ما هي علاقة قمة حلف «غوام» بتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل

08-07-2008

ما هي علاقة قمة حلف «غوام» بتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل

الجمل: بدأت نظرية تأمين الحدود الشمالية الإسرائيلية تتضح أبعادها الكارثية أكثر فأكثر، فخلال الأسبوع الماضي، انعقدت قمة حلف "غوام" بمنتجع باتومي المطل على البحر الأسود وانتهت هذه القمة التي لم تنتبه إليها الصحافة العربية بإثارة قضية تبرز أهميتها الإشكالية لجهة تأثيرها ليس على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل وعلى مستوى توازنات النظام الدولي الحالي.
* ما هو حلف "غوام":
حلف غوام هو حلف تم إنشاؤه في العام 2001م وذلك عندما تم التوقيع على ميثاقه التأسيسي في قمة يالطا في 6 حزيران 2001م بواسطة رؤساء جورجيا، أوكرانيا، أذربيجان، مولدافيا، وأوزبكستان التي انسحبت من عضوية الحلف لاحقاً. وقد حمل الحلف اسم منظمة غوام للديمقراطية والتنمية الاقتصادية وتشير التحليلات حول نشأة هذا الحلف إلى الآتي:
• أن الدول المؤسسة للحلف هي بالأساس من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
• ترتبط هذه الدول الأربعة بعلاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
• تعتبر دول الحلف من أكثر جمهوريات الاتحاد السوفيتي عدائية لروسيا الحالية ولدول كومنولث الاتحاد الروسي.
• شهدت هذه الدول الأربعة حركة هجرة عكسية واسعة النطاق ومكثفة الشدة بواسطة الإسرائيليين «السفارديم» ذوي الأصول الروسية والقوقازية.
تقول المعلومات بأن معطيات خبرة حلف غوام التاريخية تشير إلى أن مشروع الحلف بدأ في 10 تشرين الأول 1997م عندما تم تكوين ما عرف باسم منتدى غوام الاستشاري الذي لعب خبراء جماعة المحافظين الجدد والخبراء السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين دوراً كبيراً فيه.
* الدور الوظيفي لحلف غوام:
ارتبطت فكرة إنشاء وتكوين حلف غوام بجملة من التطورات المحلية والإقليمية والدولية ومن أبرز هذه التطورات:
• بروز المفهوم الجيوسياسي الإقليمي الجديد لجهة الدمج بين الشرقين الأوسط والأدنى.
• الإجراء الاستباقي الذي قامت به أمريكا وإسرائيل عندما قامت وزارة الخارجية الأمريكية والإسرائيلية بإدماج السياسات الخارجية الخاصة بالشرقين الأوسط والأدنى في إطار واحد، ونفس الشيء تم على مستوى لجان الكونغرس والكنيست الإسرائيلي وأيضاً أجهزة المخابرات.
• توسيع مفهوم الأمن الإسرائيلي بحيث أصبح مفهوم أمن الحدود الشمالية يمتد بشكل مثير للجدل باعتبار المنطقة الممتدة من آسيا الوسطى وبحر قزوين وحتى حدود إسرائيل الشمالية مع سوريا ولبنان تقع جميعها ضمن مجال الأمن الحيوي الإسرائيلي الاستراتيجي للحدود الشمالية الإسرائيلية.
* حلف غوام من المنظور الاستراتيجي الإسرائيلي – الأمريكي:
• من الناحية الجيو-استراتيجية ينظر الإسرائيليون والأمريكيون لحلف غوام باعتباره منطقة تمركز استراتيجي يمكن الاستناد إليها عن طريق القواعد العسكرية لجهة المضي قدماً في تهديد روسيا وآسيا الوسطى ومنطقة البلقان ودول الشرق الأدنى بما في ذلك تركيا وإيران. وإضافةً لذلك، فإن السيطرة على منطقة حلف غوام تتضمن السيطرة على البحر الأسود وكل الأراضي الموجودة حوله.
• من الناحية الجيوبوليتيكية يمكن عن طريق حلف غوام تأسيس محمية أمريكية – إسرائيلية كبيرة في منطقة القوقاز تضم جورجيا، أذربيجان، أوكرانيا، مولدافيا. وتستطيع هذه المحمية تأمين عدد من العناصر الهامة:
* السيطرة على إمدادات النفط والغاز القادمة من روسيا وآسيا الوسطى إلى البحر الأسود.
* السيطرة على ثروات منطقة بحر قزوين.
* تعزيز التغلغل الإسرائيلي في القوقاز وآسيا الوسطى وبقية مناطق الشرق الأدنى.
* تقليل أهمية تركيا وذلك لأن السيطرة على هذه المنطقة يمكن أن توفر البديل في الاستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية لدور تركيا إذا حدث وأدارت تركيا ظهرها لمحور واشنطن – تل أبيب.
* حلف غوام والآفاق المستقبلية:
تقول المعلومات بأن حلف غوام سيشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة القادمة لجهة:
• ربط حلف غوام بشراكة مع حلف الناتو سيترتب عليه دخول الناتو إلى منطقة القفقاس وحوض بحر قزوين وهو أمر سيتيح للناتو التمركز داخل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والتواجد العسكري الحيوي النشط على بوابة القوقاز التي تمثل إطلالة روسيا الرئيسية على العالم.
• ربط حلف غوام بشراكة مع إسرائيل ستتيح لها القيام بدور الوكيل والشريك الفاعل الذي يستطيع القيام بشن حروب البروكسي تحت غطاء الحلف في منطقة القفقاس، وبكلمات أخرى فإن تواجد إسرائيل في هذه المنطقة معناه تواجد أمريكا على الحدود الروسية الجنوبية – الغربية، بشكل لا تستطيع معه موسكو توجيه أي اتهامات لأمريكا طالما أن الموجود هو إسرائيل.
• تعزيز القوة الإسرائيلية – الأمريكية لجهة تهديد إيران وردع دول آسيا الوسطى من محاولة إعادة الارتباط مع روسيا وردع تركيا من مغبة التخلي عن علاقاتها بأمريكا وإسرائيل.
ما هو واضح ومكشوف حالياً أن حلف غوام سيرتبط بشراكة مع إسرائيل بشكل متزامن مع تمديد أنابيب البترول والغاز والمياه العذبة من جيهان في تركيا إلى ميناء عسقلان الإسرائيلي، وتقول التحليلات أن تمديد هذه الأنابيب سيشكل الذريعة المبرر الذي تستند إليه إسرائيل في تبرير الاستراتيجية العسكرية – الأمنية الإسرائيلية لنظرية تأمين الحدود الشمالية وحماية المصالح الإسرائيلية على طول خطوط الأنابيب من بحر قزوين إلى عسقلان وهو المنطقة التي سيدخل ضمنها الساحل السوري والساحل اللبناني إضافةً إلى أراضي الجمهورية التركية!!

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...