العدوان الإسرائيلي في الصحافة البريطانية

22-07-2006

العدوان الإسرائيلي في الصحافة البريطانية

لايزال الوضع في لبنان أهم ما تتناوله الصحف البريطانية التي اعتبرت اليوم السبت أن العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان دمر الأمم المتحدة وشوه الحقيقة، وقتل السياسة الخارجية البريطانية المستقلة بطريقة مهينة وشائنة.

كتب سليم لون المتحدث السابق باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق, تعليقا في صحيفة غارديان أكد فيه أن ردة فعل هيئة الأمم المتحدة الواهنة على أزمة لبنان تثبت أن هذه الهيئة لم تعد قادرة على حماية المدنيين.

وذكر لون أن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان تصدرت عناوين الأخبار أمس, رغم أنها كانت جد ضئيلة وجد متأخرة.

وأضاف أن انتظار أنان تسعة أيام قبل أن يتحدث بشكل جدي وجه صفعة خطيرة للصورة الإنسانية لهذه المنظمة, كما أن ربطه لانتقاده "استعمال إسرائيل المفرط للقوة" بالتنديد المتكرر بحزب الله يظهر مدى عمق استعباد الولايات المتحدة للعالم.

واعتبر المعلق أن ردة الفعل التآمرية بين الفاعلين الدوليين في حرب بهذا الحجم من الخسائر البشرية لم يسبق له مثيل في الزمن الحالي.

وأضاف لون أن النظام الدولي الذي بناه العالم بدقة وحذر من أجل حماية السلام والأمن العالميين, من خلال ميثاق الأمم المتحدة, يتصدى لجرائم الضعفاء, لكنه يبقى أصم وغير مستجيب في وجه السلوك غير الشرعي للأقوياء.

واستنتج لون من ذلك أن الضحية الأخرى للحرب الإسرائيلية على لبنان هي الأمم المتحدة.

وفي الإطار ذاته قال روبرت فيسك في صحيفة إندبندنت إن الحقيقة هي مرة أخرى أولى ضحايا هذه الحرب, مشيرا إلى أن عدد الأكاذيب التي تتساقط على لبنان لا تقل عن عدد القنابل.

بل -يضيف فيسك- إن عد القنابل أمر سهل, لكن الأكاذيب أقل وضوحا رغم كونها لا تقل تدميرا.

وذكر الكاتب أن الفرية الأولى هي قول رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إنه سمح بممر إنساني آمن بين قبرص ولبنان لتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى بيروت.

وأشار فيسك إلى أن ذلك الممر كان موجودا أصلا, وأن ما طالب به أنان هو ممر آمن بين بيروت والقرى اللبنانية في الجنوب في ظل مطالبة الإسرائيليين بإبعاد المدنيين عشرين ميلا عن الحدود, فيما يعتبر "تطهيرا عرقيا" حاول أولمرت بالطبع تفادي ذكره.

قالت صحيفة تايمز إن إسرائيل في سباق الآن مع الزمن لتدمير حزب الله قبل أن تتزايد المطالبة الدولية بوقف العمليات الحربية.

وذكر مراسل الصحيفة في صور أن شاحنة تبريد لحوم تقف أمام مستشفى صور وقد كدست بداخلها 115 جثة.

ونقل عن الممرضة هلا حجازي قولها إن نصف أولئك الضحايا من الأطفال.

وأضاف أنه لا مجال للشك في أن أكثر جيوش الشرق الأوسط جبروتا يتسابق مع الزمن لتدمير حزب الله قبل أن تنضم الولايات المتحدة وبريطانيا لبقية أعضاء الأمم المتحدة المطالبة بوقف إطلاق النار.

واعتبرت إندبندنت في افتتاحيتها أن وقوف بريطانيا في صف الولايات المتحدة وإسرائيل ضد بقية دول العالم في رفض المطالبة بوقف إطلاق النار في لبنان، يجعلها أكثر عزلة على المستوى الدولي من أي وقت مضى منذ غزو العراق.

وتساءلت الصحيفة بمرارة عن السبب الذي جعل بريطانيا تتخذ موقفا مخزيا كهذا, وعن السبب الذي جعل بريطانيا تؤيد عملية عسكرية هي بكل المقاييس ضد مصالحها.

واستنتجت إندبندنت من هذا أن السياسة الخارجية البريطانية قد ماتت ميتة مذلة ومخزية.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...