جولة الجمل: أمريكا، أمريكو، أمريكانا..

13-06-2006

جولة الجمل: أمريكا، أمريكو، أمريكانا..

يفتتح بوش صباحه كل يوم بقراءة تقرير مجلس الأمن القومي الذي يبدأ بخيبات أمريكا في العراق.. يتململ الرئيس بعد أول صفحة، ثم ينزعج بعد الثانية، ثم يغضب مع نهاية التقرير، وأحياناً ما تأخذ نوبات غضبه شكل "الاضطراب الانفجاري المتقطع" فيهاجم إيران، أو سوريا، أو حزب الله، أو كوريا، أو القاعدة، وأحياناً يهاجم الجميع دفعة واحدة.. وقد يكون الأمر محتملاً فيما إذا لم يأخذ معاونوه ومساعدوه الأمر على محمل الجد، أو يكون بعضهم أيضاً مصاب بمرض "الاضطراب الانفجاري المتقطع" والذي تقول التقارير الصحية أن هناك 16 مليون أمريكي مصابين به، وموظفوا البيت الأبيض ليسوا بمنجاة منه بالطبع نظراً لما يتعرضون له من ضغوط يومية، داخلية وخارجية، والخطير في الأمر أن الأشخاص المصابون بالاضطراب الانفجاري المتقطع – حسب التقرير الأمريكي- قد يهاجمون الآخرين أو متعلقاتهم، مما يلحق بهم إصابات بدنية وخسائر في الممتلكات.. وفيما يلي، وعلى ضوء ذلك، سوف نتابع انزعاجات البيت الأبيض منّأ بشكل خاص، ومن العالم بشكل عام:
انتهى الرئيس بوش من قراءة التقرير الرئاسي مع آخر رشفة من قهوته، ولم يستطع، على الرغم من تفكيره العميق، في أن يفهم كيف يمكن لمسلم متدين أن ينتحر في غوانتاناموا مثلما لم يستطع أن يفهم كيف بدا وجه الزرقاوي القتيل في الصورة كما لو أنه نائم في الوقت الذي قصفوه فيه بقنابل تصهر الحديد، وعندما سأل كوندي مستفسراً عن الأمر، قالت له: لقد أصبح الزرقاوي من الماضي ويجب علينا التفكير في ورثته الآن.. فما كان من الرئيس إلا أن خرج إلى حديقة كامب ديفيد، حيث ينتظره الصحفيون والمصورون ليتوعد أبا حمزة المهاجر، خليفة الزرقاوي ، بالملاحقة والإبادة، ثم عاد إلى كوندي مسروراً كطفل مطيع، ليجد أن كوندي قد دعت كبار أركان إدارته للحديث عن حصصهم الديمقراطية من المليوني برميل نفط التي ينتجها العراق يومياً..
بعد الاجتماع قدمت "اوسوليفان" مساعدة مستشار الأمن القومي، جدول أعمال مجلس الحرب على مدى يومين في العراق: استمرت موجة التفجيرات الأمر الذي أسفر عن مقتل العشرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث قتل 16 شخصاً و جرح 20 في كركوك، كما قتل عشرة عراقبين وأصيب أكثر من 25 في سوق حي المنصور، وفي مدينة الصدر قتل 9 أشخاص وجرح 41 آخرين.. كما قتل 6 عراقيين وأصيب 30 آخرين في بلد، وقتل 4 عراقيين وجرح 40 آخرين في تلعفر وكل هؤلاء هم ضحايا سيارات مفخخة ،إضافة إلى مصرع 30 شخصاً في هجمات أخرى متفرقة أمس..
قال الرئيس بوش: وماذا يفعل المالكي إذن؟ أجابت كوندي: إنه يضمن لنا تدفق النفط سيدي الرئيس وأنا اقترح ان تزوره وتشد من أزره في القريب العاجل.
ابتسم الرئيس وخرج ثانية إلى حديقة خيمة داؤود وقال للميكرفون بتاع الـ CNN : أدعو دول جوار العراق إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة الحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي .. هذا وستعمل واشنطن باستمرار، مع أصدقائها، في محيط العراق، لتشجيعهم على دعم هذه الديمقراطية الجديدة، كما أدعو الدول المساهمة حالياً في إعادة إعمار العراق، الوفاء بالتزاماتها..
بعدما تحدث الرئيس للميكرفون عاد إلى مكتبه ليقرأ الصحف الأمريكية وقد أثار اهتمامه مقالة في "ذي ناشيونال ريفيو" بعنوان ( ألا يزال بيل كلينتون رئيساً؟) فاستغرب الأمر وقال لحاجبه: اتصل بـ ذي ناشيونال ريفيو وقل لهم بأني نجحت في الانتخابات.. قال الحاجب: عفواً سيدي، من الأفضل أن تقرأ المقالة أولاً، وبما أن الحاجب من الـ FBI فقد وافق الرئيس على رأيه وراح يقرأ عن مخاوف اليمين في واشنطن وخشيته من أن تقود وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، التوازنات الدولية لواشنطن، صوب منحدر لا مجال سوى للخسارة فيه. وقد قارن الكاتب بين العرض الذي تقدمت به إدارة بوش بـ (المسكِّن) الذي قدمته إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون لكوريا الشمالية في التسعينات من القرن الماضي، وأكد الكاتب : إن الأمر لن يطول قبل أن تستعير رايس إحدى قبعات مادلين أولبرايت المثيرة للجدل حين ذهبت إلى بيونغ يانغ عام 2000.. ضحك الرئيس بوش للإشارة.. الإشارة التي تؤكد أن بيل كلينتون رئيس سابق، وليس للإشارة التي تتحدث عن قبعات مادلين الكاريكاتورية فوق رأس كوندي .. ضحك الرئيس وظل يقهقه حتى انقلب على قفاه .


الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...