النظام الغذائي المتوسطي يتراجع

12-07-2016

النظام الغذائي المتوسطي يتراجع

يسجل النظام الغذائي المتوسطي المعروف بمنافعه الصحية تراجعًا في ظل تطور أساليب الحياة والعولمة، في اتجاه قد لا يكون من السهل التصدي له بحسب الخبراء.
يتميز هذا النظام الغني بالخضر والفواكه والحبوب وزيت الزيتون البكر بالاستهلاك المعتدل للأسماك ومشتقات الحليب والبيض مع تناول القليل من اللحوم.
هذا النظام الموجود بدرجات متفاوتة في سائر البلدان المطلة على البحر المتوسط، أدرج سنة 2010 على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية من جانب منظمة «اليونسكو» في اليونان وايطاليا واسبانيا والبرتغال والمغرب وكرواتيا وقبرص.
غير أن استهلاك المنتجات المتصلة بهذا النظام الغذائي يسجل تراجعًا مطردًا. يوضح رئيس «الاتحاد الدولي للحمية المتوسطية» لويس سييرا ماخيم لوكالة «فرانس برس» أن هذا الاستهلاك «تراجع في اليونان بنسبة 70 في المئة خلال العقود الثلاثة الاخيرة وبنسبة 50 في المئة في اسبانيا».
وأشار الى ان أقل من 15 في المئة من سكان اسبانيا يتبعون هذه الحمية المتوسطية بشكل تام، في حين يتبعها 50 الى 60 في المئة منهم بشكل مقبول نسبيًا و20 الى 30 في المئة يهملونها تمامًا.
الظاهرة نفسها مسجلة في اليونان وفق انطونيا تريخوبولو من «المؤسسة اليونانية للصحة» التي لفتت الى ان أكثر الملتزمين بهذه الحمية الغذائية هم الأشخاص فوق سن 65 عامًا في حين أن النسبة الأقل من الالتزام تسجل في أوساط الشباب.
ويعود التراجع الى ظواهر عدة وفق سييرا ماخيم الذي تحدث عن «عولمة للعادات الغذائية» مع انتشار «نظام غذائي غربي» مشيرا الى الدور الذي تؤديه السياحة في هذا المجال. ويسجل التراجع الأكبر في المناطق الساحلية خصوصًا في اسبانيا او عند الشواطئ الايطالية على البحر الادرياتيكي.
ولفت الخبير الإسباني الى ان «السياحة غير المضبوطة تؤدي الى زيادة نسبة المقيمين في المدن وتقود الى أنماط غذائية أقرب الى نظام الوجبات السريعة» مما ينعكس زيادة في تناول اللحوم أو مشتقاتها أو مشتقات الحليب والدقيق المكرر وتراجعًا في النظام الغذائي التقليدي.
ويسجل أثر ملحوظ على صعيد الصحة العامة مع ازدياد في معدلات البدانة ونسب الإصابة بالسرطان والأمراض القلبية الوعائية والسكري، في حين كان سكان المناطق التي تعتمد النظام الغذائي المتوسطي حصرًا يعرفون بمعدلات أعمارهم المرتفعة. فمن شأن اعتماد النظام الغذائي المتوسطي مرفقًا بمعدلات مرتفعة من النشاط البدني توفير وقاية بنسبة 80 الى 90 في المئة من حالات الاصابة بالسكري.
وأكدت تريخوبولو ضرورة القيام بخطوات تثقيفية عن منافع النظام الغذائي المتوسطي اذ ان هذه الحمية تلقى رواجًا خاصًا في اليونان «لدى الاشخاص المنتمين الى الطبقات الاجتماعية الأعلى وذوي التحصيل العلمي المتقدم» خلافا للفقراء. ولفتت الى ان هذا الوضع مرده «بشكل أكبر الى مشكلة اجتماعية وتربوية اكثر منه الى مسائل مادية نظرا الى الاسعار المعتدلة للخضر والفاكهة في البلاد» غير أن السكان يعتمدون على هذه المأكولات الصحية بنسب أقل في حين تشجع الاعلانات على استهلاك المنتجات المحلاة او الأطباق الجاهزة.


(أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...