نشوة النصر تفتح الطريق للعائدين من سوريا إلى لبنان

14-08-2006

نشوة النصر تفتح الطريق للعائدين من سوريا إلى لبنان

الجمل ـ العريضة ـ حسان عمر القالش : "خليكن عنا..لم نشبع منكم بعد", بهذه العبارة اعترضنا طريق عبد الله المهرول الى سيارته بعد أن أنهى تسجيل دفترها عند الجمارك السورية في نقطة العريضة الحدودية. كانت العجلة واللهفة تهز كيانه, قدماه تتحركان في مكانهما تريدان الانطلاق عدوا الى لبنان, العينان تسبقهما الجفون الى ما وراء الحدود بعد أن ملّت الانتظار. عبد الله.قال لنا : شكرا لكم, استقبلتونا ولم تقصروا في ضيافتنا, لكن الوطن يبقى أغلى.ثم استدرك: كلنا من وطن واحد.

أجّلت الطبيعة احتفالها معنا في سوريا ولبنان بالانتصار التاريخي للمقاومة اللبنانية, وحزب الله, والجنوب البطل, وجماهير سوريا المتأهبة خلال شهر كامل اما لاغاثة اخوتها اللبنانيين, أو استعدادا للذود عن أرضها ونفسها كآخر العرب المدافعين عن شرف الأمة. فكانت السماء كنساء أهل الجنوب اللواتي بقين في قراهن وبيوتهن, ترتدي رداءها الأزرق المغبر برماد الغارات والمجازر الأخيرة التي حدثت على مقربة منا, في عكار, الحيصة, حلبا.

كان وصولنا العريضة بعد هدأة في حركة النزوح المعاكس, أو الايجابي, حيث شهدت نقاط العبور في الدبوسية والعريضة حشودا غفيرة من اللبنانيين المتكدسين في سياراتهم الخاصة, أو السيارات العمومية اللبنانية و السورية, لكن هذا التجمع كان في المنطقة المخصصة "لمغادرة" الأراضي السورية والدخول الى أراضي لبنان المنتصر.

سألنا ونحن مستغربين, سائقي السيارات العمومية ورجال دوريات الجمارك الراجلة: الطريق مقطوع! كيف يسافر الناس الى لبنان..هل هناك من طريق؟ فعلمنا أن الطريق الرئيسية مازالت مقطوعة بعد استهداف العدو لها ولجسور وآخرها جسر الحيصة والعبودية, لكن الناس يسلكون بسياراتهم طرقا فرعية طويلة ومتعبة تمر بالحقول والبساتين, طرقات ترابية "قشق"
لم نتمكن من معرفة العدد الرسمي والصحيح للمغادرين اللبنانيين من سوريا عبر العريضة, حيث يمتنع ضباط الأمن العام عن ذلك كعادتهم من بداية الأزمة كما عرفنا. التقينا أحد المتطوعين في الهلال الأحمر, وهو شاب جامعي من طرطوس, وكانت احصائيته ربما لتكون أدق من احصائيات الهجرة والجوازات." أنا أعدّ السيارات ولا أستطيع أن أعد الأفراد, خلال ساعة واحدة تغادر 40 سيارة الى لبنان, وخلال الساعات الثلاث التي تلت وقت الظهيرة عبرت 150 سيارة". وعلمنا أن حركة النزوح الى سوريا مازالت مستمرة وان بشكل متقطع ومتواضع.
مع فرحة النصر التي تشاركنا فيها مع أهلنا في لبنان وبخاصة ضيوفنا هنا, نشوة العزة والكرامة والقوة التي لم يذقها ولم يعرف طعمها جيلنا سوى في الجنوب عام 2000 وهذا لعام .

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...