سياسيون وخبراء ينتقدون التصعيد الأمريكي ضد سوريا

28-04-2008

سياسيون وخبراء ينتقدون التصعيد الأمريكي ضد سوريا

وصف دبلوماسيون وسياسيون مصريون التصعيد الأمريكي ضد سوريا ب”المسرحية الهزلية” الشبيهة بالسيناريو الأمريكي الذي سبق احتلال العراق، مطالبين بدور عربي عاجل لمنع استمرار هذا التصعيد وحماية الشعب السوري من آثاره، وأشاروا إلى أن العرض “الإسرائيلي” بشأن الانسحاب من الجولان مقابل تطبيع العلاقات مع سوريا، ليس سوى مناورة صهيونية جديدة، لافتين إلى أن “إسرائيل” ليست جادة في تحقيق سلام عادل يتوافق مع الموقف العربي.

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبد الله الأشعل إن أمريكا و”إسرائيل” عندما يريدان العدوان على أي بلد يبدآن بإطلاق سيناريو أصبح مألوفاً، وذلك بالعمل على نشر شائعات تسيء لهذا البلد وتلويث البيئة المحيطة به، لافتا في هذا الشأن إلى نموذج الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وقال الأشعل: “كل من واشنطن وتل أبيب تثيران حاليا مسألة الملف النووي تستهدفان من ذلك فض التحالف الرباعي بين كل من سوريا وإيران وحزب الله وحماس”، مذكراً بالغارة “الإسرائيلية” على سوريا في سبتمبر/أيلول 2007 حيث نفت أمريكا و”إسرائيل” علمهما بها، ثم سرعان ما تناثرت أنباء بشأن علم أمريكا وتنفيذها من قبل “إسرائيل”، ثم تحولت القضية الآن إلى موضوع الملف النووي لسوريا، ليضاف إلى سلسلة الملفات التي تستخدمها أمريكا كأوراق ضغط على دمشق، ووصف الموقف الأمريكي و”الإسرائيلي” ب”الجزرة والعصا”، حيث أمريكا تمسك بعصا التهديدات لسوريا و”إسرائيل” تلوح بعرض أولمرت للسلام. وشدد على استحالة تحقيق سلام بين سوريا والكيان الصهيوني، كون “إسرائيل” ليست لديها الرغبة الجادة في تحقيق السلام والانسحاب من الجولان، بالإضافة إلى أن رئيس وزرائها أولمرت ليس بالشخصية التي من الممكن أن تقدم مثل هذا العرض لضعف شخصيته في الكيان.

وقال الخبير في العلاقات السياسية الدولية بمركز الأهرام الدكتور سعيد اللاوندي : “لا أعتقد أن “إسرائيل” جادة في عرضها الانسحاب من الجولان مقابل تطبيع العلاقات”، ووصف العرض الصهيوني بالمناورة التي تهدف إلى توجيه رسالة إلى العالم مفادها أن “إسرائيل” تريد سلاماً.

وبشأن التصعيد الأمريكي ضد سوريا قال اللاوندي إنه أقرب إلى السيناريو الأمريكي قبل احتلال العراق، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تعي جيدا أن سوريا لديها اتفاقية دفاع مشترك مع إيران، وبالتالي فإنها تستخدم “ذريعة” أو حيلة جديدة تهدف إلى الضغط على سوريا وإجبارها على الدخول في ما تسميه حلف “محور الاعتدال”.

وأضاف أن “إسرائيل” تسعى لإشعال حرب في المنطقة لفض التحالف الإيراني - السوري، وتعلن في الوقت نفسه رغبتها في إقامة سلام مع سوريا، حتى تبين للعالم أنها راغبة في إقامة علاقات مع سوريا مقابل الانسحاب من الجولان.

ويرى اللاوندي أن الدول العربية عاجزة عن اتخاذ موقف مساند لسوريا، منتقدا في هذا الشأن وجود وساطة تركية في الوقت الذي يغيب فيه أي دور عربي في هذا الشأن، وقال اللاوندي إن هذه الوساطة عار على العرب وتكشف عن غيابهم التام عن قضاياهم الكبرى وتركها للآخرين يديرونها وفق رؤيتهم ومصالحهم.

ومن جانبه رأى سكرتير عام حزب الوفد منير فخري عبد النور أن الإدارة الأمريكية وهي في آخر عهد “بوش” تريد تحقيق نجاح في الشرق الأوسط خاصة بعدما أخفقت في العراق فلم تجد سوى الضغط على سوريا وتتبع معها سياسة الترغيب والترهيب. ولفت عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع التقدمي الوحدوي حسين عبد الرازق إلى أن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة قائمة على التصعيد باستخدام وسائل الضغط كافة، سواء كانت وسائل سياسية أو اقتصادية أو عسكرية خاصة ضد الدول غير المنضوية تحت جناح سياستها بهدف استكمال هيمنتها في المنطقة يشاركها في ذلك الكيان الصهوني، لافتا إلى أن سوريا وإيران في مقدمة تلك الدول “غير المنضوية”.

غريب الدماطي

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...