ما هو الرابط بين ثورة المسلمين الإيغور وثورة بوذيي التيبت

15-07-2009

ما هو الرابط بين ثورة المسلمين الإيغور وثورة بوذيي التيبت

الجمل: رصدت التقارير ونشرات الأخبار تطورين جديدين تمثل الأول في مطالبة بكين لرئيس الوزراء التركي بسحب تصريحه الذي قال فيه أن ما قامت به قوات الأمن الصينية ضد إيغور مقاطعة سينغيانغ يعتبر مذبحة، أما الخبر الثاني فهو تصريحات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي" التي طالبت بمهاجمة المصالح الصينية.
* الحركات الإسلامية: إشكالية قراءة نظرية المسرح:
برغم "الفارق الحضاري" الكبير بين حزب العدالة والتنمية التركي الإسلامي - الليبرالي وتنظيم القاعدة السلفي – الجهادي، فإن ردود أفعال الطرفين إزاء نزاع إقليم سينغيانغ بين قومية الإيغور وقومية الهان ودور السلطات الصينية، كانت ردود أفعال تتميز بالآتي:
• وحدة الهدف: حماية المسلمين الإيغور ضد قومية الهان غير المسلمة.
• وحدة الخطاب: الانتقادات الشديدة اللهجة ضد السلطات الصينية وقومية الهان.
• وحدة الوسائل: استهداف الصين دبلوماسياً وعسكرياً.
إذا دققنا النظر والتحليل في ما تنطوي عليه هذه النقاط نلاحظ الآتي:
• الاندفاع السريع إزاء التصعيد ضد الصين، على خلفية الشعور المتزايد بأن المسلمين الإيغور يتعرضون للمذبحة وعمليات الإبادة الجماعية بواسطة السلطات الصينية.
• عدم إعطاء أي اعتبار لمدى أهمية موقف الصين الرافض لممارسات ولتوجهات الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.
• عدم إعطاء أي اعتبار لأهمية موقف الصين الرافض لممارسات غزو واحتلال العراق وقتل العراقيين وغزو واحتلال أفغانستان وقتل الأفغان.
• عدم إعطاء أي اعتبار لمدى أهمية موقف الصين الرافض لقيام محور واشنطن – تل أبيب باستهداف إيران.
من المعروف أن الأداء السلوكي في مسرح الصراع يجب أن يتطابق وينسجم مع المبدأ القائل: التصرف المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب. وقد أكدت معطيات وثوابت علم النزاعات والصراعات بأن هذا المبدأ يمثل في حد ذاته إحدى "القواعد الحاكمة" والتي كلما سعى أطراف الصراع إلى التقيد بها كلما كانت فرصة تحقيق أهدافه ليست كبيرة وحسب وإنما ضمن أقل الخسائر وأكبر المنافع.
* ماذا وراء ثورة الإيغور؟
حتى لا نسهب كثيراً في التكرار الممل نشير إلى أن الإيغور هم شعب مسلم متواجد في مقاطعة سينغيانغ شمال غرب الصين، وعبر مئات الأعوام كانت منقطة الإيغور مسرحاً للصراعات التاريخية بين إمبراطوريات آسيا الوسطى القديمة والحديثة، وحالياً، برغم أن أزمة الإيغور بعد قيام الثورة الشيوعية في الصين ظلت تظهر بشكل خافت بين الحين والآخر، فقد برزت هذه المرة بشكل أقوى وعلى خلفية هذا الحضور الأزموي الإيغوري تبرز التساؤلات الآتية:
• ما هي أسباب أعمال العنف الأخيرة، ومن المسؤول: هل هم قومية الإيغور أم قومية الهان؟
• ما هي مسؤولية السلطات الصينية وهل كان لها دور في إشعال الأحداث؟
• هل كان رد فعل السلطات الصينية ينسجم مع مبادئ عمليات حفظ القانون والنظام أم أنه كان رد فعل مفرط للقوة بما ترتب عليه تمادي السلطات الصينية في استخدام القوة بشكل يتجاوز مبدأ الاقتصاد في استخدام القوة المتعارف عليه؟
• ما الذي كان سيحدث في سينغيانغ لو لم تتدخل السلطات الصينية؟
• هل توجد حالة حرب أهلية داخل إقليم سينغيانغ بين الإيغور المسلمين والهان غير المسلمين، أم أن الأمر مجرد حادثة صغيرة أدت إلى اندلاع الأزمة؟
كثيرة هي الأسئلة التي يمكن طرحها على هذا المنوال ولكن ما هو أهم يتمثل في الأسئلة المركزية الهامة التي تعمدت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية تجاهلها.
* من هو قائد ثورة الإيغور؟
وتقول الإجابة الواضحة البسيطة بأن الناشطة ربيعة قدير هي زعيمة ثورة الإيغور ولكن ما كان لافتاً للانتباه يتمثل في الآتي:
• تقيم ربيعة قدير في الولايات المتحدة الأمريكية وتحت رعاية وإشراف وتمويل "مؤسسة منحة الديمقراطية" وهي منظمات تابعة لمنظمات اللوبي الإسرائيلي وتقوم هذه المنظمة بتقديم الدعم المالي والسياسي ليس للناشطة ربيعة قدير، وإنما لما يعرف بـ"المؤتمر العالمي للإيغور" والذي يتوزع أعضاءه بين أمريكا ودول أوروبا الحليفة لأمريكا.
• إن توجهات ربيعة قدير ليست إسلامية وإنما أكثر انسجاماً مع نمط الحياة الأمريكي العصري المتحرر، فربيعة قدير لا ترتدي الزي الإسلامي، وتتناقل الفضائيات صور شعرها الطويل وهو يتدلى على ظهرها بلا حجاب.
* هل توجد علاقة بين ثورة الإيغور المسلمين وثورة التبتيين البوذيين؟
تشير المعلومات الموثقة إلى وجود علاقة بين زعيم التبت ومنظمة منحة الديمقراطية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأيضاً إلى وجود علاقة بين زعيمة الإيغور ومنظمة منحة الديمقراطية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وتأسيساً على ذلك فإن هناك تطابقاً كبيراً بين "الراهب" البوذي الدالاي لاما، والزعيمة الإسلامية السيدة ربيعة قدير.
برغم الفارق بين الإيغور المسلمين والتبتيين البوذيين فإن الخيط الواصل بين الأحداث التي سبق أن اندلعت في إقليم التبت الصيني والدائرة حالياً في سينغيانغ هو خط واصل بدا منقطعاً ولكنه أصبح أكثر اتصالاً من خلال المعلومات والتقارير والتسريبات التي كشفت عن مدى تطابق سيناريو العصيان التبتي وسيناريو العصيان الإيغوري.
بالنتيجة وبغض النظر عما يدور حالياً  في سينغيانغ نرى أنه من الضروري الإشارة إلى النقاط الآتية:
• سعت إدارة بوش الجمهورية إلى استدراج الصين لجهة الوقوف إلى جانب واشنطن في مخطط الحرب ضد الإرهاب وحالياً فإن فتح جبهة صراع إسلامي – صيني سيترتب عليها دفع الصين إلى خيار دعم ومشاركة أمريكا في مشروع الحرب ضد الإرهاب.
• إن إعلان تنظيم القاعدة في المغرب العربي عن مطالبته بشن الهجمات ضد المصالح الصينية هو إعلان يصب في صالح المصالح الأمريكية طالما أن المصالح الأمريكية والإسرائيلية في بلدان المغرب العربي تبلغ أضعاف المصالح الصينية.
• إن قيام تحالف صيني – أمريكي في مشروع الحرب ضد الإرهاب سيترتب عليه قيام روسيا مجبرة بالدخول في هذا التحالف، طالما أن موسكو ستعتبر أن التحالف الصيني – الأمريكي سيكون قابلاً للتطور المستقبلي أكثر فأكثر بما يتيح لأمريكا تحقيق الخطوة الحاسمة في السيطرة على آسيا الوسطى وتهديد الأمن الروسي.
تقول المعلومات أن مؤسسة منحة الديمقراطية هي منشأة أمريكية تم إنشاؤها خلال فترة إدارة ريغان الجمهورية لتحقيق هدف "معلن" وهو دعم الحركات السياسية المعارضة للأنظمة الشيوعية التي كانت موجودة خلال الثمانينات من القرن الماضي، أما هدفها "غير المعلن" فهو إثارة القلاقل والاضطرابات الشعبية الداخلية بما يتيح الإطاحة بالأنظمة المعادية لأمريكا، وقد بدأ هذا الهدف غير المعلن يتضح عندما قامت المؤسسة بدعم "الثورة البرتقالية" الأوكرانية و"الثورة الوردية" الجورجية.
فهل يدرك الإسلاميون مغزى الثورة الملونة الجديدة التي تتزعمها الناشطة ربيعة قدير بدعم وتمويل مؤسسة منحة الديمقراطية، أم أنهم سيمضون قدماً في استدراج الصين إلى المواجهة مع المسلمين؟ وهو تساؤل وإن كان بسيطاً فإن الإجابة عليه تتطلب قدراً بسيطاً أيضاً من حسن البداهة ومعرفة ما هي قواعد الاشتباك وما هي معطيات مسرح الصراع ومتى تواجه ومتى لا تواجه، وقد نجح الإسلاميون في مواجهة واشنطن وعليهم التريث وأن "..." مع بكين طالما أن العدو الرئيسي هو محور واشنطن – تل أبيب وليس بكين الداعمة للعرب والمسلمين في الصراع العربي – الإسرائيلي واسترداد القدس ثاني القبلتين!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...