500 قتيل وجريح بتفجيرات استهدفت أحياء في بغداد

09-12-2009

500 قتيل وجريح بتفجيرات استهدفت أحياء في بغداد

استعادت بغداد الثلاثاء ذكرى أيامها الأشد دموية بانفجار خمس سيارات مفخخة خلفت ما لا يقل عن 500 بين قتيل وجريح، وأعادت الجدل مرة أخرى عن هشاشة الوضع الأمني واختراقه من جانب الأحزاب الطائفية.طفلتان أصيبتا في أحد التفجيرات تتلقيان العلاج في أحد مستشفيات بغداد أمس.

وشكلت هذه التفجيرات، التي جاءت بعد يومين من مصادقة البرلمان على تعديل قانون الانتخابات، صدمة كبيرة للشارع العراقي ووصفها بعض الناس بأنها "نهر من الدم" ضرب مناطق منتقاة، وحمل مواطنون الأحزاب الطائفية مسؤولية هذه الجريمة المروعة، بينما سارعت الحكومة وأحزابها إلى توجيه الاتهامات إلى القاعدة والبعث واستخبارات دولة إقليمية.

وفور سماع هذه الأنباء سارعت العواصم العربية والدولية بإدانة هذه الجريمة، وعبرت سوريا عن ألمها للخسائر الكبيرة التي يتعرض الشعب العراقي، كما دانت الجامعة العربية بشدة "الجريمة الإرهابية"، وجددت دعوتها لمختلف الأطراف العراقية للوقوف سويا في مواجهة كافة أشكال التطرف والارهاب وتفادي التوترات والتناحرات السياسية التي تغذي نزعات العنف.

واستنكرت لندن وواشنطن التفجيرات أيضا، فيما وصفها وزير وصف وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني التفجيرات بأنها أعمال بربرية.

وكانت أوساط سياسية وأمنية قد حذرت خلال الأسابيع الماضية من انفجار كبير للوضع الأمني قبيل إجراء الانتخابات التشريعية، التي تقررت أمس يوم السادس من مارس- آذار المقبل.

وتتنافس الاحزاب الطائفية الحاكمة فيما بينها على الانتخابات، حيث انشق حزب الدعوة الشيعي الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي عن "الائتلاف الوطني" برئاسة المجلس الاسلامي الأعلى "الشيعي" بزعامة عمار الحكيم.

ويؤكد مراقبون أن تفجيرات أمس هي على الأغلب تصفية حسابات بين الأحزاب الدينية الحاكمة، كما أنها جزء من خطة مدبرة لتشويه الحركات المناوئة، خصوصا تلك التي ستدخل لأول مرة العملية السياسية ومنها شريحة واسعة من البعثيين.

وتشن الاحزاب الدينية حملات اتهامات متبادلة فيما بينها حول الوضع الامني ودور جهات أجنبية في التفجيرات، فيما تتجنب هذه الاحزاب المدعومة من ايران الاشارة الى دور فيلق القدس الايراني والميليشيات الموالية له.

وحمل مسؤولون في الحكومة وزعماء في الأحزاب المكونة لها مسؤولية تفجيرات "الثلاثاء الدامي" إلى حزب البعث وتنظيم القاعدة، وأشاروا إلى أن أجهزة الأمن ووزارة الدفاع مخترقة، خصوصا من البعثيين، لكن أحد المراقبين أشار إلى أن هذه الاتهامات جاهزة منذ أشهر، وتدخل ضمن الحملات الانتخابية ضد الكتل السياسية التي ترفض المنطق الطائفي.

وأدت سلسلة هجمات انتحارية منسقة استهدفت مبان حكومية وأمنية وسط العاصمة العراقية بغداد قبل ظهر الثلاثاء، إلى مقتل ما لا يقل عن 130 شخصا وأصيب نحو 420 شخصا.

وقالت مصادر في وزارة الداخلية إن الهجمات التي نفذت بخمس سيارات مفخخة كان يقود أربعة منها انتحاريون، استهدفت مبنى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومقر وزارة المالية المؤقت ومجمع محاكم الكرخ ومبنى تابع لوزارة الداخلية، فيما انفجرت سيارة خامسة قرب دورية للشرطة في منطقة الدورة جنوبي بغداد.

ووقعت الانفجارات قبالة جامع النداء في حي القاهرة في مكان يضم مبنيى المعهد القضائي وجريدة الصباح واخر قبالة اكاديمية الفنون الجميلة واخر قبالة سوق الشورجة واخر قبالة معهد الفنون الجميلة المجاور لمحكمة الكرخ واخر في حي الدورة واخرى في منطقة بوب الشام.

وتذكر هذه التفجيرات المروعة بيوم 25 اكتوبر/ تشرين الاول، عندما تعرضت بغداد لانفجارين متزامنين وقع الاول بالقرب من مبنى وزارة العدل الواقع بالقرب من مبنى التلفزيون العراقي الرسمي.

وبعد مرور دقيقتين فقط وقع الانفجار الثاني امام مبنى مجلس محافظة بغداد. واسفر الانفجاران عن مقتل أكثر من 150 شخصا بينهم 24 طفلاً وجرح 500 آخرين.

وكان يوم 19 أغسطس/ آب الماضي قد شهد تفجيرات أسوأ، مازالت حكومة المالكي تلوك أن المسؤولين عنها هم بعثيون لاجئون في سوريا، وهو ما تنفيه دمشق بشدة.

مأمون السامرائي

المصدر: العرب أون لاين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...