قمة الأغنياء تتهرب من مسؤولياتها حول الغذاء والنفط والمناخ

09-07-2008

قمة الأغنياء تتهرب من مسؤولياتها حول الغذاء والنفط والمناخ

توصل قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى، أمس، بعد مناقشات شاقة، إلى »تسوية«، اعتبرها كثيرون »بمثابة تهرّب من المسؤوليات«، بشأن قضية الاحتباس الحراري، كما اتفقوا على أن أزمة ارتفاع أسعار النفط والغذاء »تهدّد الاقتساركوزي وميدفيديف وفوكودا وآخرون يغرسون أشجاراً في محيط بحيرة تويا أمسصاد العالمي«، ولكنهم اختلفوا حول أسبابها.
واتفق رؤساء الدول وحكومات الدول، الأكثر تصنيعاً، في بيان مشترك، عن القمة التي تختتم أعمالها اليوم في بلدة توياكو اليابانية، على خفض الانبعاثات المضرّة للبيئة »بنسبة ٥٠ في المئة على الأقل« بحلول العام ،٢٠٥٠ على أن تحدد كل دولة أهدافاً على المدى المتوسط، ما »يمهّد الطريق من اجل التوصل إلى اتفاق عالمي في العام ٢٠٠٩«، أثناء مؤتمر للأمم المتحدة في كوبنهاغن، حسبما قال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو.
وبموجب هذا الاتفاق، أُلزمت واشنطن على القبول باتفاق »مرقّم«، لطالما رفضته، ولكنها مُنحت الحرية لتحديد هذه الأرقام. كما أنها تمكّنت من تحقيق مطلبها بإلزام القمة اليابانية، بالدعوة إلى »مساهمة جميع الاقتصاديات الرئيسية«، كالصين والهند، في هذا الاتفاق، الأمر الذي اعتبرته دول ناشئة بأنه محاولة من قبل الدول الغنية للتهرب من مسؤولياتها المباشرة.
ورأت دول مجموعة الدول الخمس (جنوب أفريقيا والبرازيل والصين والهند والمكسيك)، خلال اجتماع عقدته في مدينة سابورو اليابانية، أمس، قبل اجتماعها مع مجموعة الثماني اليوم، أن الاتفاق المناخي »غير كاف«، مطالبة الدول الغنية تحديد أهداف على المدى المتوسط اعتبارا من العام .٢٠٢٠
في المقابل، انتقدت »غرينبيس« الاتفاق لأنه »لن يمنع الفوضى المناخية«، فيما اعتبرت »اوكسفام« أنه بحلول العام ٢٠٥٠ »يكون الأوان قد فات«، بينما أسف الصندوق العالمي للطبيعة »لتملّص مجموعة الثماني من مسؤولياتها التاريخية، فهي المتهمة الأولى في التسبب بالاحتباس الحراري، لأنها مسؤولة عن ٦٢ في المئة من الانبعاثات«.
- أعرب قادة مجموعة الثماني عن »قلقهم« إزاء ارتفاع أسعار النفط والغذاء الذي يعتبر »خطراً جدياً على استقرار النمو العالمي«.
ودعا القادة البلدان المنتجة للنفط إلى »زيادة قدرات الإنتاج والتكرير على المدى القصير«، وأقرّوا بأنه يتعين على الدول الغنية أن تساهم في تهدئة الأسعار. وقال المتحدث باسم الخارجية اليابانية ياسوو كوداما إن »المطلوب بذل الجهود لمعالجة الأسباب الكامنة (وراء ارتفاع أسعار النفط)«، لكنه لفت إلى أن المجتمعين اختلفوا حول هذه الأسباب، فثمة من عزاها إلى تنامي طلب الدول الناشئة، وثمة من حمّل المضاربين المسؤولية، مشيراً إلى أن القادة بحثوا مسألة إنتاج الوقود الحيوي.
على صعيد أزمة الغذاء، طالب قادة مجموعة الثماني الدول التي تملك مخزونا غذائيا »بوضع جزء من مخزونها الفائض تحت تصرف الدول المحتاجة«، وشددوا على ضرورة »إزالة القيود المفروضة على صادرات المواد الغذائية«، فيما اقترح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عقد »قمة زراعية« لدراسة سبل مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء.
وردّ الرئيس الصيني هو جينتاو بالقول إن تحميل الدول الناشئة مسؤولية ارتفاع أسعار الغذاء يعتبر »تصرفاً غير مسؤول«، وأيّده في ذلك رئيس المكسيك فيليب كالديرون.
من جهته، جدّد الرئيس الاميركي جورج بوش »تمسّكه بسياسة الدولار القوي والتزامه العمل من أجل أن يبقى كذلك«، حسبما قال مستشاره دان برايس.
- وأعرب قادة مجموعة الثماني »عن مخاوف جدية من مخاطر الانتشار النووي الناجمة عن البرنامج النووي الإيراني وامتناع طهران المتواصل عن الوفاء بواجباتها الدولية«، ودعوا إيران إلى »تعليق كل نشاط مرتبط بتخصيب اليورانيوم« و«الرد إيجاباً« على عرض المجتمع الدولي الأخير، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، على هامش قمة الثماني، أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سيتوجه إلى إيران، »بناء على مبادرة من قبل مجموعة الست، لإجراء نقاش ومعاينة معمقة لتقييم اقتراح الإيرانيين الحالي وما سبق أن وضع على الطاولة«، و«عندما نحصل على النتائج، ستسعى كل دولة عبر قنواتها الخاصة إلى معرفة المزيد حول نوايا النظام الإيراني«.
- وحول أفريقيا، أعلن قادة الدول الثماني أنهم »ملتزمون بشدة« بتنفيذ الوعود التي قطعوها في قمة اسكتلندا في العام ،٢٠٠٥ بمضاعفة مساعداتهم لهذه القارة قبل ،٢٠١٠ لترتفع من ٢٥ إلى ٥٠ مليار دولار سنوياً، معلنين أنه سيقدّمون، ٦٠ مليار دولار خلال خمس سنوات، لمكافحة الأمراض المعدية في القارة السمراء.
وحول زيمبابوي، أقرّ قادة الدول الثماني اتخاذ »مزيد من الخطوات«، بينها »فرض إجراءات مالية وغيرها من الإجراءات ضد المسؤولين عن أعمال العنف«، في نظام الرئيس روبرت موغابي، ولكنهم تجنبوا أي ذكر للعقوبات التي تعارضها روسيا، بالإضافة الى العديد من الدول الافريقية.
وفي هراري، قال وزير الإعلام برايت ماتونغا إن قادة قمة الثماني »يريدون تقويض الاتحاد الإفريقي وجهود رئيس (جنوب أفريقيا ثابو) مبيكي، لأنهم عنصريون، ويعتقدون أن البيض وحدهم يفكرون بطريقة صحيحة«، معتبراً أن بيان القمة يشكل »إهانة« للأفارقة.
- كما دعت القمة بيونغ يانع إلى »التفكيك العاجل لكافة المنشآت النووية القائمة والتخلي عن كافة الأسلحة النووية والبرامج النووية الموجودة«، والتعاون »التام« في عملية التحقق »الشامل« من الإعلان الذي قدمته مؤخراً حول أنشطتها النووية.
- قال ميدفيديف إن لقاءه الأول مع نظيره الأميركي »لم يتمخّض عن أي تقدّم محدد«، حول النقاط الخلافية بين البلدين، وأهمها مسألة الدرع الصاروخي الأميركي، و«لكننا نواصل تبادل الآراء«، فموسكو تريد علاقات »طبيعية وشاملة وبناءة« مع خليفة بوش »لأنه لا يمكننا الهروب من بعضنا بعضاً«.

المصدر: وكالات 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...