(حتى يعود إلي) يفتتح تظاهرة المنصة المسرحية لحوض المتوسط

02-12-2010

(حتى يعود إلي) يفتتح تظاهرة المنصة المسرحية لحوض المتوسط

بتقنيات بصرية غاية في الاحتراف وأداء راقص ايمائي متقن لجسدين أنثويين قدم العرض الفرنسي التونسي حتى إلي يعود مساء أمس الأول فكرته المرتكزة على تصوير علاقة مبهمة بين فتاتين وذلك على خشبة مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون ضمن مهرجان دمشق للفنون المسرحية الخامس عشر.

ودون أن تنطق أي من الراقصتين ببنت شفة وعلى إيقاعات موسيقا يغلب عليها النموذج الالكتروني والإيقاعي رقصت بطلتا العمل بحركات التوائية وانحنائية مرنة لتعبرا عن علاقة ما بينهما وما تضمره هذه العلاقة من مشاعر متعددة ومتناقضة في ذات الوقت.

لعبت السينوغرافيا دور البطولة في العمل من خلال اعتمادها على التقنيات البصرية في الدرجة الأولى التي استطاعت أن تقدم فكرة تكرار الذات عن طريق شاشات إسقاطية تظهر الراقصة في حركات مختلفة عن حركاتها الأصلية التي توءديها على الخشبة إلى درجة يصعب فيها أحياناً التمييز بين الوجود الحقيقي للراقصة وبين تسجيل الفيديو لها فتبدو الراقصة في حالتين أو ثلاث حالات تتماهى أحياناً مع ذاتها وتندمج ضمن المقطع التسجيلي بحركات متواترة.

ولعبت فكرة تراكب الصور دوراً هاماً في اندماج الراقصتين وتماهيهما حيث نجدهما يتداخلان ببعضهما من خلال رقصة حقيقية وأخرى في صورة تسجيلية لينتهي هذا التماهي إلى تماه حي ومباشر على الخشبة يترافق بضحكاتهما الأنثويتين.

وجاء الدور المتميز للسينوغرافيا من خلال الإضاءة التي وصلت الى درجة عالية من التركيز وتحقيق الفصل الواضح بين العتمة والظل والنور مترافقا ذلك مع ظهور واختفاء الممثلتين بحيث تتحول الخشبة بشكل مفاجئ من مكان خاو إلى مكان يعج بالحركة.

واعتبر الكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعجي في تصريح لسانا بعد العرض أن المضمون العام للعمل يدور حول علاقة بين فتاتين قائمة على الالتواء والرقص من خلال رموز وإشارات احترافية وليونة فائقة من قبل الممثلتين موضحا أن الطرح الذي يقدمه العرض هو طرح ما بعد حداثي قائم على قيم ما بعد حداثية ولكن المميز هو الإخراج والتقنيات البصرية.

ويأتي العرض ضمن تظاهرة المنصة المسرحية لحوض المتوسط وهي تظاهرة مسرحية سنوية جديدة أخذت من المهرجان منصة لانطلاقتها على أن تقام كل سنة في دولة من دول المتوسط .

وتتيح التظاهرة لمخرجي دول المتوسط تقديم مشاريعهم المسرحية والمساهمة في إنتاجها.

ويقدم خلال مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر خمسة عروض ضمن هذه التظاهرة هي نيغاتيف لنضال سيجري حتى إلي يعود من فرنسا وتونس مكان ما في منتصف العالم من تركيا ماشي أون لاين من لبنان باش من قبرص.

يذكر أن عرض حتى إلي يعود فكرة وإعداد جانفيف مازن وكريوغراف جانفيف مازن وإيمان سماوي واستشارة دراماتورجية ماشيل كازيرتا.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...