مملكة الخزر اليهودية والسلاجقة الأتراك .. تاريخ مشترك مصير واحد

14-08-2013

مملكة الخزر اليهودية والسلاجقة الأتراك .. تاريخ مشترك مصير واحد

إن فهم تاريخ تأسيس مملكة الخزر يعد ضرورياً جداً لفهم تاريخ العصر الحديث وحروبه وتحالفاته.

حكمت مملكة الخزر ،التي تعد قومياً أحد الشعوب التركية القديمة، منطقة شمال القوقاز ودلتا الفولغا لغاية عام 1000م إلى أن نجح الروس (بمساعدة البيزنطيين) بالسيطرة عليها.
 ذكر في “الموسوعة اليهودية” طبعة 1903 (مكتبة نيويورك العامة) أنّ الخزر: شعب خليط تركي، فنلندي، مغولاني غامض الأصول بالنسبة لوجوده التاريخي في قلب آسيا، شق طريقه بحروب دموية في حوالي القرن الأول قبل الميلاد نحو أوروبا الشرقية، حيث أقام مملكة الخزر”

آمن ملك الخزر الوثني”الخاقان بولان” في عام 740 ميلادي باليهودية في العاصمة إتيل، حيث أصبحت ديانة المملكة بعد أن كان سكانها يعبدون “قضيب الرجل”.
 يقول المسعودي: “وقد كان تهود ملك الخزر في خلافة الرشيد، وقد انضاف إليه خلق من اليهود وردوا إليه من سائر أمصار المسلمين ومن بلاد الروم، وذلك أن ملك الروم في وقتنا هذا وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (هجرية) وهو أرمنوس نقل من في ملكه من اليهود الى دين النصرانية وأكرههم”.

توجه ملك الخزر والعائلات النبيلة بعد سقوط المملكة الخزرية إلى غرب أوروبا حاملين معهم أموالهم وذهبهم أما بقية الشعب الخزري (الأشكينازي) فانتشر في أوروبا الشرقية، وبالتالي فإنّ يهود الغرب الإشكيناز المنتشرين اليوم في أوروبا وأمريكا ومؤسسي الحركة الصهيونية والذين يشكلون غالبية يهود العالم في الوقت الحالي ليسوا عبرانيين على الإطلاق ولا يمتون إلى بني إسرائيل وإبراهيم وسوريا الكبرى أو حتى كامل المنطقة العربية بأي قرابة أو علاقة تاريخية.
 يقول المؤرخ أرثر كوستلر: “ينقسم يهود عصرنا الى قسمين السفرديم والاشكنازي .. وفي سنة 1960 قدر عدد السفرديم بخمسمائة ألف (وهم يهود اسبانيا) . وبلغ عدد الأشكنازي في الفترة نفسها حوالي 11 مليوناً”

كما أشارت دراسة حديثة لخبير الجينات، اران ايلهايك، من مدرسة جون هوبكنز للصحة العامة فى بالتيمور بولاية ميرلاند الأمريكية أن أصل يهود الأشكينازي الذين يشكلون أكثر من 90% من يهود العالم يعود إلى مملكة الخزر المذكورة
 وهذا ما أكده المؤلف اليهودي أرثر كستلر بكتابه “القبيلة الثالثة عشر”

فيما هربت بعض الفرق العسكرية التي نجت من المعركة إلى جنوب جبال القوقاز وبحر قزوين , وكانت بقيادة سلجق (أو سلجوق) بن دقاق الذي اضطر إلى التستر بالإسلام لحماية أفراد عشيرته والاندماج مع محيطه الذي يدين بالإسلام.  يملك سلجوق أربعة أبناء هم ميكائيل “ارسلان لاحقا” واسرائيل وموسى ويونس. ويعتبر طغرل بيك بن ميكائيل المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة.

استطاعت العائلات الخزرية الحفاظ على استمرارية التواصل مع بعضها البعض من خلال الحفاظ على شبكة النظام المالي و  التجاري بينها والحفاظ على مدخراتهم الذهبية، كما أنّهم استمروا بالتواصل مع السلاجقة ومع يهود الشرق الأوسط “المزراحيم” والذين كانوا يقيمون في العراق والشام وإيران وأفغانستان واليمن، مما كان له كبير الأثر في نجاح السلاجقة في السيطرة على العالم الإسلامي.

وما لبث هؤلاء السلاجقة أن كوّنوا نواة الدولة العثمانية وكان لهم الدور الكبير في الثأر لمملكتهم الخزارية بأن تمكّنوا من النيل من القسطنطينية، فكانوا الأساس الحاضن ليهود الدونما وأساس العثمانيون الجدد كذلك، كما لعبوا دوراً كبيراً في تشويه الإسلام ومحاربة المدارس الفكرية وفي تعميق كره الشعوب الأخرى للمسلمين وذلك لتركيز الحروب العثمانية على التدمير والقتل والغنائم وسبي النساء وبناء القصور على نحو مشابه لما يصنعه تنظيم القاعدة وأشباهه من تشويه للإسلام في مختلف أنحاء العالم وتصويره على أنه دين دموي همجي عدائي لا يمكن التعايش معه.

استمر خوف الخزر من الروس والكنيسة الشرقية، وبذلك استمروا بدعم حفدتهم السلاجقة العثمانيون لمحاربة الروس وكنيستهم المشرقية، ومن ثم ظهر اليهودي “كارل ماركس” منظّر الفلسفة الشيوعية “اللادينية” والذي حوربت أفكاره في الغرب ومنع تداولها هناك ومن ثم تم العمل على دعم نشرها في الشرق الأوروبي وخصوصاً روسيا القيصرية لتدمير الكنيسة الشرقية فكريا ومن الداخل وبشكل نهائي (لم يسمح بافتتاح الكنائس في روسيا إلّا بعد سقوط الحكم الشيوعي فيها).

وبما أنّ يهود الخزر هدفهم الأول هو السيطرة على العالم بناءً على أكذوبة “شعب الله المختار” وكذلك ممارسة شعائرهم الدينية دون أي قيد أو خوف وصولاً إلى تدمير كافة الديانات المنافسة، فقد كان أشد الأعداء ضراوةً لطموحات الخزر هم الروس والكنيسة الأرثوذكسية (الذين دمّروا مملكتهم) ثم العرب المسلمون (الذين دمّروا قبائلهم وحصونهم ووجودهم العلني في الشرق الأوسط)
 فوفقا لفرضية “راينلاند” التي سوّق لها بين اليهود وفي الغرب بشكل عام، فإن “يهود أوروبا “الأشكناز” ينحدرون من سلالة اليهود الذين فروا من أرض فلسطين بعد الفتح الإسلامي العربي عام 638 م”.

إن هذا التاريخ المترابط بين الخزر والسلاجقة يعطي تفسيراً واضحاً لمايلي :
 - العلاقة الاستراتيجية والمتينة بين اسرائيل والناتو من جهة وتركيا من جهة أخرى.
 - توقف الجيش العثماني عن التوسع بالممالك والمدن الأوروبية الغير محسوبة على الكنيسة الشرقية وتوجهه شرقاً إلى العالم الاسلامي في عهد السلطان سليم الأول.

- هل زواج السلطان سليمان القانوني من روكسلان اليهودية الخزرية ومنحها مكانة “سلطانة” القسطنطينية هو محض صدفة !؟ حيث عملت هذه الخزرية على استضافة يهود “السفرديم” الاسبان بعد طردهم من الأندلس ومن ثمّ سمح لليهود بالاقتراب مجدداً من جدار البراق (أو حائط المبكى كما سمّوه لاحقاً) !!
 - تركيا أتاتورك كانت أول دولة اسلامية اعترفت باسرائيل وتسعى الآن للسيطرة من جديد على العالم العربي وتدميره بحروب طائفية عبثية داخلية تشغله عن العدو الحقيقي.

- إبادة قسم كبير من شعوب الكنيسة الشرقية والاسلامية المعادية لهم تاريخياً (أرمن- يونان – بلغار – جورجيون – روس – كلدان – آشوريون وعرب وووو )

وإليكم قائمة بمذابح ومجازر السلاجقة الأتراك بحق الشعوب مرتبة حسب السنوات:
 1515م:
 استباحة حلب ومعرة النعمان أسبوعا كاملاً مما أدى الى استشهاد 40 الف في حلب ، و 15 ألف في معرة النعمان.
 1516م:
 استباحة دمشق ثلاثة أيام مما أدى لاستشهاد 10 آلاف شخص.
 كما تم استباحة ريف ادلب وحماة وحمص والحسكة واستشهاد عشرات الألاف من السكان.

1517م:

مذابح حلب بعد صدور الفتاوي الحامدية ضد العلويين هناك والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 40 ألف من السكان.
 1847م:
 مذابح بدر خان حيث استشهد اكثر من 10 الاف في منطقة حكاري التركية.
 1841 – 1860م:
 مذابح الستين في لبنان في منطقة حاصبيا والشوف والمتن وزحلة حيث استشهد اكثر من 12 ألف لبناني

1895م:

 مجازر ديار بكر وطور عابدين حيث استشهد اكثر من 15 ألف من الارمن.
 1909م:
 استشهاد 30 ألف أرمني في أضنة على يد جيش العثمانيين.
 1914-1916م:
 استشهاد 600 ألف سرياني في منطقة جبال طوروس وجبل آزل.
 1915-1916م:
 انتهاء مجازر الارمن باستشهاد مليون وربع المليون أرمني في منطقة ديار بكر – ارمينيا – اذربيجان – شمال العراق – شمالي حلب – الاناضول – اضنة – طور عابدين – طوروس
 1914-1920م:
 مجازر السريان الآشوريين حيث استشهد ما بين 400 – 500 ألف سرياني في سهل اورميا ، وتعرف بمذابح سيفو.
 1914-1923م:
 مذابح اليونان البونتيك حيث استشهد أكثر من 350 الف يوناني وتشرد عشرات الالاف الأخرين.

1937-1939م:
 مذبحة درسيم (تونجلي) التي راح ضحيتها الآلاف من الأكراد العلويين (60 ألف بحسب الاحصائيات الغير رسمية) وغيرها الكثير بحق الأكراد في القرن العشرين.
ن

ورس خليل: خارج السرب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...