ضباط إسرائيليون: اصطادتنا المقاومة مثل طيور الإوز

17-11-2007

ضباط إسرائيليون: اصطادتنا المقاومة مثل طيور الإوز

بعد عام وأربعة أشهر من العدوان “الاسرائيلي” على لبنان، لا يزال قادة جيش الكيان يتبادلون الاتهامات حول مسؤولية فشله ونتائجه. وردا على اتهامات وجهها قائد منطقة الجليل في الجيش جال هيرش قبل أيام للمستوى السياسي، تعرض الأخير ل “هجوم” مضاد من ضابطين كبيرين عملا تحت إمرته خلال الحرب، واتهماه بتنفيذ عملية هوجاء وغير مخططه أدت لسقوط عدد آخر من الجنود ساعتين بعد وقوع عملية أسر حزب الله جنديين “اسرائيليين” “الوعد الصادق” في الثاني عشر من يوليو/ تموز 2006.

واستذكر الضابطان ران سيجف وعومر إلعاد في حديث مطول لملحق صحيفة “يديعوت احرونوت” “الاسرائيلية” امس ملامح “الجحيم” الذي تعرضا له وجنودهما في أثناء محاولاتهما الاقتراب من ثكنة لمقاومين لحزب الله في مدخل قرية عيتا الشعب.

وذكرت الصحيفة على لسان الضابطين أنهما تلقيا أوامر هيرش بدخول جنوب لبنان بمرافقة دبابة بعد ساعة ونصف الساعة من عملية أسر الجنديين بغية احتلال ثكنة عسكرية لحزب الله، ولفتا لسرعة تكبد قواتهما خمسة قتلى في عملية “عجولة” غرائزية غير مدروسة وخاطئة وإصابة خمسة آخرين بجراح.

وقال سيجف انه دخل وجنوده كالحمقى، وخرجوا من هناك ناقصين خمسة، وتلك كانت الإشارة الرسمية التي أذنت بحرب لبنان الثانية، وأضاف “أخطأ هيرش ونحن سددنا الثمن”.

وأضاف ان الجيش اعد خطة مسبقة لحالات خطف الجنود، بموجبها يتم اقتحام جنوب لبنان واحتلال مواقع لإطلاق النار، بغية سد الطريق على الخاطفين، ريثما تصل قوات التعزيز ويلقي القبض عليهم، حيث ان الخطة في الحالة المطروحة تقتضي بالشروع فورا باحتلال ثكنة للمقاومة في مدخل قرية عيتا الشعب.

وبحسب الخطة، كان من المفروض ان تشق جرافة ضخمة الطريق أمام القوات المقتحمة، فيما تقوم قوات المدفعية والدبابات بالتغطية عليها، وهذا ما لم يحدث، بحسب شهادة الضابطين.

وقال الضابط إلعاد انه علاوة على ما ذكره زميله سارع قادة الجيش في منطقة الشمال الى اصدار تعليمات متسرعة بهدف إمطار الجنوب بالنار حتى “تهتز الأرض وترتعش” بمختلف انواع السلاح، وأضاف “بدأت العملية بعد ساعتين على الخطف، ولو سار الخاطفون سيرا على الأقدام لاجتازوا مسافة عشرة كيلومترات”.

وأوضح سيجف ان العملية فشلت منذ البداية، حيث اصطدمت الدبابة التي سارت امامهم بلغم يزن طنا من الديناميت، ولفت الى وقوع انفجار كبير “هز الشمال والجنوب” واهتزت الأرض وتطايرت الدبابة إربا في الهواء، كأنها مصنوعة من ورق” وأضاف “لم يبق للدبابة أثر، ومرت ثوان حتى فهمت ان الحفرة العميقة هي المكان الذي وقفت عليه الدبابة، وبدأنا نبحث عن طاقمها، وبالكاد وجدنا أشلاء، فجثثهم ايضا لم يبق لها أثر”.

وعلى الرغم من انفجار الدبابة ومقتل اربعة جنود، تلقت القوة الغازية، بحسب شهادة الضابطين اللذين تركا الجيش، تعليمات بالبقاء في المكان لحراسة أشلاء الجنود خوفا من أن يستولى عليها حزب الله الذي شرعت قواته فور الانفجار بقصف مكثف للموقع. وروى سيجف ان 45 دقيقة مرت على بدء العملية الفاشلة، حتى وصلت مروحية عسكرية وأخذت تمطر الأرض بالرصاص والصواريخ من دون تمييز، كما قال طيارها الذي اضاف، بحسب شهادة سيجف انه لا يرى عنصرا واحدا من حزب الله على الرغم من استمرار إطلاقهم النيران نحو الجنود “الاسرائيليين”.

وأضاف إلعاد “بلغنا هيرش باللاسلكي اننا من دون ماء للشرب وأن القصف شديد، لكنه دعانا للصمود والبقاء أقوياء، وهذا يعني ان نمضي في أكل الغبار بصمت، فيما استمرت قذائف حزب الله تحيط بنا من كل الجهات، وتوقع بنا وكأننا طيور إوز، وفجأة سمعت صراخا هستيريا لجندي أصيب بالخرس وهو يشير نحو زميله اختبأ معه بين النباتات، وعندما تقدمت صوبه شاهدت الجندي “نمرود” ملقى على الأرض فاقدا الوعي، بعدما شطرت شظية جبهته من تحت خوذته”.

وروى إلعاد ان جنودا حملوا الجريح وهربوا من المكان، لكنه فارق الحياة قبل الوصول الى الحدود على بعد عشرات الأمتار، فيما بقي الجنود الآخرون في المهمة الحمقاء في حراسة الأشلاء. وأضاف “عندما بلغت الحد انتحيت جانبا، وهاتفت شقيقي وصرت أبكي، ثم غسلت وجهي وعدت الى جنودي ووجدت أن اثنين منهم أصيبا، وعندها قررت مخالفة التعليمات، والانسحاب من موقع انفجار الدبابة، بعدما فقدنا خمسة وأصيب خمسة جنود آخرين”. وقال، أصدرت قيادة الجيش تعليماتها بالانسحاب، بعدما كنا قد انسحبنا عمليا، ودخلت قوات أخرى عند المساء ونجحت بعد 48 ساعة فقط بتجميع أشلاء الضحايا التي خشوا من أن يأخذها حزب الله، وبعد أيام شاعت في اوساط الجيش مقولة انه لولا حادثة الدبابة والإهانة التي تعرضت لها لما تورطنا بحرب غير مخطط لها.

وديع عواودة

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...