزيد من الحسابات التركية الداخلية المتعلقة بالصراع الانتخابي، ولم يكن من المتاح لأنقرا معرفة حسابات الفرص والمخاطر المتعلقة بتأثير تداعيات العملية العسكرية على العملية الانتخابية بالشكل الدقيق.
•    تقول التسريبات، بأن سبب قرار أردوغان، هو إدراك أنقرا إلى أن هناك عملية عسكرية سورية وشيكة، وإذا تم إنفاذ هذه العملية، فإن مخطط استهداف سوريا عبر المنطقة الشمالية سوف يفشل، طالما أن القوام الأساسي للجماعات المسلحة التي تم إدخالها عبرالحدود التركية سوف يتفكك وينهار تماماً.
•    ظلت أنقرا أكثر وعياً وإدراكاً بأن المسلحين الذين تم إدخالهم عبر الحدود التركية إلى داخل شمال سوريا هم من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين السورية، والذي تدرك أنقرا جيداً كيف تم تدريبهم وتمويلهم وتزويدهم بالسلاح وتهريبهم إلى داخل شمال سوريا.
•    تدرك أنقرا جيداً أنها شاركت في العملية من خلال تقديم المزيد من الدعم والمساعدات المحفزة بما في ذلك توسيع نطاق شبكة اتصالات هواتف الخليوي التركية بما يشمل مناطق شمال سوريا.
هذا، وأشارت التسريبات إلى أن أنقرا كانت على علم تام بالتفاصيل الدقيقة التي حدثت في منطقة جسر الشغور في يوم أمس الاثنين ، حيث قام المسلحون بقتل 120 عنصراً من عناصر أجهزة الأمن والشرطة السورية، وضمن عملية نوعية، تضمنت المزيد من العمليات وتصوير عمليات القتل بحيث تبدو كما لو أنها عمليات قامت بتنفيذها القوات السورية ضد المدنيين، ثم القيام باستخدام هذه الصور في العمليات النفسية الإعلامية الجارية حالياً ضد دمشق.

* طبيعة النوايا العسكرية التركية: المهام الأمنية ـ العسكرية والبعد العملياتي

تقول التسريبات والمعلومات، بأن العملية العسكرية التركية التي كانت محتملة التنفيذ يوم الجمعة الماضي كانت تهدف إلى الآتي:
•    المحور الأول: الدخول إلى منطقة مثلث إدلب ـ معرة النعمان ـ جسر الشغور، تحت مزاعم حماية السكان المدنيين، إضافة إلى مزاعم منع حدوث تدفقات اللاجئين والنازحين الكبيرة المهددة للأمن التركي، ثم يتبع ذلك قيام القوات التركية بفرض (منطقة عازلة) على غرار المنطقة العازلة التي سبق أن فرضتها القوات الإسرائيلية على خلفية حرب لبنان الأولى 1982، ثم استمرت بعد ذلك في الجنوب اللبناني لحوالي 20 عاماً.
•    المحور الثاني: الدخول إلى منطقة الأكراد الموجودين في شمال سوريا، تحت مزاعم حماية السكان الأكراد المدنيين السوريين، إضافة إلى مزاعم منع حدوث تدفقات لجوء كردي سورية كبيرة إلى جنوب تركيا، ثم يتبع ذلك، قيام القوات التركية بفرض (منطقة عازلة) على غرار المنطقة العازلة التي سبق أن فرضتها القوات الإسرائيلية على خلفية حرب لبنان الأولى عام 1982. ثم استمرت هذه المنطقة في الجنوب اللبناني لحوالي20 عاماً.
تشير المعطيات إلى أن الهدف التركي المعلن إزاء إقامة المناطق العازلة، هو هدف ينطوي على أساس الاعتبارات غير المعلنة على نوعين من النوايا التركية، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
•    المنطقة العازلة المفترضة في مثلث إدلب ـ معرة النعمان ـ جسر الشغور: ويتم توظيفها لدعم فعاليات نشاط جماعة الإخوان المسلمين السورية، وتحديداً الجناح الحليف لأنقرا، بحيث تتحول هذه المنطقة إلى قاعدة لانطلاق فعاليات الجماعة نحو بقية المناطق السورية.
•    المنطقة العازلة المفترضة في منطقة القامشلي الكردية السورية: أهداف ترتبط بملف الصراع التركي ـ الكردي، بحيث تتم  عمليات استهداف واسعة لجهة تصفية الرموز السياسية الكردية، وعلى وجه الخصوص المرتبطة بالحركات الانفصالية الكردية التركية، إضافة إلى استخدام المنطقة كقاعدة استهداف لإقليم كردستان العراقي، بما يؤدي إلى دفع الحركات الكردية العراقية لجهة التركيز على تغطية انكشاف إقليم كردستان العراقي في المناطق المواجهة للحدود مع منطقة القامشلي السورية، الأمر الذي سوف يؤدي بالضرورة إلى تخفيف ضغط فعاليات حزب العمال الكردستاني التركي ضد جنوب تركيا.

هذا، وإضافة لذلك، فقد كان من المؤمل أن يتم استخدام المنطقة العازلة المفترضة في مثلث: إدلب ـ معرة النعمان ـ جسر الشغور. في عمليات استضافة فعاليات المنظمات الدولية غير الحكومية الناشطة في مجالات الإغاثة ودعم اللاجئين والنازحين، وذلك بالتركيز على نشر فعاليات المنظمات الدولية غير الحكومية المرتبطة بالأجهزة الأمريكية والفرنسية والبريطانية، وعلى سبيل المثال لا الحصر: منظمة الصليب الأحمر الدولي ـ منظمة أوكسفام (المرتبطة بالمخابرات البريطانية) ومنظمة كير إنترناشونال (المرتبطة بالمخابرات الأمريكية) وإضافة لذلك فقد كان من المؤمل أن تحدث هذه العملية بشكل يسبق وصول القوات السورية إلى المنطقة. وبكلمات أخرى أن تدخل القوات التركية أولاً. وعندما تأتي القوات السورية تشتعل المعارك. والتي يمكن أن يتسع نطاقها إذا أعلنت دمشق بأن دخول القوات التركية إلى أراضيها هو عمل عسكري عدواني. ولكن، وبرغم ذلك فقد دخلت القوات السورية أولاً، وسبق سيف الجيش العربي السوري العزل. كما يقول المثل المشهور.

* المصادر:

  1 - Syria intervention approaches (www.bulanikhaber.com).
2 – Erdogan's Turkey: After advice.. military intervention (www.iraq-war.ru).
3 – Kurdish party Turkey calls UN intervention in Syria (www.aknews.com).
4 – Turkey to send troops into Syria (www.unitedjerusalem.com).
5 – Intervention wrong in Syria (www.sde.org.tr).
6 – Turkey – Syria – Davutoglu on international intervention in Syria (www.thefreelibrary.com).
7 – Syria: Middle East Media Ponder Foreign Intervention (www.bbc.co.uk).

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

يبدو من المخطط أنهم يتحدثون عن دولة ثانية غير سوريا فلم يأخذ الاتراك بالحسبان قوة الجيش السوري و أن ما سيحدث عند دخول أول جندي تركي هو حرب ستعيد لواء اسكندرون لسوريا و ستطرد الاتراك الى خلف جبال طوروس و بما ان الشعب السوري شعب أبي و الرئيس بشار الاسد أثبت حنكة و ذكاء في متابعة الامور الشعب السوري ملتف حوله و يحبه فسيكون الدفاع عن الوطن هو الجهاد المقدس الذي سيدعو اليه كل مواطن شريف و ليس جهاد الاتراك و عرعورهم اللوطي و يبدو أنهم****. ستبقى سوريا حرة أبية عزيزة شعباً و أرضاً و رئيساً هو الدكتور بشار الاسد و ستبقى طاهرة من دنس *** الأتراك و السعوديين و العرعورين

إن القدرات المتفوقة التي أظهرها جيشنا البطل من خلال العارك الشرسة التي خاضها ضد المخربين برغم كل الدعم الذي قدمته لهم الدول العميلة وأجهزتها هذه القدرات المتفوقة بالإضافة للكفائة العالية لجنودنا الشجعان قد جعلت الجميع يعيد حساباته من تركيا لإسرائيل وحلف الأطلسي .هذا بالإضافة للتلاحم المتين بين الشعب والجيش والقيادة كل هذا أفشل مخططاتهم وصان وطننا وستبقى سورية عزيزة أبية عصية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...