ليبرمان: لا لأنابوليـس وحـل الدولتـيـن ولا انسـحاب من الجـولان

02-04-2009

ليبرمان: لا لأنابوليـس وحـل الدولتـيـن ولا انسـحاب من الجـولان

أثار وزير الخارجية الإسرائيلية الجديد أفيغدور ليبرمان أمس بعد ساعات على تسلمه منصبه اول عاصفة سياسية عندما عرض مواقفه من دون تردد او تزوير، وأبرزها إعلانه التنصل من مسار أنابوليس، ورفضه حل الدولتين واقتراحه السلام على سوريا مقابل السلام من دون انسحاب من الجولان، ووصف قطر بأنها دولة متطرفة وشكك بكون العراق دولة.. قبل ان يشارك في وقت لاحق في مراسم تسلم أحد أنصاره وزارة الأمن الداخلي التي تشرف على أجهزة الشرطة التي تدير تحقيقات ضده بالفساد.
واستغل ليبرمان مراسم تسلم وزارة الخارجية من تسيبي ليفني ليعرض على الملأ سياسته الجديدة التي تضع إسرائيل، وفق دبلوماسيين إسرائيليين، على مسار تصادمي مع الإدارة الأميركية الجديدة. وقال ليبرمان إن «مبادئ أنابوليس» غير ملزمة لإسرائيل التي عليها «أن تستعد للحرب» وأن تكون قوية إذا كانت تريد السلام، وأن المفاوضات مع الفلسطينيين ليست العنصر الأهم كما أن التنازلات لن تجلب السلام. واستخف بمن «يريد مواصلة التلهي بأنابوليس» مؤكدا أن بوسع هؤلاء مواصلة فعل ذلك.
وأثناء مراسم تسلمه وزارة الخارجية من ليفني، أعلن ليبرمان مواقف سياسية بالغة الحدة رفض فيها مبدأ «دولتين لشعبين»، وشدد على عدم الالتزام بمبادئ أنابوليس في تشرين الثاني العام 2007 وعدم تقديم تنازلات. وقال إن حكومته ستلتزم فقط بـ«خريطة الطريق»، لأنها اتفاق دولي التزمت به إسرائيل.
وهكذا فإنه بعد ساعات على تعيينه وزيرا للخارجية تنصل ليبرمان من اتفاق أنابوليس الذي أبرمه رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برعاية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وتأييد أوروبي.
وبرر ليبرمان عدم الالتزام بمبادئ أنابوليس بأنها لم تقر أبدا في الكنيست أو في حكومة إسرائيل. وقال إن أولمرت أعلن عن هذا الاتفاق لكنه لم يقر قانونيا في الحكومة وبالتالي هو عديم الصلاحية. تجدر الإشارة إلى أن مفاوضات أنابوليس تمت عندما كان ليبرمان وزيرا للشؤون الإستراتيجية في حكومة أولمرت لكنه استقال من الحكومة وخرج من الائتلاف بسببها.
وأعلن ليبرمان أنه لن يوافق على سياسة التنازلات للفلسطينيين، مشيرا إلى أنه منذ العام 1967 تنازلت إسرائيل عن أراض تزيد عن ثلاثة أضعاف مساحتها. فقد تنازلت إسرائيل عن سيناء وعن أراض في الضفة والقطاع ووقعت على اتفاق أوسلو، ولكن ذلك لم يحقق السلام.
وحاولت ليفني أثناء خطابه لفت نظره إلى أن حكومة إسرائيل التزمت بمبادئ أنابوليس، لكن ليبرمان رفض بشدة هذا الالتزام. وقال إن حكومة أولمرت قدمت تنازلات مفرطة لم تسهم في التقدم نحو السلام ولا في تعزيز مكانة إسرائيل، بل على العكس قادت إلى حرب لبنان الثانية وعملية «الرصاص المسكوب». وأضاف «يخطئ من يظن أنه عبر التنازلات سيحقق السلام. إنه فقط يستدعي الضغوط والمزيد من الحروب». وزعم أن التنازلات التي قدمتها إسرائيل منذ العام 1977 أضعفت مكانتها في العالم. وحسب كلامه فإن مكانة إسرائيل الدولية كانت في الذروة بعد حرب الأيام الستة العام 1967.
وتابع ليبرمان «أنا جدا مؤيد للسلام مع سوريا ولكن على أساس السلام مقابل السلام. ومن دون أي انسحاب من هضبة الجولان». واعتبر أن قطر دولة متطرفة وأن العراق مشكوك
في أنه دولة. ومع ذلك أشار إلى مصر، قائلا «الجميع يسألني عما سيحدث مع مصر. مصر كانت في زمن آبائنا، وهي ستبقى على ما يبدو في زمننا. وأنا دوما أحترم الآخرين وأطالبهم باحترامنا. وكل ذلك على قاعدة التبادلية». وأشار إلى أن لمصر «دورا هاما واستقراريا في المنطقة». وقال إنه معني بزيارة القاهرة واستضافة مسؤولين مصريين في وزارة الخارجية.
وفي نهاية خطابه اقتربت منه ليفني وقالت له إن «خطابك أثبت لي أنني فعلت الصواب عندما لم أنضم للحكومة». تجدر الإشارة إلى أن ليفني بذلت أقصى الجهد لإقناع ليبرمان بالانضمام إلى حكومة ترأسها هي لكنه في النهاية مال لتأييد نتنياهو.
وأثار خطاب ليبرمان ردود فعل عديدة في إسرائيل وخارجها. لكن وزير الخارجية الجديد عاد في وقت لاحق من مساء أمس لتأكيد تمسكه بكل حرف قاله. وقال، للتلفزيون الإسرائيلي، إن «خطابي أعد من أجل التأكيد صراحة على أن سياسة إسرائيل تغيرت. وأنا أضع الأوراق على الطاولة. هذه هي الحقيقة ولا شيء سواها».
وأعلن عضو الكنيست شلومو مولا من «كديما» أن الوزير الخاضع للتحقيق «كشف الوجه الحقيقي للحكومة الجديدة». كما أن زميله في الكتلة يوحنان بلاسنر قال إن ليبرمان يلحق بالغ الضرر دوليا بإسرائيل منذ اليوم الأول في منصبه، وتساءل إلى أين «سيصل لاحقا». كما أن زميلهما نحمان شاي اقتبس عن مسرحية تشيكوف القول بأنه «عندما يدخل المسدس المعركة الأولى، من الجلي أنه سيطلق النار في المعركة الثالثة». وشدد على أن أقوال ليبرمان «تعزز التقدير بأن وجهة حكومة نتنياهو ليست للسلام».
وقال عضو الكنيست عفو إغبارية من كتلة «حداش» إن حكومة نتنياهو حكومة عنصرية ولذلك لا تشكل أقوال ليبرمان مفاجأة لأحد. وأضاف أن أقوال وزير الخارجية «أسقطت القناع عن الوجه القبيح لنتنياهو، ليبرمان، (ايهود) باراك». وطالب الأسرة الدولية بفرض عقوبات على إسرائيل كما فعلت مع حكومة هايدر في النمسا. ولم يتأخر التنديد بأقوال ليبرمان. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أنه رغم أقوال وزير الخارجية الإسرائيلية الجديد فإن «رؤيتنا لا تزال ترى أن حل الدولتين، وأن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب بسلام وأمن، يخدم مصالحنا ومصالح المنطقة». وأضاف المسؤول الأميركي أن الإدارة الجديدة لا تزال «ملتزمة بحل دولتين لشعبين كحل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...