قمة دمشق الرباعية تبحث السلام وحل أزمات المنطقة

04-09-2008

قمة دمشق الرباعية تبحث السلام وحل أزمات المنطقة

عقدت في قصر الشعب قبل ظهر اليوم قمة رباعية بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر والسيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي حيث تترأس سالرئيسان بشار الأسد ونيكولا ساركوزي في المؤتمر الصحفي أمس ورية القمة العربية وفرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي وقطر رئاسة مجلس التعاون الخليجي وتركيا التي تقوم بدور مهم في المنطقة والوساطة في محادثات السلام غير المباشرة بين سورية واسرائيل.

وفي ختام القمة عقد الرئيس الأسد والرئيس ساركوزي والشيخ حمد والسيد أردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا أعرب في بدايته الرئيس الأسد عن ترحيبه بسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وبالسيد الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية وبالسيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا في دمشق اليوم.

وأضاف الرئيس الأسد .. اننا التقينا منذ نحو أقل من شهرين في باريس سمو الشيخ حمد والرئيس ساركوزي وأنا واليوم ينضم الينا الرئيس رجب طيب أردوغان ..أقل من شهرين تبدو قصيرة نسبيا بالنسبة لهذا النوع من اللقاءات لكن بالنسبة لتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط فهذا زمن يعتبر زمنا طويلا في منطقة تتغير فيها المعطيات بشكل أحيانا شبه كامل كل شهر وربما في كل بضعة أسابيع يكون لدينا معطيات جديدة تماما.. والدول التي لاتتماشى سياساتها مع سرعة هذه الاحداث لايمكن لها أن تكون دولا فاعلة أو مؤثرة في مجرى الأحداث في مثل هذه المنطقة.

- وقال الرئيس الأسد.. لكن بالرغم من الصورة المعقدة والتي تبدو أحيانا سوداء للوضع في الشرق الاوسط فمؤخرا أي في الأشهر الأخيرة بدأت تظهر بعض البقع المضيئة أو البقع البيضاء على المشهد السياسي والقلق من أن تخفت وتختفي هذه البقع المضيئة.. والأمل بأن نتمكن من جعلها أكبر حتى تحل محل السواد في الشرق الأوسط وذلك هو الذي يدفعنا لمثل هذه اللقاءات وبشكل مكثف بالاضافة للمشاورات التي تحصل بين المسؤولين في المستويات المختلفة بشكل مستمر.

وأوضح الرئيس الأسد ..أن هناك تغيرات كبيرة حصلت في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم في هذه الفترة اي في الشهرين الأخيرين.. وهناك تفاعل مستمر بين الشرق الأوسط والقضايا الأخرى في العالم بشكل سلبي أو بشكل إيجابي.. فمشكلة الشرق الأوسط تؤثر على العالم وتؤثر على المناطق المشتعلة في العالم والعكس أيضا صحيح كلما ازدادت هذه المناطق المشتعلة ازداد الوضع سوءا في الشرق الأوسط.. ولكن الموضوع الأساسي الذي أردنا أن نجتمع من أجله هو الاستقرار.. والاستقرار يعني الحديث عن السلام ..

وقال الرئيس الاسد ان سمو الامير الشيخ حمد من المهتمين والداعمين بشكل مستمر ومعه دولة قطر لعملية السلام ربما هم يلعبون هذا الدور بعيدا عن الاضواء وبصمت والرئيس ساركوزي متحمس جدا لان يكون لفرنسا دور ولاوروبا دور فاعل في عملية السلام.. ونحن رحبنا ونرحب مرة اخرى بهذا الدور.. وسيكون بكل تاكيد دور اساسي لفرنسا في مرحلة المفاوضات المباشرة 00 ففرنسا دولة لها موقع مهم في منطقتنا ودورها ضروري لمساعدة الولايات المتحدة التي ربما بسبب البعد الجغرافي تعرف اقل عن هذه المنطقة وتركيا من الدول القليلة التي اهتمت بعملية السلام بشكل جدي خلال الاعوام الماضية.. وهي الدولة الوحيدة التي نجحت في اطلاق المفاوضات غير المباشرة في ظروف كان يبدو فيها السلام بعيدا جدا حتى عن مجرد التفكير به.

وقال الرئيس الأسد ان هناك تساؤلات كثيرة كيف تم هذا الشيء.. هناك عوامل عديدة ولكن اهمها مصداقية الرئيس رجب طيب أرودغان من دون مصداقية من دون ثقة لايمكن ان تكون هناك لا وساطة ولا رعاية لعملية السلام ..فنحن نوجه الشكر ونشيد بجهود الرئيس أردوغان وبجهود المفاوضين الاتراك والحكومة التركية بشكل عام.. طبعا لايكفي ان نتحدث عن المسار السوري فالمسار الفلسطيني هو حيوي جدا لعملية السلام ونتمنى ان يكون هناك دعم دولي لكي يتقدم هذا المسار.. لكي لانتحدث فقط عن توقيع عملية سلام وانما نتحدث عن سلام يتحقق على الواقع ويكون بين الشعوب وليس فقط بين المسوءولين او بين المفاوضين وبين الحكومات.

واضاف الرئيس الأسد ان لبنان كان جزءا اساسيا من الحديث اليوم ونحن مرتاحون للخطوات الايجابية التي تمت في لبنان خاصة بعد موءتمر الدوحة فدولة قطر تمكنت بجهود حثيثة من ان تبعد شبح الحرب عن لبنان في هذا الموءتمر وتعيد الامور الى نصابها الصحيح.. وهناك خطوات مازالت منتظرة من اللبنانيين وفي مقدمتها الحوار الذي سيحل او يفترض ان يحل المشاكل الاساسية العالقة ..ايضا الخطوات الايجابية التي تمت كان جزء اساسي منها متعلقا بزيارة الرئيس ميشال سليمان الى سورية حيث تم الاتفاق على بدء العلاقات الثنائية.. والان الخطوات القانونية في هذا الاطار تسير قدما وسيكون في يوم من الايام بعد ان تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين.

ولفت الرئيس الاسد الى انه في هذا الاطار هناك اجماع على دعم الرئيس ميشال سليمان لكي يرعى كل هذه العملية التي بدات مع انتخابه ومازالت مستمرة وصولا الى الانتخابات انتهاء بكل القرارت التي يقرها المتحاورون في لبنان عندما تنتهي عملية الحوار.

وقال الرئيس الأسد .. تحدثنا عن الموضوع النووي الإيراني ووجهة نظرنا دائما الحل بطرق سلمية.. وتحدثنا عن ضرورة حل هذا الموضوع بالطرق السلمية وعبرنا أمس بالمؤتمر الصحفي أنا والرئيس ساركوزي عن رغبتنا في أن نرى كل القضايا تحل بشكل سلمي.

وأضاف الرئيس الأسد .. تحدثنا عن موضوع القوقاز.. وهنا أريد أن أؤكد بأن موضوع القوقاز ليس منفصلا كثيرا عن الشرق الأوسط كمنطقة مشتعلة إذا كانت هناك نار في مكان ما وكانت هناك نار في مكان آخر فسيكون لدينا نار ثالثة بديلة اكبر بكثير من النارين.. لذلك نحن قلقون من عودة الحرب الباردة كما يتخيل البعض لانها ستكون اسوأ مما سبقها في القرن العشرين وستكون منطقتنا اي الشرق الاوسط ساحة من ساحاتها.

وقال الرئيس الأسد.. لا نريد ساحة لصراع دولي مرة أخرى وفي هذا الإطار نحن ندعم المبادرة التي قام بها الرئيس ساركوزي من خلال علاقته المباشرة مع الرئيس الروسي ميدفيديف ونتمنى ان تثمر عن تحقيق الهدوء وعودة السلام إلى منطقة القوقاز.. كما ندعم المبادرة التي قامت بها تركيا والمتعلقة بحوار بين دول القوقاز.

وأضاف الرئيس الأسد.. كان موضوع دارفور من النقاط المهمة وكانت هناك رغبة منا جميعا بان نرى حلا لهذه المشكلة بشكل قريب.. وهناك نقاط معينة تم اقتراحها ستتم متابعتها بين وزراء الخارجية لكي يكون هناك حوار مع الحكومة السودانية بناء على الاتصالات التي تمت معهم ومع عدد من الدول العربية المهتمة ومع الاتحاد الافريقي ومع جامعة الدول العربية.

وقال الرئيس الأسد..بحثنا موضوع العراق.. وهناك دعم للعملية السياسية فيه.. وهناك نقاط عالقة ربما لن تؤدي للاستقرار فيه ..نتمنى أن يكون هناك حل قريب من خلال حوار وطني بين الأخوة العراقيين.

وأضاف الرئيس الأسد..بالمختصر التقينا اليوم من أجل الاستقرار من خلال الحوار..ولا يوجد استقرار من دون حوار.

ورداً على سؤال حول ما اذا كان هناك تحرك من خلال احد اطراف هذه القمة الرباعية لاستعادة الدور الامريكي في عملية السلام قال الرئيس الأسد.. بالنسبة لدور الولايات المتحدة الامريكية نحن دائما نتحدث عن ضرورة وجود الولايات المتحدة الامريكية كالقوة الاكبر في العالم لرعاية عملية السلام ولايجاد ضمانات ولعلاقتها من جانب اخر مع إسرائيل..وطبعاً من دون حوار لا يمكن أن تكون هناك رعاية لان الرعاية لديها بحاجة إلى آلية ولثقة مع الأطراف المعنية في أي صلات فلا بد من هذا الحوار..وهذا الحوار لم يبدأ حتى هذه اللحظة لذلك نحن نتحدث عن السلام والمفاوضات المباشرة لعملية السلام في المرحلة المقبلة أي بعد الانتخابات الأمريكية.

وأضاف الرئيس الأسد..أما بالنسبة للدول الموجودة الان سيكون لها دور مع الولايات المتحدة الأمريكية..ففرنسا وقطر وتركيا لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية..والدول الثلاث مهتمة بعملية السلام وبشكل بديهي اعتقد في أي حوار وأي اتصال وأي مرحلة مقبلة سيتصلون مباشرة مع اميركا لتشجيعها بهذا الاتجاه.. لم نتحدث حول هذه النقطة ولكن هذا شيء بديهي باعتقادي.

من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رداًَ على سؤال حول إمكانية تحقيق السلام في ضوء الازمات السياسية المتتالية في إسرائيل..إن فرنسا تعتمد قبل كل شيء على الاستقرار والسلام..ونحن نتواجد اليوم مع سمو أمير دولة قطر الذي لعبت بلاده دورا بشأن لبنان وعملية السلام..وفرنسا صديقة لقطر وتعمل معها.. ونحن سعداء بالنجاح الذي ازال الاستعصاء السياسي الذي كان حاصلاً في لبنان.

وأضاف الرئيس ساركوزي.. بان ما قام به الرئيس بشار الأسد كان أحد الاسباب الذي أعاد العلاقات وبناء الثقة بين لبنان وسورية..ورئيس الوزراء التركي يلعب دوراً مهما في المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل..هي مفاوضات غير مباشرة..وهي أفضل من أن لا تكون هناك مفاوضات ابداً كما قال الرئيس الأسد عندما نبدأ بالمفاوضات المباشرة سيكون لتركيا دور تقوم به ودور للولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا ونحن مستعدون للقيام بهذه الادوار كافة.. وهذا ليس خبراًَ إضافياَ إذا ما كان الإسرائيليون والفرنسيون يتحاورون يتفاوضون مباشرة من أجل السلام.

وقال الرئيس ساركوزي إن السياسة الحذرة هي التي يمكن أن تخمد نار الفتن في الشرق الأوسط.. ويجب ان نتقدم ولن نتقدم بمفردنا ..وفيما يتصل بالولايات المتحدة الأمريكية نحن اصدقاء للامريكيين ونثق بهم.. والأمريكيون يثقون بفرنسا.

وأوضح الرئيس ساركوزي..فيما يتصل بالمسألة السورية ليس لدينا التحليل المشترك..ففرنسا تشجع سورية على خط السلام مع إسرائيل وفي المنطقة..وفي لبنان نحن بحاجة إلى سورية.. والولايات المتحدة الامريكية تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سورية في هذا الإطار وفرنسا من جانبها تلعب الدور الذي تستطيع أن تلعبه لكي تفتتح عصر السياسة المنفتحة مع سورية.

وقال ساركوزي إن الأمريكيين يعرفون أننا هنا وما هي الشروط التي تجمعنا وبماذا نتكلم..وعن ماذا سنتكلم..وأريد أن أقول لزملائي الحاضرين بان هذا اللقاء الرباعي لا يمنع الاخرين من أن ينضموا الينا.

وحول الملف النووي الإيراني أوضح ساركوزي أن فرنسا وسورية لديهما وجهتا نظر قد تكون متقاربة أومتباعدة حول هذا الموضوع ويمكن لسورية ان يكون لها تأثير في هذا الموضوع.

وقال الرئيس ساركوزي..نحن نعمل من أجل السلام في هذه المنطقة وأنا سعيد بانني ساهمت في هذه القمة مع رجال لهم رؤى قد تكون مختلفة ولكنهم يعملون جميعهم لبناء الثقة ولبناء السلام.

 

 

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...