هل يمكن أن يكون صمت جوزف سماحة نهائياً؟

25-02-2007

هل يمكن أن يكون صمت جوزف سماحة نهائياً؟

على حين غرّة، وفي عزّ رقاده، رحل جوزف سماحة ليلة السبت الأحد٢٤ – ٢٥ شباط، خلال وجوده في لندن لمؤازرة صديقه القريب حازم صاغيّة في مصابه برحيل زوجته مي غصوب.لتفجع الاوساط الاعلامية والثقافية والصحافة العربية واللبنانية بفقدان القلم الحر والضمير الاعلامى العربى الصحفى الكبير و احد اعلام الصحافة العربية ورئيس تحرير جريدة الاخبار اللبنانية الذى ألمت به  نوبة قلبية لا تخفى اثار الجهد الفكرى الذى بذله فى ظل الهجمة التى يعيشها لبنان والعالم العربى حاليا. وتوقف القلب الكبير الذى ينبض كل يوم فى افتتاحية جريدة الاخبار مسابقا تدفق المخططات الخارجية الغادرة ومستبقا اهدافها بالتحليل الموضوعى والاستراتيجية الصحفية المقاومة. واحترم سماحة قارئه العربى فكرس نفسه لنزيف اعلامى يومى على صفحات الاخبار كان يعرف مخاطره ونتائجه فى ظل الاحداث المريرة والمخططات الغادرة التى يعيشها لبنان والوطن العربى حاليا لكنه كان يدرك ان خيار الكلمة الحرة وحده المدافع عن الانسان والوطن. وقد تفرد الفقيد الكبير بأسلوبه الروءيوى المستند الى خبرة اعلامية طويلة وشبكة معلومات واسعة نسجها ببحثه الدائم ودراساته الدؤوبة فكان شخصية اعلامية يصعب تكرارها استطاعت مصداقيتها ان تواجه بالكلمة مشروع الشرق الاوسط الكبير وتتصدى لاستراتيجية المحافظين الجدد تجاه لبنان وفلسطين والعراق وسورية. وعرف الراحل الكبير بابتعاده عن اضواء الاعلام المرئى لكنه سلط ضوء رؤيته بالكلمة فاضاف الى بيروت منارة اخرى ستظل تشع بضوء المعرفة على مدى تاريخ شهداء الكلمة وصانعى الاعلام العربى.
وكانت صحيفة السفير اللبنانية أول من استقبل سماحة الذي ولد عام 1949 قبل أن ينتقل إلى صحف أخرى ويعود إليها لاحقا.
فقد بدأ حياته المهنية كصحفي عربي عرف عنه التزامه بالقضايا العربية في صحيفة "السفير" اللبنانية، كما شارك في إصدار صحيفة "الوطن" التي كانت تنطق باسم الحركة الوطنية خلال أولى سنوات الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990).
وسافر بعد ذلك إلى باريس حيث عمل في مجلة "اليوم السابع" وبعدها إلى لندن حيث عمل في صحيفة "الحياة" العربية التي تصدر هناك، قبل أن ينتقل الشق الأكبر من هيئتها التحريرية إلى بيروت مؤخرا.عاد سماحة إلى بيروت بعد انتهاء الحرب ليرأس تحرير صحيفة السفير لبضع سنوات، قبل أن يتركها ليشارك في تأسيس صحيفة "الأخبار" القريبة من المعارضة والتي بدأت تصدر منذ نحو عام ويتولى رئاسة تحريرها.
وكان الصحفي اللبناني سافر من بيروت إلى لندن قبل أسبوع ليقف إلى جانب صديقه حازم صاغية الصحفي في صحيفة الحياة إثر وفاة زوجته الناشرة والكاتبة والفنانة اللبنانية مي غصوب .ولجوزيف سماحة ابنة هي أمية (30 عاما) وابن يدعى زياد (29 عاما).
 ونعت نقابة المحررين فى لبنان الصحفى الكبير الراحل مشيرة الى انها تلقت نبأ وفاته بالم وذهول كبيرين فالراحل الكبير كان قامة لبنانية وعربية مشهود لها بوقوفها الى جانب الحق ومناصرة المستضعفين ومقاومة الاحتلال والدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية مؤكدة انه اطل على الصحافة فى لبنان والبلدان العربية كعادته قلما تدين له الصفحات واسلوبا يشق طريقه الى القلوب ورأيا يخترق العقول ويسهم فى تشكيل القناعات وتكوين الرأى العام وتوجيهه. وأعلنت نقابة الصحافة اللبنانية عن فتح ابوابها يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين لتقبل التعازى بالراحل الكبير فيما سيتم فى وقت لاحق تحديد مراسم الدفن. فقدان الاستاذ سماحة خسارة كبيرة فى الاحداث التى يعيشها لبنان والوطن العربى .

 


أسرة تحرير الجمل في دمشق تتقدم بأحر التعازى لأسرة الفقيد ومحبيه وللصحافة العربية واللبنانية ولكل قلم حر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...