رياض نعسان آغا: " نساء سورية "

06-06-2009

رياض نعسان آغا: " نساء سورية "

 هذا عنوان كتاب قدمته مجموعة من الكاتبات السوريات تُعرِّفن بنساء سوريا اللواتي قال عنهن نبيل صالح محرر الكتاب (إنهن اللواتي فتحن أبواب مختبر الأنوثة ليتدفق منه كنز الأمة وطاقاتها النسوية المخبوءة منذ قرون) وقد قامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة برعاية وتمويل الجزء الأول من هذا الكتاب وهو يضم أبحاثاً عن ثلاثين شخصية نسائية سورية من اللواتي اكتملت تجاربهن، وقد وددت أن أشير إلى هذا الكتاب في مجلة «المرأة اليوم»، لأنه محفز على استكمال الحديث عن نساء العرب، وكان العرب قد ترجموا كثيراً للنساء الشهيرات في تاريخنا العربي، وفي مكتبتنا العربية فيض من الكتب التي تبحث عن الرائدات، ولاسيما في التاريخ الإسلامي، وحسبي أن أذكر هنا كتباً وضعها الباحثون بدءاً من القرن الثالث الهجري تدل على اهتمام الثقافة العربية الإسلامية بحركة المرأة الثقافية خلافاً لما يظنه بعض الباحثين من إهمال وتقصير ربما جاءا في القرون المتأخرة، مثال ذلك كتاب بلاغات النساء للإمام أبي الفضل أحمد بن طاهر، وفي القرن السادس الهجري نجد كتاب الحدائق الغناء في أخبار النساء، وكتاب ابن عساكر في القسم الخاص بتراجم النساء، ويقول المؤرخون إن الحافظ ابن عساكر ترجم لمئة وست وتسعين امرأة، وأخذ الحديث عن ثمانين امرأة، ونجد في القرن التاسع عشر كتاباً بعنوان (الدر المنثور في طبقات ربات الخدور) للسيدة زينب فواز، ونجد من الكتب المعاصرة الكثير من الكتب التي تؤرخ للنساء العربيات وتعرفن بهن، من كتاب نساء النبي لبنت الشاطئ إلى كتاب أعلام النساء لرضا كحالة، وكتاب نساء في التاريخ العربي لسنية قراعة الذي صدر عن سلسلة كتاب العربي من الكويت، وكتاب نساء العرب الصحابيات لسامية منيسي، وكتاب نساء العرب لكريم عاصي وكتاب نساء فلاسفة لعبد الفتاح إمام، والقائمة تطول، ولكننا لا نكاد نجد كتابات وافرة عن النساء الرائدات في عصر النهضة التي نشطت في سوريا منذ نهايات القرن التاسع عشر، ولهذا أجد أن كتاب (نساء سوريا) يسد فراغاً في مكتبة البحث عن حركة المرأة السورية المعاصرة رغم وجود دراسات عنها مثل الدراسة القيمة التي قدمتها الصديقة الباحثة الدكتورة بثينة شعبان في كتابها (المرأة العربية في القرن العشرين) وكتابها (المرأة في السياسة والمجتمع) وبالطبع هناك العديد من الدراسات التي تناولت أدب المرأة أو قدمت دراسات اجتماعية وسياسية واقتصادية، لكننا نفتقد الكتابات الببلوغرافية التي عني بها تراثنا العربي فيما كان يسمى التراجم، وكتاب نبيل صالح ذكي في اختياراته، فهو يبدأ بالباحثة السورية الرائدة ماري عجمي التي عنيت في حياتها بتقديم إبداع المرأة وقد أصدرت في دمشق من العقد الأول من القرن العشرين مجلة بعنوان (العروس) وهي مجلة نسائية كان شعارها (إن الإكرام قد أعطي للنساء ليزين الأرض بأزهار السماء) ومن أبرز النساء السوريات اللواتي يتحدث عنهن الكتاب من اللواتي شغلن موقع الريادة، عادلة بيهم الجزائري والروائية الراحلة إلفت الإدلبي ومن اللواتي ما زلن يتابعن العمل بنجاح وبراعة ويقدمن الثقافة الحية الراهنة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية في سوريا والكاتبة الكبيرة كوليت خوري المستشارة الأدبية لرئيس الجمهورية والكاتبة الروائية المبدعة غادة السمان، وقراءة السير الذاتية لنساء من سوريا يملأ القلب والوجدان حفاوة بما حققت المرأة العربية عامة، وسنجد الإسهام الأنثوي اليوم يكافئ إسهام الرجال، إلى حد أننا لسنا بحاجة إلى أن يدعونا الغرب إلى تمكين للمرأة فقد مضت المرأة العربية في طريق التمكين بمعونة الرجل ودعمه، ورفضت أي تميّز غير طبيعي يتعلق بالجنس ذكراً كان أم أنثى، والحاجة اليوم هي تمكين المجتمع كله من تحقيق نهضة علمية شاملة، ولابد أن نشكر لهيئة الأسرة السورية جهدها لإصدار هذا الكتاب وأن نشكر الأديبات السوريات الشابات اللواتي قدمن الدراسات في الكتاب عن أمهاتهن الرائدات المبدعات، والشكر لمحرر الكتاب نبيل صالح الذي سبق أن قدم للمكتبة العربية كتاباً مهماً بعنوان (رواية اسمها سوريا) وفيه ترجمة لمئة شخصية سورية أسهمت في تشكيل الوعي الراهن للسوريين في القرن العشرين.

  رياض نعسان آغا

وزير الثقافة السوري

30 شخصية نسائية في كتاب نساء سورية

(نساء سورية).. بيبلوغرافيا لأنوثة فاعلة في الحياة السورية

ملاحظات على هامش حفل إطلاق كتاب «نساء سوريا»

«نساء سورية» جهد كبير في ترسيخ دور المرأة وتعزيزه

إطلاق كتاب «نساء سورية»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...