العراق: الضربات الجوية تمنح "البشمركة" تقدماً ميدانياً وأوباما يلمّح إلى أن العملية ستطول

11-08-2014

العراق: الضربات الجوية تمنح "البشمركة" تقدماً ميدانياً وأوباما يلمّح إلى أن العملية ستطول

تصدرت الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة على مواقع تنظيم "داعش" المشهد السياسي في العراق، فيما برزت زيارة قام بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان، وذلك بعد إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن استعداد بلاده للمساعدة في جهود وقف تمدّد "الدولة الإسلامية".
وفي موازاة المشهد الميداني المتحوّل، أخفقت الكتل السياسية العراقية في التوافق على مرشح لرئاسة الحكومة، وذلك عشية انتهاء المهلة الدستورية التي تلزم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بتسمية رئيس الوزراء اليوم، فيما قرر مجلس النواب العراقي، أمس، تأجيل انعقاد جلساته إلى 19 من آب الحالي الحالي.أحد مقاتلي "البشمركة" الكردية خلال مواجهات مع "داعش" في بلدة خازر قرب الموصل، أمس. (د ب أ)
وبعدما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم الجمعة الماضي، أنه "أجاز للجيش الأميركي توجيه ضربات جوية محددة"، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش"، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن قواتها واصلت ضرباتها الجوية في شمال العراق لـ"مساعدة القوات الكردية وحماية الطواقم الأميركية العاملة هناك، وحماية موقع القنصلية الأميركية ومركز العمليات العسكرية الأميركية - العراقية المشتركة".
وأوضحت القيادة المركزية المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط في بيان، أن القوات الأميركية واصلت "هجماتها على الإرهابيين من الدولة الإسلامية في العراق ووجهت بنجاح ضربات جوية متعددة بواسطة مقاتلات وطائرات من دون طيار للدفاع عن القوات الكردية قرب أربيل وعن المواطنين الأميركيين المتمركزين هناك"، وأكد البيان أنه تمّ "تدمير بعض الشاحنات العسكرية وموقع لمدفعية الهاون".
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع في حكومة اقليم كردستان هلكورت حكمت، أن قوات "البشمركة" الكردية تمكّنت من استعادة منطقتي مخمور وكوير غرب أربيل، من مسلّحي "داعش"، مستفيدة من الدعم الجوي الأميركي.
وأكد حكمت أن "الدعم الجوي الأميركي ساعد في تسهيل مهمة البشمركة في طرد تنظيم داعش من هذه المناطق". كما أكد رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي أن قوات "البشمركة" استعادت السيطرة على هاتين المنطقتين.
وأشار حكمت إلى مقتل عدد كبير من مسلحي "داعش"، وشدّد على أن "قوات البشمركة تواصل تنفيذ عملياتها باتجاه ناحية القيارة، إلى الجنوب من مدينة الموصل".
وفي السياق، قال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني إن مسلحي "داعش" قتلوا 500 شخص على الأقل من الأقلية الإيزيدية في العراق خلال الهجوم الذي نفذوه شمال البلاد. وأضاف الوزير أن "المسلحين دفنوا بعض الضحايا أحياء بما في ذلك عدد من النساء والأطفال وأخذوا نحو 300 امرأة سبايا"، مؤكداً أن لدى الوزارة "أدلة قاطعة حصلت عليها من الإيزيديين الناجين من الموت، وصوراً لمواقع الجرائم تظهر بصورة لا تقبل الشك أن عصابات داعش قد أعدمت ما لا يقل عن 500 من الإيزيديين بعد دخولها سنجار".
ولفت السوداني إلى أن "بعض الضحايا ومن ضمنهم نساء وأطفال دفنوا أحياء في مقابر جماعية متفرقة في منطقة سنجار وأطرافها".
وفي مؤتمر صحافي مقتضب عقده قبل مغادرته واشنطن لقضاء عطلة تستمرّ أسبوعين في ولاية ماساتشوستس، قال أوباما إنه لا يعتقد أنه سيحل "هذه المشكلة خلال أسابيع، فالأمر سيستغرق بعض الوقت"، وشدد على أن الولايات المتحدة "ستواصل تقديم المساعدات والاستشارات العسكرية للحكومة العراقية والقوات الكردية"، مشيراً إلى أهمية أن يشكل العراق "على الفور حكومة لا تقصي أحداً".
وفي مؤشر إلى اتفاق اميركي - روسي إزاء التطورات العراقية، اتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة تعزيز القوات العراقية التي تحارب "المتشددين الإسلاميين".
وقال مسؤول أميركي إن "كيري ولافروف اتفقا في مكالمة هاتفية على ضرورة دعم القوات الأمنية العراقية والقوات الكردية في القتال" ضد "داعش".
ولم تخلُ العملية العسكرية الأميركية من الانتقادات، إذ نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين قوله، أمس الأول، إن الهجمات الجوية التي أجازها الرئيس غير كافية للتعامل مع خطر متصاعد لما تصفه الولايات المتحدة بأنه "أغنى وأقوى التنظيمات الإرهابية في التاريخ".
إلى ذلك، وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى العراق، وعقد سلسلة من اللقاءات، شدّد خلالها على ضرورة تشكيل حكومة تشمل كل الأطياف لمواجهة تقدم مقاتلي تنظيم "داعش" شمال العراق.
وقال فابيوس في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي بالوكالة حسين الشهرستاني، في بغداد إن "العراق في حاجة إلى حكومة وحدة واسعة ويجب أن يشعر جميع العراقيين أنهم مُمثلون في هذه الحكومة، كي يشاركوا في هذه المعركة ضد الإرهاب".
وتوجّه فابيوس إلى أربيل حيث التقى رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني الذي دعا "المجتمع الدولي" إلى إمداد الأكراد بالسلاح لدعمهم في مواجهة متشدّدي "داعش". وقال البرزاني بعد لقائه فابيوس، إن الأكراد "لا يقاتلون منظمة إرهابية، بل دولة إرهابية".
سياسياً، أخفقت القوى السياسية العراقية في التوافق على رئيس جديد للحكومة.
وعقد اجتماع، أمس، ضمّ كلاً من رئيس "التحالف الوطني" ابراهيم الجعفري، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، بالإضافة إلى معصوم، في مسعى للتوصل إلى حلّ لهذه المسألة قبل انقضاء المهلة الدستورية اليوم، كما التقى الجبوري رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، و"تمّ بحث آخر التطورات الأمنية والسياسية"، بحسب بيان صدر عن مكتب الأخير.
وفي مؤشر إلى غياب التوافق، قرّر مجلس النواب العراقي تأجيل انعقاد جلساته إلى التاسع عشر من الشهر الحالي، وقال النائب عمار طعمة، إن "هذا التأجيل غير مبرر وغير مقبول، لأن هناك ملفات مهمة مثل النازحين والمهجرين والوضع الأمني إضافة إلى بحث تشكيل لجان البرلمان يجب أن تُعالج".
وحول تسمية مرشح رئاسة الوزراء اكتفى طعمة بالقول إنه "حتى الآن لم يتفق التحالف الوطني على مرشح لهذا المنصب".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...