مرض الـ«غلوكوما» يسرق 11 مليون عين بحلول 2020

07-12-2011

مرض الـ«غلوكوما» يسرق 11 مليون عين بحلول 2020

هناك أمراض تصيب الإنسان من دون ظهور أعراض قوية تنبهه إلى أنه على وشك الإصابة بها. تتطلب هذه الأمراض وعياً خاصاً. ولأن الوعي الصحي غير كافٍ في معظم الدول العربية، تنتشر كثير من الأمراض الخطيرة، ولا تُكتشف إلا في مراحل متأخرة. يندرج مرض «غلوكوما» Glaucoma («الماء الزرقاء») ضمن هذه القائمة. وغالباً ما يُسمى «لص النظر» لأن المريض لا يشعر بألم أو أعراض قوية، قبل وصول المرض الى مرحلة متقدّمة. يضرب الـ «غلوكوما» عصب البصرOptic Nerve المسؤول عن نقل الصور من العين إلى الدماغ، بأثر من ارتفاع ضغط السائل المائي في العين. وتتدهور حال البصر تدريجياً وصولاً إلى العمى.

ومن العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بارتفاع الضغط داخل العين، التقدم في العمر، التاريخ العائلي، الإصابة بالسكري، ونقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. وأخيراً، عقدت «الجمعية المصرية لمرض الغلوكوما» مؤتمرها السنوي الحادي عشر تحت شعار «لأن بصرك أغلى ما تملك».

وناقشت طُرُق التعامل مع التحديات التي تواجه تشخيص الـ «غلوكوما» وعلاجه، مشيرة الى أنه السبب الأول للعمى الدائم عالمياً. وتحدثت عن تقرير لـ «منظمة الصحة العالمية» رصد وجود قرابة 70 مليون مصاب بالـ «غلوكوما»، مع توقّع وصولهم إلى 80 مليوناً بحلول 2020. وذكر التقرير عينه أيضاً أن حالات العمى الناتجة من الإصابة بالـ «غلوكوما» حاضراً تلامس 4.5 مليون. وتوقّع وصول هذا الرقم إلى 11.2 مليون في 2020.

في المؤتمر، أوردت «الجمعية المصرية لأمراض الغلوكوما» أن نسبة الإصابة بهذا المرض في مصر تتراوح بين 0.5 و1 في المئة من السكان. وأوضح الدكتور مصطفى نصار، سكرتير عام هذه الجمعية، أن هذا المرض غالباً ما يكتشف في مراحل متأخرة، بعد حدوث أضرار جسيمة في العين. وأضاف: «من العوامل التي تزيد من إمكان الإصابة بالـ «غلوكوما»، تبرز أمراض العين مثل إنفصال الشبكية، وأورام العين والتهاباتها، والتعرّض إلى أنواع معينة من جراحات العيون وغيرها. ويساعد خفض ضغط العين في مراحل مبكرة من الـ «غلوكوما» في الحفاظ على سلامة البصر.

ويعتبر فحص العين دورياً من الطُرُق الأساسية لاكتشاف الـ «غلوكوما» مبكراً، ما يساعد على نجاح العلاج وتجنّب العمى». وتحدث نصّار أيضاً عن «غلوكوما الزاوية المفتوحة» Open Angle Glaucoma، وهي أكثر أنواعه شيوعاً، مـــشيراً إلى غياب العلامات التحذيرية عن هذا المرض، ما يساعده على التطوّر ببطء خصوصاً أنه لا يسبب ضعفاً ملحوظاً في الرؤية بعد أعوام من الإصابة به. وقال: «في العادة، يكتشف المريض إصابته في مراحل متقدمة. وحينها، يصعب إصلاح الأضرار التي أحدثها.

من شأن الكشف المبكر وبدء العلاج فورياً، منع تقدم المرض. بل يساعد هذا على الوقاية من العمى الناتج من الـ «غلوكوما» في 90 في المئة من الحالات. يتمثّل الهدف الأساسي من العلاج في السيطرة على المرض ومنع تطوره، كي لا يضعف البصر أو يذهب به كلياً. إن الطريقة الأساسية لعلاج الـ «غلوكوما» المزمنة هي استخدام قطرة العين التي تعمل على خفض الضغط في العين». وأشار نصار الى وجود كثير من العلاجات الفعّالة والآمنة في علاج الـ «غلوكوما» المزمنة.

وتساعد هذه العلاجات على خفض الضغط في العين، وتحسين الدورة الدموية لعصب البصر. وشدّد على أن أهم معوقات علاج هذا المرض في الدول النامية هو نقص الوعي، وتأخر التشخيص، وعدم الحصول على الخدمات الصحية المناسبة، وعدم الالتزام بالعلاج. وأكد ضرورة تضافر جهود مكافحة المرض، بين الحكومة والمجتمع المدني، مشيراً إلى أهمية حملات التوعية بالمرض، خصوصاً تلك التي تركّز على أهمية الكشف المبكر، وتشجّع المواطن على إجراء فحص شامل للعين سنوياً بعد بلوغ سن الأربعين. وأخيراً، دعا نصّار إلى دعم مراكز العناية بالعيون، خصوصاً في المناطق الريفية، ورسم برنامج لمكافحة العمى في مصر.

سحر الببلاوي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...