سعاد جروس تكتب عن المزاج الرمضاني والتلفزيون

19-09-2007

سعاد جروس تكتب عن المزاج الرمضاني والتلفزيون

الجمل- تحقيق سعاد جروس: للمرة الأولى يبدأ الموسم الدرامي الرمضاني العربي، بمنع عدة مسلسلات من العرض بسبب أن «المضمون لا يتناسب مع الشهر الفضيل». والمفاجأة أن هذا المنع، لا علاقة له بالضرورة، بمخالفات دينية أو أخلاقية، وإنما لعيوب لها علاقة بعدم مسايرة مزاج المتفرج. فثمة من يعتقد أن المشاهد في رمضان تناسبه الفكاهة والمواضيع الخفيفة، وهناك من يشدد على انه من الأفضل إعفاء الصائم من المشاهد العنيفة والدماء. وآخرون يرون أن من الأنسب تقديم مسلسلات لا تتسم بالصدامية، أو تطرح اشكاليات فكرية كبيرة، ترهق المتفرج. والسؤال بعد كل هذا، هل باتت هناك وصفة جاهزة سلفاً للمسلسلات الرمضانية المرحب بها على الشاشات؟ ومن هم أصحاب هذه الوصفة؟ وكيف يتم تقييم مزاج المتفرج الموسمي؟


في سورية تم منع مسلسل «ممرات ضيقة» للكاتب فؤاد حميرة والمخرج محمد شيخ نجيب، على الرغم من نيله تقييماً ممتازاً، من قبل لجان المشاهدة. كذلك كان الأمر في مصر مع مسلسل «صرخة أنثى»، بطولة داليا البحيري وإخراج رائد لبيب. وفي الكويت، منع مسلسل «للخطايا ثمن» كتابة وتمثيل وإنتاج نايف الراشد وإخراج محمد عايش. وفي السعودية، تم تأجيل عرض مسلسل «أخوات موسى» من تأليف وإنتاج وتمثيل حسن عسيري. هذه الأعمال يجمعها قاسم مشترك هو المضمون الاجتماعي الذي يطرح قضايا ما تزال حساسة في المجتمعات العربية، وبينها ما يعتبر خطوطاً حمراء. وقد منعت جميعها من العرض خلال هذا الشهر، لحجة تساق للمرة الأولى في السوق الدرامية العربية على هذا النحو الواسع. وهنا لا بد من التساؤل هل ثمة توقيت ملائم أو غير ملائم لطرح القضايا الإشكالية على الشاشة الصغيرة؟

الشاعرة والسينمائية هالة محمد، تستنكر من حيث المبدأ الحديث عن توقيت مناسب لطرح الأفكار وإثارة النقاش، وتقول: دائما لدينا مشكلة في التوقيت، ودائما الوقت غير مناسب لقول كذا أو كذا، لأن هناك خطراً يهدد الأمة. وبرأيها، هذا خطأ لأن الوقت مناسب دائماً لقول ما نريد. أما عن منع عرض مسلسلات معينة، فتنظر إلى المسألة من زاوية أخرى باعتبار هذا الشهر بمثابة مهرجان للدراما. وكأي مهرجان تنظمه جهات معينة لديها لجان مشاهدة يحق لها أن تقرر ما تريد عرضه، وما لا تريد، لكنها تعود لتؤكد أنها من حيث المبدأ ضد المنع، وأن باب المنافسة يجب أن يفتح أمام الجميع. وإذا كان مضمون عمل ما غير ملائم للأسرة أو لشرائح عمرية ما، فيمكن إيجاد طريقة أخرى غير المنع، كأن يتم التنويه في الشارة إلى هذا الجانب، وهي طريقة متبعة عالمياً.

إلا أن المنع ـ تتابع هالة محمد ـ يتم لأسباب سياسية أو اجتماعية أو دينية، وأحياناً لأسباب لا صلة لها بالعمل الفني، تمارسها السلطة السائدة على الأعمال الإبداعية. كيف نعيش هذا الغنى الاجتماعي والاختلاف الكبير الذي يعتبر أساس قوة وجمال مجمعاتنا؟ كيف يخطر في بال أحد توحيد معايير النقد؟ يجب الانطلاق في البدء من قاعدة القدرة على الاختلاف في الرأي ضمن منظور احترام الرأي والرأي الآخر، وليس انطلاقاً من نفس الرأي الآخر الذي يختلف عني، لأنني امتلك السلطة في هذه اللحظة. وتضرب هالة محمد مثالاً على كلامها مسلسل «الحصرم الشامي» من إنتاج أوربت، ونص فؤاد حميرة، وإخراج سيف الدين السباعي، الذي حرم من العرض في سوريا. وتقول من المؤسف ألا يعرض التلفزيون السوري هذا العمل الراقي إنتاجاً ونصاً وإخراجاًُ. عمل شارك فيه أكثر من ألف مواطن سوري، بين ممثلين وفنيين وكومبارس، ومن المتوقع أن يحقق نجاحاً جماهيرياً عربياً باهراً.

المؤلف والسيناريست السوري فؤاد حميرة كاتب «حصرم شامي» و«ممرات ضيقة» اللذين منعا من العرض في سورية. علماً بأن العمل الثاني لم يمنع من العرض فقط، بل لم يمنح الأذن بالتصدير، رغم حصوله على تقييم ممتاز من لجان المشاهدة. وبالتالي فإن مجموعة القضايا المتصلة بقصص من سجن النساء التي كان يأمل بطرحها على الرأي العام للنقاش، حُرمت من هذه الفرصة، كما حرم العمل بما يمثله من جهود كبيرة لفريقه من فرصة المنافسة في موسم تحول إلى مهرجان يشارك فيه جمهور عريض من المحيط الى الخليج.

الممثل السوري جهاد عبده، يتفق مع الرأي القائل بأن هناك أعمالاً لا تناسب شهر رمضان من حيث المضمون، خاصة تلك التي تحتوي على مشاهد عنف قاسية جداً كقطع الرؤوس وبتر الأيدي والأرجل .. إلخ. ويقول: المشكلة أن العرب يحاولون استحضار السينما العالمية في الدراما من دون مراعاة خصوصية المشاهدة التلفزيونية، لا سيما في هذا الوقت، حيث أن كثرة الأعمال المعروضة تخل بشرط توقيت العرض. فيمكن لعمل ما موجه لشريحة عمرية معينة لا يناسب الأطفال يعرض قبل العاشرة مساءً، أو في الفترة الصباحية. ويظهر التأثير السلبي الخطر في محاولة الطفل تقليد أبطال المسلسلات بإعادة تمثيله لمشاهد العنف مع أخوته أو رفاقه في المدرسة.

بالإضافة الى ذلك ترى كاتبة السيناريو والقاصة كوليت بهنا، ضرورة مراعاة روحية رمضان، من حيث النواحي الاجتماعية ونمط المشاهدة ومزاج الجمهور، وأن من الأفضل التركيز على الأعمال الدينية التنويرية، والتاريخية والترفيهية الكوميدية، لأن مزاج الناس لا يحتمل طرح قضايا اجتماعية إشكالية أو صدامية، بقدر ما يحتاج إلى أعمال ترفيهية.

عادل سعيد، مهندس ومتابع مثابر للدراما، يقول: أكيد هناك أعمال تصلح أو لا تصلح لطبيعة شهر الصوم، ما يفترض أن تكون خفيفة لأن العمل الرصين والجاد يموت في زحمة العروض، وفي ساحة توفر خيارات واسعة جداً ومن الصعب الإحاطة بها جميعها، فيمكن لعمل تراثي سياحي أو كوميدي تهريجي أن يستقطب الانتباه في حين يتم إهمال عمل رصين يتناول قضايا راهنة على غاية من الأهمية. فالمشاهد في رمضان يبحث عما يسليه أو يضحكه، لا ما يتعب رأسه في التفكير والجدل.

هذا الطرح هل يبرر المنع من العرض في موسم بات من المعروف أنه الأفضل للترويج والتسويق، وأن العمل الذي لا يعرض في هذا الموسم يتعرض لخسائر باهظة؟

فؤاد حميرة يصف منع مسلسليه في سورية بأنه ضربة قاسية لجهد مضن وشاق، واضعاً هذا القرار ضمن إطار حرب داخلية على الدراما السورية والتي بحسب رأيه: «لا تحارب من الخارج كما يقولون، بل من الداخل». فالاعتراضات على مضمون العمل تناولت طرحه لفكرة حق المرأة في منح نسبها لطفلها في حال كان مجهول الأب، وبأن من حق هذا الطفل أن يعيش مع والدته لا في الملجأ. كما كان اعتراض على موضوع تفشي تعاطي المخدرات في السجون، وغيرها من افكار يستغرب فؤاد أن تلاقي اعتراضات ويعتبرها مجرد حجج. فثمة أسباب أخرى للمنع غير معلنة. ومع ذلك يحتج على وصاية الرقيب على أذواق الناس وفرضه عليهم ما يراه هو مناسباً، ويتساءل لماذا لا يترك الأمر للجمهور، ليحكم إذا كانت هذه الأعمال صالحة أو العكس. وينوه حميرة إلى أن الرقابة في سورية، تراجعت كثيراً عن السابق، وبالأخص في ما يتصل بالمسائل الاجتماعية بسبب الخوف من السلطة الاجتماعية، في حين نرى أن الرقابة في الدول العربية الخليجية والسعودية باتت أفضل لجهة الجرأة في مقاربة المسكوت عنه في المجتمع. ويقول حميرة : هناك جهات خليجية تطلب مني نصوصاً جريئة جداً، كانت في وقت سابق من المستحيل أن يتم التفكير بمناقشتها.

هالة محمد تعود لتقول، نحن لسنا مجتمعات معقمة، فلماذا نبحث عن صورة للتعقيم، مع التأكيد أنها في المقابل ضد البشاعة وضد المبالغة في التركيز عليها. وهنا تختلف السوية الإبداعية، فهناك من يتعرض لقضايا حساسة برقي بعيد عن الإثارة والابتذال، وهناك من يعمد في عرض أفكاره إلى إثارة الغرائز، لكن للجميع الحق في أن ترى أعمالهم النور وأن تخضع لمحاكمة المشاهد.

الاتفاق الحاصل في الآراء على رفض الوصاية على ذائقة الجمهور، سببه أن أي مسلسل تلفزيوني لا يمكن أن يصل إلى مراحله النهائية إلا بعد حصوله على سلسلة موافقات وتراخيص رسمية من عدة جهات، تبدأ من النص، ولا تنتهي بالحصول على الإذن بالتصوير. أي أن المضمون معروف لدى الجهات الرقابية سلفاً، ومع ذلك يتم منع العديد من الأعمال من العرض لتحرم من موسم تجاري بامتياز، ويكاد يكون الفرصة الوحيدة لاستعادة تكاليف العمل وكسب أرباح جيدة. لذا فإن حصر سوق الدراما بشهر واحد بات مشكلة حقيقية تهدد صناعة الدراما نفسها. من هنا يأتي اقتراح كوليت بهنا أن يكون هناك شهر آخر غير رمضان للدراما العربية، يكون بمثابة مهرجان مثله مثل أي مهرجانات ثقافية أخرى كالسينما والمسرح والغناء، بحيث يكون لكل محطة شهرها الدرامي، مما يوسع فترة التسويق ويتيح لكافة الأعمال المنتجة عربياً الفرصة للبيع بأسعار رابحة، لأن تخصيص العروض الدرامية الأولى في هذا الشهر صارت ثقيلة جداً، وتكاد تفقد الدراما تأثيرها الفني والفكري، إذ حولتها إلى موضة تثير موجة من الضجيج ثم تهدأ. عدا أن كثيراً من الناس لا يمكنهم مشاهدة العمل كاملاً بل نتف من هذا ونتف من ذاك، وبالتالي فإن أعمالاً كثيرة جيدة ورصينة، لا تنال حقها من الاهتمام اللازم. ومن خلال تجربتها في مسلسلي «ندى الأيام» و«أهل الغرام» العام الماضي واللذين عرضا خارج رمضان، تقول كوليت إنهما حققا أرباحاً من خلال حصولهما على اكبر نسبة مشاهدة جيدة، كما أنهما تمكنا من جلب حجم إعلاني كبير، أفضل بكثير مما لو عرضا في رمضان.

ومن الأشياء التي طرحها المتحدثون، أن فوضى السوق والاكتظاظ الرمضاني من شأنهما إعاقة التأثير الثقافي للدراما في المجتمع، وبالتالي تعطيل وصول رسالتها، كون مشاهد رمضان معني بالترفيه أكثر مما هو معني بإعمال العقل في قضايا فكرية واجتماعية شائكة. وتنافس شركات الإنتاج الفني المحموم على شغل أوقات فراغ المتفرج العربي، انعكس على سوية المسلسلات الدرامية. ويقول الممثل جهاد عبده، إن سوق الدراما العربي محكوم بالمزاج والفوضى والتنافس التجاري وغالبية الشركات الفنية تعمل وفق رؤية تجارية، عدا قلة منها تعتمد لديها مثقفين يمكن أن يكون لهم دور في سياسة اختيار الأعمال سواء للشراء أو للإنتاج. ويؤكد عبده أن معايير السوق تؤثر سلباً على المضمون، فعندما ينجح عمل ما يلاحظ في الموسم التالي أنه تم استنساخه. وينوه بقرار الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية شراء كافة الأعمال التلفزيونية السورية بهدف حمايتها، وأن هذا القرار من شأنه أن يجعل الدراما المحلية غير مرهونة لمزاج السوق العربي عموماً.

وبالعودة إلى منع عدة أعمال في أكثر من بلد عربي بحجة عدم ملائمة موضوعاتها في رمضان، يضعنا أمام سؤال إلى أي حد تؤثر الدراما في تحريك الرأي العام أو تغيير المجتمع؟

يعتبر جهاد عبده الدراما واحدة من أهم وسائل التغيير الاجتماعي والثقافي، كونها تقوم بنشر الأفكار بأسلوب مقبول لدى الناس الذين ملوا من التلقين وبالأخص الشباب، إلا أن فعلها لا يظهر بشكل سريع وواضح، وإنما من خلال التراكم وعلى المدى البعيد، ويبقى محكوماً ـ بحسب رأي عبده ـ بالسوية الفنية. فهناك أعمال تطرح أفكار جيدة، لكن المستوى الفني إذا كان متدنياً يمنعها من توصيل رسالتها، وبالتالي تفقد قدرتها على إحداث تأثير.

كوليت بهنا تأسف لأن كثيراً من الأعمال تحقق بعض المتعة، لكنها لا تحقق الفائدة المرجوة بسبب كثافة وفوضى العروض، كما أن مزاج المشاهدين في رمضان قد ينتبه إلى أشياء تفصيلية وثانوية تنفره من العمل، فمثلاً «كنا كثيراً ما نسمع حول ملابس الممثلات في الأعمال المعاصرة بأنها لا تناسب هذا الشهر. وهو ما يصرف الانتباه عن مضمون تلك الأعمال ويحرمها من إثارة جدل حقيقي ومؤثر». كما ترى كوليت أن موضوعات حساسة كالحب خارج الزواج، والعلاقات بين الشباب والزواج العرفي وسفاح القربى، غير ملائمة للطرح للسبب نفسه، ولا بد أن تظلم لأن الجدل حولها لا يأخذ المسار الفكري المرجو. كما تتحدث بهنا عن أسباب أخرى إضافية لضعف فاعلية الدراما في التأثير، وهي اختلاف الوعي والمستوى الثقافي لدى الجمهور اليوم عما كان في السابق، ومن ضمنها تغير نمط علاقته بالتلفزيون، الذي فقد كثيراً من قدرته على الإدهاش، وتحول إلى وسيلة للمتعة وملاحقة الأخبار. كما أن الهم المعيشي للناس وضغط الحياة اليومية والأخبار السيئة للحروب في منطقتنا، هي التي تشغل الرأي أكثر من القضايا الفكرية والثقافية. أما هالة محمد، فترى أن الدراما ما تزال مؤثرة ولدى شرائح عريضة من الجمهور، وقد لا تكون كذلك لدى النخب الثقافية.

في حين يتفق عادل سعيد مع بهنا قائلاً، بأن كثافة العرض أفقدت الدراما تأثيرها، لأن متابعة عدة مسلسلات في وقت واحد يشتت انتباه المتفرج، وأحيانا كثيرة تتداخل الأحداث والشخصيات فيما بينها، فلا يعود المشاهد يميز بين عمل وآخر وحتى بين محطة وأخرى. ويذكر سعيد بفترة ما قبل الفضائيات حين كان الإنتاج الدرامي اقل من الآن بما لا يقاس، لكن مسلسلا أو مسلسلين في العام، كانا كافيين لطرح موضوعات مهمة تشغل الرأي العام، وتبقى في ذاكرة المشاهد السوري فترة طويلة، منها أعمال بالأبيض والأسود كمسلسل «اسعد الوراق» الذي عرض في السبعينيات، دون أن ننسى أعمال دريد لحام ونهاد قلعي ورفيق سبيعي في تلك الفترة، ويذكر سعيد بعملين آخرين هما «الخشخاش» و«الأجنحة» عرضا في الثمانينات. وتنأول الأول الآثار السلبية للإدمان على المجتمع، والثاني حقوق وحرية المرأة في الريف، ويقول لقد أثرت تلك الأعمال عميقاً في وعي السوريين.

الأمر الآن اختلف، وتكاد الدراما تفقد فاعليتها وبهجتها مع الانفتاح الفضائي وكثافة الإنتاج والتنافس التجاري، وما فرضه ذلك من تسطيح استهلاكي على المعالجات الفنية التي غالباً ما تتم بشكل ارتجالي تلبية لحاجة السوق في الوقت المحدد. لذلك لم يعد تأثير الدراما يتجاوز لدى الجمهور العربي دور التنفيس، حيث بات كل منا يبحث عما يشبهه، ولعله يفرح بالعمل الذي يتحدث عنه وعن همومه، ويقبل على متابعة ما يجده ينطق بلسانه، لكنه غير مستعد لسماع ما يختلف عن رأيه، وبالتالي يرفضه، لأنه بكل عفوية وسهولة ينتقل بكبسة زر إلى قناته المفضلة. فالفضائيات العربية بانفتاحها العشوائي كشفت عن تخندق فكري وسياسي وثقافي لدى الجماهير العربية، وللأسف، حمى السوق كرسته إلى حد بعيد

المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...