الصحافة الأمريكية اليوم

25-10-2006

الصحافة الأمريكية اليوم

شككت صحف أميركية اليوم الأربعاء بتكهنات البنتاغون التي تنطوي على تولي القوات العراقية زمام الأمور الأمنية في البلاد، معرجة على تقرير حكومي يكشف عن النفقات غير المباشرة لبرامج الإعمار في العراق، وتحدثت عن تنامي انعزال المسلمين في أوروبا، دون أن تغفل التعليق على تحالف أولمرت ليبرمان.كتبت نيويورك تايمز تحليلا عسكريا تحت عنوان "الوقائع العراقية تقوض تكهنات البنتاغون" للتعليق على تصريحات الجنرال جورج كيسي الذي توقع فيها أن تتسلم القوات العراقية زمام الأمور الأمنية بالبلاد في غضون 18 شهرا، تقول فيه إن الهدف الأميركي الرامي لنقل المهام إلى لتلك القوات يبدو بعيدا عن شوارع بغداد.

وقالت الصحيفة إن العراق –على الورق- يمتلك قوات أمنية قوية وفقا لتقرير وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي قدم في أغسطس/آب الماضي للكونغرس ويفيد بأن لدى العراق 277 ألف جندي وضابط شرطة بمن فيهم 115 ألف مقاتل.
غير أن تلك الأرقام -كما تقول الصحيفة- التي دأب البنتاغون على ذكرها كمؤشر على التقدم وإستراتجية الخروج للجنود الأميركيين، رسمت صورة مشوهة للوضع الحقيقي.
ورجحت نيويورك تايمز في الختام أن يمضي الجيش الأميركي في تحمله لمعظم العبء الأمني حتى تشهد البلاد حكومة وحدة وطنية تحظى بقوات أمنية تحترم وتمتلك الإرادة للقتال.
وفي موضوع ذي صلة تناولت الصحيفة نفسها تقريرا حكوميا يفيد بأن التكاليف غير المباشرة لإعادة الإعمار في العراق استهلكت زهاء نصف الميزانية المخصصة لإعمار بعض المشاريع في البلاد، الأمر الذي خلف أموالا أقل بكثير من المتوقع لتزويد المواطنين بالماء والنفط والكهرباء.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذا التقرير -الذي صدر أمس- قدم أول تقييم رسمي يفيد بأن الأموال التي تنفق على سكن وإطعام الموظفين والقيام بالأعمال الورقية، أكثر من تلك المخصصة لإعادة الإعمار الحقيقي.
ويفيد التقرير أن هذه النفقات غير المباشرة تراوحت ما بين 20 و55% من الميزانيات المخصصة، في حين أن تلك التكاليف لا تشكل سوى نسبة قليلة في المشاريع المشابهة لها بالولايات المتحدة الأميركية.

تحت هذا العنوان خصصت واشنطن بوست افتتاحيتها  للحديث عن تنامي انعزال المسلمين في أوروبا، بعد عام من الأحداث التي وقعت في فرنسا.
وقالت الصحيفة إن ذلك الانعزال -وما يصطحبه من تهديد بالعنف- يبدو أنه يسوء ليس في فرنسا وحسب بل غرب أوروبا، مشيرة إلى أن الشرطة الفرنسية تواجه ما يسميه البعض انتفاضة دائمة في أحياء المسلمين حيث سجلت أكثر من 2500 حالة عنف ضد الشرطة بالستة أشهر الأولى من هذا العام.
وبعد أن سردت بعض الوقائع تدلل على مثل تلك الأعمال كتفجيرات لندن ومحاولة تفجيرات طائرات بريطانية متجهة إلى أميركا وغيرها، قالت واشنطن بوست إن الأوروبيين يسيرون بخطى بطيئة جدا نحو الإدراك بأن الجزء الرئيس من الصراع الكوني ضد "التطرف" الإسلامي يجب أن يكون في بلادهم وليس فقط مناطق بعيدة مثل العراق وأفغانستان.
غير أن حكوماتهم –تتابع الصحيفة- ووسائل الإعلام والنخب السياسية تبدو بعيدة كل البعد عن التعاطي مع هذا التحدي، فعوضا عن السعي للتعاطي مع انعزال شريحة رئيسة من المجتمع المسلم، يقوم القادة الأوروبيون بعمل مغاير وذلك بتحدي ثقافة المسلمين والدفاع عن إهانات غير مسوغة تم توجيهها للإسلام.
وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو حول ارتداء النقاب، قالت الصحيفة إنه يصعب تصديق أن النقاب يشكل عائقا أمام التواصل بين السياسيين البريطانيين والمسلمين، مشيرة إلى أن الهجوم الذي يطلقه السياسيون على العادات الإسلامية من شأنه أن يعزز انفصالهم عن المجتمع ولا يخفف منه.

واختتمت واشنطن بوست بدعوة المسلمين إلى احترام قوانين البلاد التي يقطنون فيها، وبإسداء نصيحة للسياسيين الأوروبيين للعمل على إزالة الحواجز التي يواجهها المسلمون عبر الحصول على فرص التعليم والعمل بدلا من التمييز بين الإسلام والأغلبية العلمانية.

كتب فيل زابريسك من القدس تحليلا في مجلة تايم تحت عنوان "شريك أولمرت في التحالف الجديد.. خطوة إلى الأمام أم إلى الخلف؟" يقول فيه إن ضم اليميني ليبرمان إلى الحكومة يقوي أغلبية رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ولكنه يقيد مساحته في المناورة.

وأضاف زابريسك أن التحدي الذي يواجه أولمرت الآن بوجود ليبرمان إلى جانبه هو أن يثبت أن لدى الحكومة هدفا يتجاوز البقاء في السلطة، ولكن توسيع دائرة التحالف الذي خلفه قد يزيد من فرص قدرته على التحرك في أي اتجاه.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...