بان كي مون يخفض مستوى التوقعات في كوبنهاغن

17-12-2009

بان كي مون يخفض مستوى التوقعات في كوبنهاغن

أدى تقديم رئيسة مؤتمر المناخ في كوبنهاغن كوني هايدغارد مسودة اتفاق جديد الى تفجير خلاف كبير مع الدول النامية وفي مقدمها الصين، في وقت تصاعدت التظاهرات للضغط على المؤتمرين وسط ارتفاع شدة الاجراءات الامنية مع وصول 80 زعيماً ورئيس حكومة من اصل 129 سيشاركون خلال اليومين المقبلين في القمة التي تحضرها 193 دولة.
وفيما خفض الامين العام للامم المتحدة بان كي بون مستوى التوقعات بخصوص نتائج المؤتمر، حض معظم القادة الذين تحدثوا في الجلسة المسائية، بكين وواشنطن على التفاهم. وقال رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه باروزو:»رغم احترامنا لاختلاف مسؤولياتهما وقدراتهما، احض شركاءنا الاميركيين والصينين على مساهمة اكبر في نتيجة ناجحة».

وكانت محادثات اليوم الاول من الاجتماعات رفيعة المستوى بعد وصول عشرات القادة، بدأت على وقع ازمة اجرائية بين مجموعة الـ 77 والصين (130 دولة نامية) والرئاسة الدنمراكية، عندما بادرت هايدغارد بطرح مسودة اتفاق لتبحث من قبل كبار ممثلي الدول والقادة السياسيين، مختلفة كثيراً عن المسودتين اللتين توصل اليها الخبراء في اجتماعات استمر بعضها حتى ساعة مبكرة من فجر امس. وتضمنت المسودة على نصها جميع عناصر الاتفاق الجديد مع فراغات في مكان الارقام المتعلقة بحجم خفض الانبعاثات وقيمة التمويل.

وكشفت مصادر المجتمعين ان طرح الرئاسة الدنماركية المسودة جاء بعد اعتراض الوفد الاميركي على ما توصل اليه الخبراء في هذه الاجتماعات، ذلك ان الوفد كان يطالب ان تحدد الدول النامية والصاعدة (الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا) ارقاماً لسياستها في خفض الانبعاثات. ونقل عن العضو في الوفد الاميركي جوناثان بيرشنغ ان بلاده لديها «مشكلة جوهرية» مع تلك المسودة التي صاغتها مجموعة العمل، مطالبا بـ «مراجعة جوهرية» عليها وبضرورة الوصول الى اتفاق يؤدي الى خفض الانبعاثات بـ «طريقة شفافية» وخاضعة لـ «المحاسبة».

وبعدما تعرضت هايدغارد الى انتقادات لاذعة من ممثلي الدول النامية وخصوصا الصين، انتقلت رئاسة المؤتمر الى رئيس الوزراء السويدي لارس كوله راسموسن، لكن الجدل استمر بين الاخير وبين رئيس الوفد الصيني سو وي. ونقلت المصادر عن راسموسن قوله: «ان العالم يتوقع منا التوصل الى اتفاق لمعالجة تغير المناخ وليس مجرد مناقشة الاجراءات»، فرد عليه وي قائلا: «المسألة ليست فقط اجراءات، بل تتعلق بالجوهر. لا يمكنك ان تطرح بعض النصوص من السماء». وعلم ان الدول النامية انزعجت من عدم تحقق اي تقدم لجهة التزامات الدول الصناعية في المرحلة الثانية من اتفاق كيوتو بين 2013 و 2020.

وتزامن ذلك، مع خفض بان كي مون مستوى التوقعات من المؤتمر. وبعدما قال مساء اول امس انه «كلما كان الاتفاق قويا في كوبنهاغن، كلما كان اسرع امكان تحويله الى اتفاقية ملزمة قانونيا»، عاد امس ليقول انه اذا كان الوصول الى اتفاق «غير ممكن» في العاصمة الدنماركية فمن الافضل الوصول الى «اتفاق اولي» يينى عليه في القمة المقبلة في المكسيك. وزاد :»حان وقت الحس السليم والشراكة والتسويات» بين الفرقاء.

وشن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز هجوما لاذعا على الرئيس الاميركي باراك اوباما. وقال «نحن نعيش ديكتاتورية عالمية»، موجها تحية الى المتظاهرين في شوارع كوبنهاغن التي تحولت الى «مدينة اشباح». وقدم الرئيس الاثيوبي ميليس زيناوي باسم المجموعة الافريقية اقتراحات تضمنت تأسيس صندوق لتمويل «التكيف والتخفيض» في الدول النامية، برأسمال عشرة بلايين دولار سنويا بين 2010 و 2013 على الا تقل حصة افريقيا عن 40 في المئة، ثم يُرفع رأسماله الى خمسين بليونا حتى العام 2015. واضاف ان رأسمال الصندوق يجب ان يرتفع الى 100 بليون في 2020 لمساعدة «الدول الاكثر فقرا وهشاشة مثل افريقيا والجزر» في المحيط الهادىء. واشار الى احتمال ان يقابل هذا الاقتراح بـ»خيبة امل من الدول الافريقية لانه لا يتضمن تعويضا كاملا للضرر الذي لحق بالتنمية» بسبب ارتفاع الانبعاثات ومسؤولية الدول الصناعية عن ذلك.

من جهته، اكد رئيس المفوضية الاوروبية ان انجاز اتفاق لخفض الحرارة دون درجتين «في متناول اليد»، داعيا الجميع الى «تجاوز العقبات الاجرائية» لفتح الطريق امام «اتفاق شامل وملزم» لجميع الدول. وزاد :»مستعدون لخفض الانبعاثات بنسبة 20 في المئة في 2020 عما كانت عليه في 1990 ومستعدون لرفعها الى 30 في المئة اذا كان الاخرون جاهزين لتكثيف جهودهم بطريقة مقابلة». وزاد: «رغم احترامنا لاختلاف مسؤولياتهما وقدراتهما، احض شركاءنا الاميركيين والصينين على مساهمة اكبر في نتيجة ناجحة في المؤتمر»، مضيفا :»يجب ان نحقق خطوة الى الامام الجمعة (غدا) في جهودنا لمعالجة تغيرات المناخ». اما رئيس جزر المالديف المهددة بالغرق، فقال :«يجب الوصول الى اتفاق. لا نريد المؤتمر ان يكون اجتماعا آخر، انها مسألة حياة او موت. ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 1.5 يعني زوال بلدي».

إبراهيم حميدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...