الأبعاد السياسية لاتفاقية التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني

12-11-2011

الأبعاد السياسية لاتفاقية التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني

الجمل: انتقلت العلاقات الروسية ـ الإيرانية إلى مرحلة جديدة، لجهة تعزيز التعاون الثنائي في علاقات خط موسكو ـ طهران، وفي هذا الخصوص فقد شهدت العاصمة الروسية موسكو يوم أمس الجمعة 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011م، التوقيع على مسودة مشروع التعاون الاستراتيجي الإيراني ـ الروسي؛ فما هي طبيعة اتفاق التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني الجديد، وما هي تداعياته على منطقة الشرق الأوسط؟

* اتفاق التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني: توصيف المعلومات الجارية
تحدث يوم أمس الجمعة علي باقري المسؤول الرفيع المستوى في مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، قائلاً بأنه قد وقع مع نظيره يفجيني لوكيانوف المسؤول الرفيع المستوى في مجلس الأمن الروسي، مسودة اتفاقية التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني، وفي هذا الخصوص أشارت المعلومات إلى النقاط الآتية:الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والإيراني أحمدي نجاد
•    استغرق التفاوض والتفاهم على محتوى بنود اتفاقية التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني فترة طويلة، وبالأمس الجمعة تم الفراغ من إعداد صيغتها النهائية.
•    سوف تركز بنود الاتفاقية  على مسارات ونوافذ التعامل والتعاون الاستراتيجي بين مجلس الأمن الروسي ومجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى.
•    مجالات التعاون بين مجلس الأمن الروسي ومجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى سوف تشمل: التعاون في القضايا الأمنية ـ التعاون في القضايا الاقتصادية ـ التعاون في قضايا المخابرات.
هذا، وأضافت التقارير والتسريبات بأنه بالتوقيع على مسودة اتفاقية التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني، فإن علاقات التعاون بين مجلس الأمن الروسي، ومجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، قد انتقلت عملياً لتصبح ضمن إطار مؤسسي متفق عليه بين طهران وموسكو على أساس الشكل والمضمون.
وإضافة لذلك، فقد أشارت التقارير والتسريبات إلى أن القضايا التي تطرقت إليها المحادثات الأمنية الروسية ـ الإيرانية خلال اليومين الماضيين، قد تضمنت القضايا الآتية:
•    ملف تقرير وكالة الطاقة الذرية العالمية الأخير المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
•    ملف الخطة الروسية المقترحة لجهة  اعتماد موسكو لاستراتيجية الخطوة ـ خطوة إزاء أزمة البرنامج النووي الإيراني.
•    ملف التطورات الاحتجاجية السياسية الجارية في منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في سوريا والبحرين واليمن.
•    النوايا الأمريكية إزاء إيران، إضافة إلى ردود الأفعال الأمريكية إزاء التطورات الجارية في ملف علاقات التعاون الروسي ـ الإيراني.
هذا، وتقول المعلومات، بأن زيارة علي باقري لروسيا، قد جاءت ضمن فعاليات الجولة الرابعة للقاءات والتفاهمات الإيرانية ـ الروسية، والمتفق على إجرائها بشكل دوري بواقع مرة كل ثلاثة أشهر، وأضافت المعلومات بأن علي باقري الذي يتولى منصب نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، إضافة إلى لقائه بنظيره الروسي يفجيني لوكيانوف، قد التقى أيضاً بكل من: رئيس مجلس الأمن القومي الفيدرالي الروسي نيكولاي باتروشيف، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إضافة إلى نائب وزير الخارجية الروسي.

* التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني: إلى أين؟
تشير المعطيات الجارية إلى أن التعاون الروسي ـ الإيراني، قد ظل يكتسب طابعاً نوعياً استراتيجياً منذ بضعة سنوات، وعلى ما يبدو فإن ما تم الإعلان عنه بالأمس بواسطة علي باقري المسؤول الرفيع المستوى في مجلس الأمن القومي الإيراني الاعلى، هو أمر يفيد بكل وضوح إلى الآتي:
•    إضفاء الطابع العلني للتعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني، بما يجعل خصوم إيران الدوليين والإقليميين يفهمون بأن علاقات خط طهران ـ موسكو تتميز بخصوصيتها الاستراتيجية.
•    لم يتم الإعلان عن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الروسي ـ الإيراني، بواسطة أي من رؤساء البلدين، ولا بواسطة أي من وزراء خارجية البلدين، وتم الإعلان حصراً على لسان مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى، ومسؤول أمني روسي رفيع المستوى، إضافة إلى أن التوقيع على مسودة الاتفاقية تم بواسطة هذين المسؤولين حصراً؛ وهو أمر تم على أساس اعتبارات التقاليد الدبلوماسية، يعكس أكثر من دلالة ويحمل أكثر من رسالة، ويطلق أكثر من إشارة.
هذا، وعند النظر في تسلسل مشاهد الأحداث والوقائع الجارية بالتوازي مع الإعلان عن توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي الإيرانية ـ الروسية، نلاحظ الأحداث والوقائع الآتية:
•    قيام وزيرة الخارجية الأمريكية، بمطالبة طهران بتسليم الرد الإيراني على تقرير وكالة الطاقة الذرية العالمية المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني خلال بضعة أيام، وهو أمر يفيد لجهة عدم رغبة واشنطن في إعطاء طهران فرصة الدراسة والرد الدقيق المفصل.
•    قيام باريس بالمطالبة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي تكون مخصصة لمناقشة ملف البرنامج النووي الإيراني على ضوء تقرير وكالة الطاقة الذرية العالمية الأخير.
•    قيام طهران بتقديم طلب العضوية الكاملة في منظمة تعاون شنغهاي، وفي هذا الخصوص تقول المعلومات بأن الطريق أصبح سالكاً أمام عضوية طهران خلال هذه الفترة.
تشير التوقعات إلى أن مجلس الأمن الدولي، سوف يعقد جلسة عاجلة خلال الأيام القادمة، بناء على الطلب الفرنسي، وذلك من أجل النظر في ملف البرنامج النووي الإيراني، وتشير التوقعات إلى احتمالات كبيرة بأن تسعى واشنطن وباريس ولندن لجهة المضي قدماً في فرض جولة عقوبات دولية متعددة الأطراف رابعة جديدة ضد إيران، مع توقعات تفيد لجهة وضع روسيا والصين أمام السيناريو الحرج لجهة المفاضلة بين خيار دعم العقوبات الجديدة ضد إيران، وخيار قيام إسرائيل بالعمل العسكري ضد إيران. وإضافة لذلك تشير التوقعات إلى أن بنود جولة العقوبات الدولية المتعددة الأطراف الجديدة، سوف تسعى إلى استهداف وتقويض الروابط الإيرانية مع حلفاء طهران الشرق أوسطيين، وبالذات مع سوريا وحزب الله اللبناني، إضافة إلى بعض الفصائل العراقية، وفي هذا الخصوص من المتوقع أن تسعى بنود جولة العقوبات الدولية المتعددة الأطراف الجديدة إلى استهداف حلفاء إيران الشرق أوسطيين مثل سوريا، وأيضاً بقية دول الشرق الأوسط التي تتعاون مع إيران لجهة المفاضلة بين خيار الوقوف إلى جانب دعم العقوبات ضد إيران، وخيار مواجهة العقوبات الدولية إن لم يتعاونوا مع برنامج العقوبات الدولية المفروض ضد إيران!

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...