لافروف يحذر كلينتون مـن «عرقنـة» سـوريا

21-11-2012

لافروف يحذر كلينتون مـن «عرقنـة» سـوريا

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، انه لم يتوصل مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون إلى اتفاق حول كيفية حل الأزمة السورية، موضحا أن موسكو تتمسك باتفاق جنيف، محذرا من تكرار ما حصل في العراق جراء تمسك المعارضة السورية الخارجية بهدفها إسقاط النظام وتصفية جميع مؤسسات الدولة، بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خشيته من أن تؤدي «العسكرة المستمرة» للنزاع في سوريا إلى خلق «ميدان قتال إقليمي».
في هذا الوقت، اعلن الأمين العام لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم محمد رفضه الاعتراف «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي انبثق في الدوحة مؤخرا، معتبرا انه عبارة عن مجموعة تعمل بالوكالة عن تركيا وقطر.
وتدور اشتباكات بين القوات السورية ومسلحين في محيط كتيبة للدفاع الجوي في منطقة الشيخ سلمان في ريف مدينة

وقال لافروف، بعد اجتماعه مع كلينتون في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، انه «لم يتم تحديد مسار مشترك بين روسيا والولايات المتحدة حول الأزمة في سوريا». وأضاف «نحن متمسكون بإعلان جنيف، الذي يدعو إلى تشكيل جهاز إداري انتقالي على أساس الاتفاق بين السلطات والمعارضة، لكن بغية التوصل إلى هذا يجب، طبعا، على المعارضة التوحد وفقا لإعلان جنيف».
وذكر لافروف ان «جزءا من المعارضة توحد في الدوحة ضمن تحالف تتناقض أهدافه مع ما تم التوصل إليه في جنيف من اتفاقيات»، موضحا أن «الوثيقة التي تم اتخاذها في الدوحة تقول ان الهدف الرئيسي للمعارضة إسقاط النظام وتصفية جميع مؤسسات الدولة عمليا. لقد شاهدنا هذا كله في العراق ونذكر كيف دفع الشعب العراقي الثمن غاليا لما حدث».
وأضاف لافروف «لقد سألت هيلاري كلينتون كيف يرى الأميركيون السير إلى الأمام في هذه الظروف، لكني لم أسمع إجابة نهائية. لقد أكدت كلينتون التزام الولايات المتحدة بما اتفقت عليه مجموعة العمل حول سوريا في اجتماعها في جنيف، لكنها وضعت شروطا على تنفيذ تلك الاتفاقات». وتابع «لا يجوز اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب السوري، بل يجب إجلاس هؤلاء وأولئك حول طاولة المفاوضات. لقد اتفقنا على التباحث في هذا الموضوع لأن الوضع متوتر للغاية».
إلى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف التقى، أثناء زيارته اسطنبول أمس الأول، ممثلي «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بينهم رئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا، حيث بحث معهم إيجاد سبل لحل الأزمة السورية في أسرع وقت.
وأضاف البيان «أجمع المشاركون في اللقاءات على ضرورة أن تنطوي التسوية المنتظرة في سوريا على ضمانات أمنية مؤكدة، وتكفل حقوق ومصالح كافة المجموعات الاثنية والدينية ومواطني سوريا، وتضمن مشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد على قدم المساواة. أيضا أكدوا حرصهم على المحافظة على سيادة واستقلال سوريا ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، «كل الأطراف يجب أن توقف النار فورا، وكل تصعيد جديد سيعرض كل المنطقة للخطر». وأضاف «نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الإنسان وخطر تحول سوريا إلى ميدان قتال إقليمي مع أعمال العنف المتصاعدة فيها».
ودعا بان كي مون المجتمع الدولي إلى دعم جهود المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي عاد إلى القاهرة، من اجل حل سياسي «يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». كما دعا المجتمع الدولي إلى تكثيف مساعدته «في مواجهة الوضع الإنساني الذي يتدهور»، خصوصا للدول المجاورة لسوريا التي تواجه تدفقا للاجئين.
وقال العربي، من جهته، «بحثنا مع بان كي مون مهمة الأخضر الإبراهيمي وكيفية دعمها لوضع حل اتفق على خطوطه العريضة في جنيف في 30 حزيران الماضي، ومنها وقف إطلاق النار وإقامة حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة وإدخال مجلس الأمن في هذا الموضوع، لكن ذلك يتوقف على مواقف الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس وخاصة الصين وروسيا». وأضاف ان «الجامعة العربية قررت في كانون الثاني الماضي إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن، لكن لم يصدر عن المجلس حتى الآن ما يؤدي إلى حل المشكلة».
وقال القيادي الكردي السوري صالح مسلم محمد، الأمين العام لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» القوة الرئيسة التي تسيطر على المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا، في مقابلة مع وكالة «رويترز» في لندن، ان الحزب يرفض «الائتلاف».
وأضاف مسلم «انهم يكررون أخطاء المجلس الوطني السوري. إنهم من لون واحد، رئيسهم (احمد معاذ الخطيب) رجل دين، وأكثر من 60 في المئة من المجلس الوطني السوري من جماعة الإخوان المسلمين والمجموعات الدينية، وهم كرروا الأخطاء ذاتها مع الائتلاف. لا يزالون يخضعون لتركيا وقطر»، معتبرا أن الأكراد الذين يشاركون في «الائتلاف» لا يمثلون أكراد سوريا وينفذون جدول أعمال تركياً.
وتابع «هذا الائتلاف ليس جيدا. حاليا على الأرض في حلب توجد مجموعات مسلحة لا تعترف به لأنه لا يمثل الشعب السوري. والحل يكون عبر الجلوس معا والتفاوض من اجل الخروج باقتراحات يوافق الجميع عليها. لم تكن هناك محادثات في الدوحة. لقد كان هناك سيناريو معد سلفا وُضع أمامهم وطلب منهم التوقيع عليه. إذا لم يتم حل المشكلة الكردية في سوريا فلن تحل الديموقراطية».
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمام مجلس العموم، أن لندن قررت الاعتراف «بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري» ودعته إلى تعيين ممثل له في لندن، لكنه أضاف ان «على الائتلاف أن يبذل جهودا كبيرة لكسب التأييد الكامل للشعب السوري وتنسيق جهود المعارضة بشكل أكثر فاعلية». وتابع «من المصلحة الكبرى لسوريا والمنطقة وبريطانيا أن ندعمه وألا نترك مكانا للمجموعات المتطرفة».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اعتبرت أن «الائتلاف بدأ يكسب التأييد في الداخل السوري». وقالت ان «الولايات المتحدة اعترفت بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري، لكنها تنتظر إكمال اتخاذه خطوات تهدف لتقوية هيكلته التنظيمية وإظهار فاعلية تواصله مع مجموعات على الأرض داخل سوريا».

المصدر:السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...