تطويب يوحنا بولس الثاني بين الترحيب والدهشة

29-04-2011

تطويب يوحنا بولس الثاني بين الترحيب والدهشة

 في أول أيار/ مايو المقبل تحل المرحلة قبل الأخيرة من خلع القداسة على بابا الفاتيكان الراحل البولندي المولد يوحنا بولس الثاني، ألا وهي مرحلة التطويب، والحدث يراه بعض النقاد في غير محله، غير أن الملايين من المعجبين بالبابا الراحل ينتظرونه بشغف.

ولا شك أن بابا الفاتيكان الحالي بنديكت السادس عشر بدا متسقا مع إرادة المتدينين عندما قرر في عام 2005 التنازل عن شرط مرور الفترة المعتادة والمحدة بخمس سنوات على وفاة المرشح لنيل درجة القداسة كي يبدأ عملية التطويب.

ترنيمة "سانتو سوبيتو" أو "اجعلوه" قديسا على الفور" التي ترددت في جنبات ساحة القديس بطرس خلال تشييع جنازة يوحنا بولس الثاني كانت إيذانا، بالنسبة لكثيرين بمنح درجة القداسة للراحل الذي قاد الكنيسة الكاثوليكية لقرابة ثلاثة عقود.

وبالرغم أن مراسم تطويب يوحنا بولس الثاني لم تبدأ بعد وفاته فورا كما كان يود البعض، فإنها كانت الأسرع على الإطلاق في العصر الحديث، فقد جاءت بعد ست سنوات فحسب من وفاته في الثاني من نيسان/أبريل 2005.

كان بنديكت منح موافقته النهائية لبدء عملية التطويب في وقت سابق هذا العام، بعد أن أجمع خبراء الكنيسة على اعتبار شفاء راهبة فرنسية من مرض باركنسون معجزة، حدثت بفضل شفاعة يوحنا بولس الثاني.

من حيث السرعة، فإن تطويب يوحنا بولس الثاني كان أسرع من الأم تيريزا الراهبة وهي ألبانية عرقية ومقدونية المولد طوبت عام 2003 والتي حازت إعجاب العالم لجهودها في الاحياء الفقيرة في كالكتا والتي توفيت عام 1997.

وشدد ستانيسلاف ديزيفتز كبير أساقفة كراكوف والذي عمل كسكرتير شخصي للبابا يوحنا بولس الثاني قرابة أربعين عاما، على ما يقول إنها أوجه شبه تجمع بين البابا الراحل والام تيريزا.

وقال ديزيفتز خلال مقابلة مع صحيفة "لو ريبابليكا الصادرة في روما :" ذات يوم، قال "يوحنا بولس" وهو يتابع الأم تيريزا بين رعاياها من الفقراء، إنه كان ينبغي أن تطوب قديسة..بينما كانت لا تزال على قيد الحياة...لكني أعتقد أن الأمر نفسه يمكن قوله عنه "يوحنا بولس" أيضا".

لقد بدأ الرجلان حياتهما العملية معا في مسقط رأسهما، بولندا، التي كانت خاضعة آنذاك للحكم الشيوعي قبل أن ينتقلا معا أيضا إلى روما عقب انتخاب يوحنا بولس بابا للفاتيكان عام 1978.

من موقعه المتميز داخل الفاتيكان، أمكن لديزيفيتز أن يرى بعين الشاهد ما اعتبره الكثيرون على نطاق واسع فترة بابابوية مهمة ليوحنا بولس الثاني، وبقاءه في المنصب لمدة طويلة هي ثاني ني أطول فترة بابوية في التاريخ.

من بين الملامح البارزة في تاريخ الرجل: دعم يوحنا بولس للحركات المؤيدة للديمقراطية في بولندا وبقاع أخرى من أوروبا، وأسفاره الكثيرة لدول العالم النامي حيث سعى لتعزيز تواجد الكنيسة، مع تركيز الضوء على أحوال الفقراء.

كثيرون أيضا أشادوا بالحبر الراحل لدوره في تشجيع الحوار بين الأديان، وبخاصة محاولات تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود والمسلمين.

غير أن البعض يرى ضرورة الموازنة بين إنجازات الرجل وأوجه القصور المحتملة إبان قيادة يوحنا بولس لـ 1ر1 مليار مسيحي من أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم.

لقد أثارت الوقائع التي تكشفت مؤخرا عن اعتداء كهنة الكنيسة جنسيا على الأطفال والمحاولات المزعومة من قبل كبار رجال الكنيسة للتستر على تلك الجرائم، تساؤلات بين أعضاء بارزين في الكنيسة حول مدى استحقاق يوحنا بولس الثاني لدرجة القداسة.

وقال رئيس الاتحاد الوطني الأمريكي لمجالس القساوسة، القس ريتشارد فيجا، لصحيفة "ناشيونال كاثوليك ريبورتر" الإلكترونية، إنه بحاجة لـ"إلقاء نظرة اكثر تفحصا على حياته "يوحنا بولس"".

واسترعى انتباه فيجا وأعضاء بارزين في الكنيسة الكاثوليكية التساؤلات التي أثارتها الصحيفة الإلكترونية حول دعم البابا الراحل للكاهن المكسيكي مارسيال ماسيل مؤسس "فيالق المسيح" وهي طائفة دينية سرية تخضع لتحقيق شامل من قبل الفاتيكان.

لقد أقرت الكنيسة بأن ماسيل يمارس اللواط مع الأطفال، وقامت بتجريده من رتبته الكهنوتية في 2006، بعد أن ظلت طوال عقود تنفي مزاعم الانتهاكات التي تجري في جنباتها.

لكن يبدو أن تلك المساوئ المحتملة والتي تنال من يوحنا بولس، لا تشغل بال أولئك الذين يستعدون للاحتفال بتطويبه.

ويقول المسؤولون إن روما مستعدة لاستقبال نحو مليون "حاج" يتوقع أن يحضروا المراسم التي تستمر ثلاثة أيام، تشمل الاحتفال طوال الليل عشية التطويب في سيرك ماكسيموس التاريخي ليلية الثلاثين من نيسان/أبريل، الحالي وإقامة صلوات المساء في كنائس المدينة.

سيرة حياة
 تضم القائمة التالية الاحداث الرئيسية في حياة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني، الذي من المقرر أن يتم تطويبه ليرقى الى مستوى القديسيين في الاول من ايار/مايو المقبل في روما.

- 18 أيار/ مايو 1920: ولد في بلدة فادوفيس القريبة من كراكوف في بولندا لوالدين كاثوليكيين متدينين وجرى تعميده تحت اسم كارول جوزيف فويتيالا.

- 1939: اختبأ عقب غزو ألمانيا النازية لبولندا.

- أول تشرين ثان/ نوفمبر 1946: تم ترسيمه كاهنا.

- 28 ايلول/ سبتمبر 1958: عين مساعد أسقف في كراكوف.

- 8 اذار/ مارس 1964: عين رئيسا لاساقفة كراكوف.

- 28 حزيران/ يونيو 1967: منحهالبابا بولس السادس لقب كاردينال .

- 16 تشرين أول/ اكتوبر 1978: انتخب كبابا للفاتيكان رقم 264 تحت اسم يوحنا بولس الثاني ليصبح أول بولندي وأول بابا غير ايطالي يتولى المنصب منذ أكثر من 450 عاما.

- 2 حزيران/ يونيو 1979: زار بولندا لأول مرة بعد توليه منصب بابا الفاتيكان وليعطي زخما للحركة التي أدت الى تأسيس نقابة "تضامن"، وهي أول نقابة عمالية مستقلة في الكتلة السوفيتية.

- 15 تشرين ثان/ نوفمبر 1980: زار ألمانيا حيث بدأ إعادة تقييم لزعيم الاصلاح البروتستانتي مارتن لوثر. وتعتبر هذه الرحلة واحدة من العديد من الجولات التي ذهبت بالحبر الاعظم الى 129 دولة خلال فترة توليه المقعد الرسولي.

- 13 أيار/ مايو 1981: تعرض البابا يوحنا بولس الثاني لإطلاق الرصاص عليه وأصيب بجروح خطيرة في ميدان القديس بطرس على يد شاب تركي يميني متطرف يدعى محمد علي أغا .

- 15 ايلول/ سبتمر 1982: التقى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في الفاتيكان، الامر الذي قوبل بانتقاد من اسرائيل ومنظمات يهودية.

- 13 نيسان/ أبريل 1986: أصبح أول بابا في العصر الحديث يدخل بيت عبادة يهودي عندما زار المعبد الرئيسي في روما.

- أول كانون أول/ ديسمبر 1989: استقبل الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف في الفاتيكان في أول اجتماع يجمع بين بابا للفاتيكان ورئيسا للكريملين.

- أول أيار/ مايو 1991: أصدر أول رسالة باباوية بشأن قضايا اجتماعية منذ انهيار الشيوعية في أوروبا، مبديا دعما ليس مطلقا للرأسمالية، ولكنه استنكر استغلال الفقراء.

- 30 كانون اول/ ديسمبر 1993: توقيع اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين اسرائيل والفاتيكان.

- 25 آذار/ مارس 1995: أصدر رسالة باباوية تحت عنوان "انجيل الحياة"، أدان فيها تفشي "ثقافة الموت" التي تتضمن الاجهاض والقتل الرحيم واجراء تجارب على الاجنة البشرية.

- 16 آذار/ مارس 1998: أصدر الفاتيكان وثيقة حول المحرقة اليهودية "الهولوكوست "، معربا عن شعورا بتأنيب الضمير حيال الجبن الذي اتسم به بعض المسيحيين خلال الاضطهاد النازي لليهود، ولكنه دافع عن ممارسات بابا الفاتيكان أثناء الحرب بيوس الثاني عشر.

- آذار/ مارس 2000: قام بأول زيارة للاراضي المقدسة، تاركا ملحوظة على الجدار الغربي للحرم القدسي أعرب فيهاعن أسفه الشديد إزاء معاناة اليهود على يد المسيحيين.

- 6 أيار/ مارس 2001: أصبح أول بابا للفاتيكان يزور ويصلي في دار عبادة اسلامي حيث زار مسجدا في العاصمة السورية دمشق.

- 2 نيسان/ أبريل 2005 : توفى عن عمر يناهز 84 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

المصدر: د ب أ

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...