ما هي تداعيات اعتقال علي الدقدوق خبير المتفجرات اللبناني في العراق

03-07-2007

ما هي تداعيات اعتقال علي الدقدوق خبير المتفجرات اللبناني في العراق

الجمل:     تنوعت وتعددت مصادر التغطية الإعلامية الدولية لحزب الله اللبناني، ولم تشر هذه الى موضوع نزع سلاح الحزب، أو صراعه مع حكومة السنيورة، أو إضافة اسمه لقائمة الإرهاب الأوروبية.. وإنما ركزت على جانبين، الأول يتمثل في خبر تأسيس حزب الله في العراق، والثاني يتمثل في اتهام الولايات المتحدة لحزب الله اللبناني بالتورط في جنوب العراق.
• بناء الذرائع: الهدف غير المباشر
بعد فشل عمليات تفجير المساجد الشيعية والعراقية في إشعال فتيل الحرب الأهلية العراقية، لجأت الولايات المتحدة إلى البحث عن ذريعة جديدة، وهذه المرة لمحاولة الربط بين (جنوب لبنان الشيعي) و(جنوب العراق الشيعي).. ويمكن توصيف الأخبار والمعلومات الجديدة على النحو الآتي:
• وكالة اليونايتيد بريس:
تم في مدينة البصرة العراقية اعتقال علي موسى الدقدوق، خبير المتفجرات اللبناني، وقال مسؤولو المخابرات الأمريكية بأن علي موسى الدقدوق من خبراء حزب الله اللبناني المختصين في مجال زراعة المتفجرات، وبأنه انتقل من جنوب لبنان إلى إيران، بناء على تنسيق بين حزب الله والحكومة الإيرانية، ثم بعد ذلك تم استيعابه ضمن إحدى وحدات العمليات الخاصة الإيرانية، وتم إدخاله إلى العراق مع القوات الإيرانية الخاصة للإسهام في دعم التمرد العراقي، وقد اعترف بعض العراقيين المعتقلين بأن علي موسى الدقدوق قد أشرف على تدريبهم في عمليات زراعة القنابل وتفخيخ السيارات، وتتهم الولايات المتحدة الدقدوق بأنه المسؤول عن هجوم يوم 20 كانون الثاني 2007م، في مدينة كربلاء العراقية، والذي أدى لمقتل خمسة جنود أمريكيين.
• وكالة الأسوشيتيد بريس:
وأشارت لنفس ما أورده تقرير وكالة اليونايتيد بريس، ولكنها أضافت بعض المعلومات التفصيلية، والتي من أبرزها:
- ظل الدقدوق ناشطاً في صفوف حزب الله لفترة 23 عاماً.
- يعمل الدقدوق ضمن قوة القدس الإيرانية، وكان يلعب دور حلقة الوصل بين الإيرانيين، والفصيل الشيعي الذي يقوده قيس الغزالي المتحدث الرسمي السابق باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
- تم اعتقال الدقدوق، ومعه قيس الغزالي وشقيقه علي الغزالي.
- يقول الأمريكيون بأن التحقيقات أكدت أن (الاعتداء الذي أودى بحياة الأمريكيين الخمسة في كربلاء، قد أشرف عليه الدقدوق عضو حزب الله اللبناني، وبمساندة ودعم إيراني بواسطة قوة القدس الإيرانية الناشطة حالياً في العراق)..
• وكالة إيه.إف.بي:
وأشارت إلى أن القوات الأمريكية اعتقلت شخصاً بتهمة التورط في عمليات التمرد وقتل الأمريكيين، وكان اسمه حامد محمد جبور اللامي، ولكن تبين لاحقاً أن اسمه علي موسى الدقدوق، وبأنه من الناشطين في حزب الله اللبناني.
• توقيت الذريعة:
تزامنت الضجة الإعلامية حول اعتقال الدقدوق مع عدة أحداث في المنطقة، أبرزها:
- معلومات تفيد بقيام الجيش الإسرائيلي بإجراء مناورات عسكرية في منطقة مرتفعات الجولان المحتلة.
- مغادرة عدد كبير من أعضاء مجلس النواب اللبناني (وحصراً من المعادين لسورية) إلى خارج لبنان، وذلك خلال الأيام العشرة الماضية، وعاد بعضهم، وحالياً يوجد خارج لبنان حوالي 20 نائباً.. هذا وقد أفادت وكالة الأسوشيتيد برس أن السبب وراء سفر النواب اللبنانيين هو البحث عن الملاذ الآمن من خطر الحرب المحتمل اندلاعها هذا الصيف في المنطقة.
- أشارت وكالة الأسوشيتيد برس بأن العديد من النواب اللبنانيين المرتبطين بحكومة السنيورة والذين تربطهم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، قد تم نصحهم بالبحث عن الملاذ الآمن، بعد أن ظهرت أسماؤهم على قوائم الأسماء المستهدفة، وأشار تقرير الوكالة إلى أن هناك مخططاً لحماية النواب اللبنانيين المرتبطين بحكومة السنيورة، قوى 14 آذار، وتتضمن الخطة نقل 65 نائباً أو أكثر إضافة إلى 35 سياسياً إلى كل من مصر، والإمارات العربية المتحدة وفرنسا.
- تحركات حكومة السنيورة مع الإدارة الأمريكية وفرنسا، لكي تتم عملية نشر القوات الدولية على الحدود السورية، سواء عن طريق الاستناد إلى القرارات السابقة أو بإصدار قرار جديد.
• سيناريو المؤامرة.. وأبرز التساؤلات:
من الواضح أن سيناريو المؤامرة الذي أعده محور تل أبيب- واشنطن لا يتضمن إحلال السلام على المدى القريب، بل يهدف إلى حرب مدمرة.. تعقبها مفاوضات سلام من موقع القوة والإملاءات الوحيدة الاتجاه.
هامش الزمن المتاح أمام إدارة بوش لم يتبق منه سوى 15 شهراً، تحاول جماعة المحافظين الجدد استغلال وتوظيف الفرص المتاحة حالياً أمام الإدارة الأمريكية التي يسيطرون عليها باسم الحزب الجمهوري الأمريكي، خاصة وأن كل معطيات الرأي العام الأمريكي أصبحت تشير لأول مرة وبشكل غير مسبوق بأن الحزب الجمهوري سوف لن يخسر انتخابات الرئاسة الأمريكية مثلما خسر انتخابات الكونغرس، بل وفي ظل تمادي إدارة بوش فإن هذا الحزب سوف (يخسر نفسه) تماماً.. وحالياً بدأت الكثير من المؤشرات الدالة على ذلك في البيئة السياسية الأمريكية، وهي مؤشرات تتمثل في تزايد عدد الجماعات التي انشقت على قيادة مجموعة تحالف جورج بوش- تشيني للحزب.. بحيث أصبح الحزب الجمهوري عرضة لصراع الأجنحة والتيارات المتنازعة حول مصائر السياسة الخارجية الأمريكية.
أبرز التساؤلات: ما الذي ينوي محور تل أبيب- واشنطن القيام به في منطقة الشرق الأوسط؟ حرب خاطفة جديدة؟ وضد من هذه المرة؟ حزب الله، حركة حماس، أم سورية؟ وهل ستكون هذه الحرب حصراً في منطقة شرق المتوسط؟ ام أنها سوف تمتد لإيران؟ وهل عملية اعتقال موسى الدقدوق هي الذريعة التي سوف تحاول الإدارة الأمريكية البناء عليها واعتبارها دليلاً مادياً على أن الدقدوق التابع لـ(حزب الله اللبناني)، انتقل من لبنان إلى إيران، ومن ثم إلى (قوات القدس الإيرانية) التي تعمل (داخل العراق) والتابلعة لـ(قوات الحرس الثوري الإيراني.. وقام بالإشراف على عملية قتل الجنود الأمريكيين في العراق.
اللغة الذرائعية واضحة في سياق الجمل.. وتجدر الإشارة إلى أن التفويض الممنوح بواسطة الكونغرس لا يسمح للرئيس الأمريكي باستخدام القوات المسلحة ضد الأطراف الأخرى إلا بالرجوع إلى الكونغرس، ولما كان الكونغرس الحالي يرفض إعطاء الرئيس بوش حق استخدام القوات الأمريكية والتورط في حرب جديدة، فإن تحالف جورج بوش- ديك تشيني يسعى للالتفاف على الكونغرس الأمريكي وضرب غيلان دون الرجوع إلى الكونغرس، وذلك عن طريق توظيف واستغلال مزايا الاستثناء التي وردت في تفويض الكونغرس.. والتي مفادها أن الرئيس الأمريكي يمكن أن يستخدم القوى ضد الكيانات الأخرى دون الحاجة إلى الرجوع إلى الكونغرس، حصراً في الحالات الطارئة المتعلقة بـ(الدفاع عن النفس)، ومن ثم فإن الادعاء بأن الدقدوق عضو حزب الله اللبناني أحضرته إيران وقام بقتل الأمريكيين هو أمر له أكثر من دلالة لأن الإدارة الأمريكية سوف تحاول إشعال الحرب العدوانية بحجة الدفاع عن النفس ضد الذين يقومون بقتل الأمريكيين.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...