هنا دمشق

02-12-2012

هنا دمشق

لأول مرة منذ اندلاع الأزمة في سورية، اتحد الموالون والمعارضون السوريون خارج سورية للتعبير عن تضامنهم مع أقدم عاصمة في التاريخ دمشق ورفضهم لتغييب عاصمتهم عن الأخبار التي انقطعت مع انقطاع الانترنت إذ قام كل سوري أينما وجد بكتابة مكانه وأضاف إليها «هنا دمشق».
وهكذا امتلأت صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بعبارات التضامن مع دمشق فاستراليا تحولت إلى دمشق وكذلك فعلت كندا والدول العربية كافة ومعها القارة الإفريقية ودول آسيوية ومن تصفح «الفيسبوك» خلال اليومين الماضيين كاد لا يقرأ سوى عبارات التضامن مع دمشق وسط غياب شبه تام للأخبار الميدانية، فكان لدمشق حضورها وصوتها الذي يعلو على كل الأصوات في إشارة واضحة من السوريين من مختلف الانتماءات أنه لا يمكن لأحد تغييب دمشق فهي موجودة في وجدان وقلب كل السوريين أينما كانوا، فبدا الفيسبوك وكأنه ينبض بقلب دمشق وكأن قلب دمشق ينبض في كل عواصم ومدن وبلدات العالم.
من ملبورن.. هنا دمشق، ومن مونتريال هنا دمشق، ومن تايلاند وباريس ولندن وبيروت ودبي. هنا دمشق ومن كينيا ونيروبي وواشنطن ولوس أنجلس.. هنا دمشق.. هنا دمشق.. هنا دمشق.
وينسب رواد الفيسبوك قصة «هنا دمشق» إلى أيام العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ حين قصفت الطائرات الفرنسية والبريطانية هوائيات الإذاعة المصرية في محاولة لإسكات صوت القاهرة قبل دقائق من خطاب كان سيلقيه الزعيم العربي جمال عبد الناصر وكانت المفاجأة بصوت آت من إذاعة دمشق يقول: من دمشق.. هنا القاهرة وهكذا نقلت إذاعة دمشق خطاب عبد الناصر وأفشلت محاولات باريس ولندن في إسكات صوت القاهرة الذي استمر من دمشق حتى تم إعادة تأهيل الإذاعة المصرية.
الجدير ذكره أنه في الأزمة التي تعيشها سورية منذ قرابة العامين عمدت عواصم الغرب إلى إسكات صوت دمشق ونظراً لعدم تمكنها من قصف هوائيات ووسائل بث ونشر الإعلام السوري، فرضت أوروبا عقوبات على جميع وسائل الإعلام السورية في حين قام العرب وفي مصر للأسف بإيقاف بث القنوات السورية الخاصة والعامة على الأقمار الصناعية، فما كان من السوريين إلا أن أسسوا شبكات إخبارية بمبادرات فردية وعملوا على نقل الخبر السوري في كل أرجاء العالم وبجميع الوسائل المتاحة معلنين حرباً ضروساً على الأخبار الكاذبة التي تبثها القنوات العربية وتنقلها قنوات غربية فكان لهم أن انتصروا في معركتهم وأوصلوا حقيقة ما يجري داخل سورية إلى ملايين من السوريين والعرب في الخارج.
هنا دمشق... عبارة سيذكرها بكل تأكيد الفيسبوك وسيذكر أنها العبارة الوحيدة التي اتحد حولها السوريون لأنه مهما بلغ الخلاف إلا أنه لا يمكن لسوري أن تغادر دمشق قلبه كما هي حلب وحمص واللاذقية ودير الزور والرقة والقامشلي والسويداء ودرعا وإدلب وحماة.

المصدر:الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...