مهرجان حماة : العودة الى زمن العزة القومية وسحق العدو شعاراتيا

18-12-2006

مهرجان حماة : العودة الى زمن العزة القومية وسحق العدو شعاراتيا

الجمل- حماة- أحمد الخليل:   زجت ادارة مهرجان حماة المسرحي الثامن عشر (بين 10 و 16 كانون الاول الجاري) فعاليات مهرجانها في الصراع الدائر في المنطقة منذ أكثر من نصف قرن عبر شعارها (الايديولوجي- التعبوي) نحو مسرح مقاوم وبذلك تعود ادارة المهرجان لتربط الفن بشعارات المرحلة السابقة حين كان الفن ملحقا بالاحزاب وبالسياسة مباشرة ومسوغا ومبررا لها عبر خطاب فني زائف يجمل الواقع ويهزم الاعداء بخمس كلمات...
بعض القائمين على المهرجان برر هذا الشعار بخصوصية محافظة حماة (!) فقيادات المحافظة تريد مسرحا مقاوما فهل نجاريها أم نعاديها؟
وانسجاما مع الشعار قدمت في حفل الافتتاح فقرات فنية تحتفي بالمقاومة فهاهم مجموعة من الشبان والفتيات يتمايلون طربا على أغنية (يا مقاوم) التي تمجد المقاومة، حاملين الأعلام، يصطفون أرتالا وكأنهم يعدون أنفسهم لدرس (فتوة) وفي خلفية (في عمق المسرح) المشهد على الشاشة تعرض مشاهد تلفزيونية تتضمن معارك مع العدو،  تنتهي الاغنية لتبدأ لوحة تمثيلية صامتة تعبر عن الصراع العربي الصهيوني حيث نرى شخصية اليهودي (أبو القلنسوة) القمعي والمضطهد  الذي يسوم العرب العذاب، ثم فجأة يقتحم المشهد فدائي يلبس بنطالا مموها وحذاء عسكريا يبارز اليهودي ويبطحه أرضا منتصرا عليه وسط الاهازيج!!
انتهى درس الطلائع ليبدأ بعده عرض فيلم وثائقي عن الفنانة كاميليا بطرس عضو المجلس المركزي في نقابة الفنانين ورئيسة فرع النقابة في حماة سابقا، الفيلم يوثق للفنانة التي وقفت على خشبة المسرح منذ عام 1969 خارقة التقاليد المحافظة والمناخ الذي لايشجع أي نوع من الفن، وعرج الفيلم على الاعمال المسرحية والتلفزيونية التي عملت بها بطرس والجوائز التي حازت عليها وتكريمها عدة مرات ..
الفيلم قدم كاميليا باحتفاء ملفت وبلغة خطابية انشائية تليق برجل حرب مازال سيفه يقطر من دم أعدائه!!
حضر حفل الافتتاح هيئة أركان محافظة حماة:المحافظ الجديد، أمين فرع حزب البعث، وقائد الشرطة، ومجلس نقابة فناني حماة ومجلس النقابة المركزي بدمشق المعين حديثا: صباح عبيد، عبدالله بيطار، كمال الحريري، جيانا عيد، كاميليا بطرس، هادي بقدونس، والعضو بدون حقيبة ع  ع..
كما حضر الحفل الفنانة منى واصف كضيفة والفنان توفيق اسكندر وأسعد الجابر والياس الحاج كضيف مفروض فرضا باعتباره (جوكر المناسبات) بتزكية من كاميليا بطرس.
قدم حفل الافتتاح مدير المركز التلفزيوني والاذاعي في حماة عبد الرحيم الفاخوري الذي صعد الى المنبر عدة مرات للترحيب بالضيوف. فكلما دخل وفد جديد صعد الى المنبر ورحب به بطريقة تفخيمية تمجيدية تملقية لم يسبق لها مثيل فالجميع عظماء مبدعون وأصدقاء له ويتمتعون بأخلاق عالية حتى أن الفاخوري من شدة حماسه للعظماء المتواجدين في القاعة رحب بفراس ابراهيم رغم عدم تواجده في المهرجان، وحين نزل المنبر وتنفس الجمهور الصعداء وقبل أن يجلس عاد مسرعا الى المنبر ثانية قائلا: لقد نسينا الترحيب بسيادة العميد محمد مفلح (رئيس فرع الامن العسكري بحماة) الذي يدعم الثقافة والفن  الأمر الذي أذهل الجمهور.. تحيات وترحيب الفاخوري استمرت أكثر من ثلث ساعة ..
بعد ذلك ألقى مدير المهرجان الموسيقى معمر السعدي كلمة أكد فيها على دور الفن في التصدي للعدوان وتحرير الارض، (....لأننا في هذه المرحلة الهامة من تاريخ أمتنا ونحن تعصف بنا المخاطر والمؤامرات بحاجة ماسة لمسرح أو فن يعري ويفضح كل هذه المؤامرات ويضعنا أمام رهان حقيقي على امكانية هذا الوطن..) ثم شكر كالمعتاد كل داعمي المهرجان من مسؤولي المحافظة، وألقى المحافظ عبد الرزاق القطيني كلمة نضالية عبر فيها عن الدور النضالي للمسرح ناصحا المسرحيين بغرس التفاؤل والامل في النفوس والنأي عن التثبيط والتيئيس والنظر الى النصف المليء من الكأس وغض النظر عن النصف الفارغ  ..) وقبل بداية عرض الافتتاح (كأس سقراط الاخير) لموفق مسعود وزيناتي قدسية انسحب المحافظ وأمين الفرع ورهطهما من الصالة بعد أن أدوا رسالتهم المسرحية ! فكان أن فرغ ثلثاالصالة تقريبا ليتابع العرض الثلث المتبقي!
منح محافظ حماة المهرجان مائتي ألف ليرة سورية بالتمام والكمال( ثمن النصف الملآن من الكأس) والذي قدمته ادارة المهرجان في حفل الافتتاح من لوحات وتشكيلات ساذجة شبيهة بحفلات احياء مناسبة ثورة الثامن من آذار (المجيدة) بالرغم من أن قيادات الحزب والحكومة تطورت كثيرا في دمشق وبعض المحافظات ودرجوا في السنوات الاخيرة على احياء المناسبات من حفلات الاستقبال الراقية وتخلوا عن الاحياءات الخطابية والشعاراتية الجوفاء..ربما لم يصل قطار مسؤولي حماة البطىء الى عام 2006 بعد.
ينظم مهرجان حماة مجموعة من الشبان المتحمسين للفن والمسرح الذي لايعود عليهم الا بالفائدة المعنوية فهم يعملون في المسرح ويقدمون العروض رغم الامكانات الضعيفة، وأغلبهم موظف،  فالبعض منهم قدم أكثر من عشر مسرحيات ورغم ذلك بقوا مغمورين اعلاميا وهم الحاصلون على جوائز كثيرة (مولود داؤد- نضال جوهر- فؤاد كعيد- ياسر اسعد بكري- فادي الصباغ- فادي الياسين- كنعان البني- مصباح غنامة- ممدوح عروق- مختار كعيد ) ويدير المهرجان الموسيقي معمر السعدي رئيس فرع نقابة الفنانين بحماة.
لجنة تحكيم المهرجان: هشام كفارنة رئيسا وعضوية كل من جيانا عيد- زياد سعد – كاميليا بطرس- جوان جان)
 نتائج مهرجان حماة المسرحي الثامن عشر
مسرحية اللص الشريف تحصد أغلب الجوائز

- أفضل اخراج مناصفة بين مولود داؤد عن مسرحية اللص الشريف تأليف داريوفو، وكميل أبو صعب عن مسرحية نهدا ساطور تأليف غيوم أبولنير.
- أفضل عرض مسرحي (رجال محترمون) لقصي قدسية ونضال صواف.
- أفضل ممثل نضال جوهر (مسرحية اللص الشريف) وأفضل ثاني ممثل فادي صباغ (اللص الشريف) وأفضل ثالث ممثل عبد الكريم حلاق (بقايا أشواك)
- أفضل ممثلة اناس زريق (اللص الشريف) والثانية ندى قطريب عن نفس المسرحية والثالثة عتاب نعيم عن مسرحية: نهدا ساطور

الجمل
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...