الأسد ومتكي: للوحدة الفلسطينية

12-01-2010

الأسد ومتكي: للوحدة الفلسطينية

شدّد الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، في دمشق أمس، على ضرورة تكثيف الجهود عربياً وإسلامياً ودولياً من أجل رفع الحصار الخانق المفروض على غزة، وأكدا أهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني. وأعلن متكي أن البلدين يستعدّان خلال شهر للتوقيع على اتفاق لإلغاء تأشيرات الدخول بينهما، معرباً عن «ارتياحه لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان واستمرار هذه الحكومة»، مؤكداً «دعم طهران ودمشق لهذه الحكومة». الأسد خلال لقائه متكي في دمشق أمس
وذكر بيان رئاسي سوري بعد اجتماع الأسد ومتكي، بحضور وزير الخارجية السورية وليد المعلم ومعاونه احمد عرنوس ومعاون نائب الرئيس محمد ناصيف والسفير الإيراني في دمشق، إن الجانبين بحثا «العلاقات الوثيقة التي تربط سوريا وإيران، والرغبة المشتركة في مواصلة تمتينها وتوسيع آفاقها في كافة المجالات، وأهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين بما يخدم مصالحهما ومصالح دول وشعوب المنطقة».
وأضاف البيان «كما جرى بحث المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وضرورة تكثيف الجهود عربياً وإسلامياً ودولياً من أجل وضع حد لمعاناة الفلسطينيين في غزة عبر رفع الحصار الخانق المفروض على القطاع. كما تمّ التأكيد على أهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني».
وحول الأوضاع في العراق، أعرب الأسد ومتكي عن «أملهما في أن تشكل الانتخابات المقبلة نقطة انطلاق نحو إرساء الاستقرار والأمن في العراق ووحدة الشعب، لأن من شأن ذلك أن ينعكس إيجاباً على مستقبل العراق ودول المنطقة عموماً».
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن الأسد وصفه، خلال اللقاء مع متكي، «إيران بأنها دولة قوية في المنطقة»، مشيراً إلى «تعاون طهران ودمشق في الإدارة المشتركة للتطورات الإقليمية بأنه بنّاء ومتنام». ووصف «العلاقات بين طهران ودمشق بأنها استراتيجية وأخوية ووطيدة وطويلة الأمد وجذرية»، مبدياً «تقديره للسياسات الإقليمية التي تنتهجها إيران».
وأشارت «مهر» إلى أن الأسد تطرّق إلى الانتخابات البرلمانية في العراق، معتبراً «إياها مصيرية ومؤثرة بالنسبة للمنطقة»، فيما ذكرت وكالة «ارنا» الايرانية إن الأسد أدان الانفجارات الأخيرة التي وقعت في العراق، مؤكداً «ضرورة إزالة العوائق التي تعترض مسيرة التعاون بين دمشق وبغداد». وشدّد على «ضرورة التعاون الإقليمي لإفشال مؤامرات القوى الأجنبية لتعزيز تواجدها في المنطقة».
وذكرت «مهر» و«ارنا» إن متكي أشار إلى الأزمات الراهنة في المنطقة و«من بينها الأوضاع المقلقة والآفاق المظلمة في أفغانستان والعراق وفلسطين واليمن»، معتبراً أن «هذه الأوضاع ناجمة عن تواجد وتدخل القوات الأجنبية وتآمر القوى الكبرى لبث الفرقة بين دول المنطقة». ولفت إلى «فشل السياسات الأميركية في المنطقة خلال السنوات الثماني الماضية، والتي أدت إلى اتساع نطاق زعزعة الأمن والاستقرار وانتشار التطرف والإرهاب في المنطقة»، مضيفاً إن «التطرف لا يعرف حدوداً جغرافية، وان تكرار هذه السياسات الفاشلة في أي منطقة لن يؤدي سوى إلى النتائج المذكورة».
وقال متكي إن «الحل العادل والمشرف والدائم للقضية الفلسطينية رهن باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتحرير الأراضي المحتلة بشكل كامل، وعلى هذا الأساس فإن التجربة أثبتت أن أي خطة تفتقد إلى المقومات اللازمة لتحقيق هذه المطالب المشروعة سيكون مصيرها المحتوم الفشل والإخفاق».
وأعلن متكي، الذي عقد اجتماعاً ثنائياً مع المعلم قبيل مغادرته دمشق، أن محادثاته مع الأسد كانت «جامعة وشاملة»، موضحاً أن «هناك تطورات جيدة في التحضيرات لإلغاء التأشيرات بين البلدين، وسنعمل على التوقيع على الوثائق خلال شهر حيث تجري الاستعدادات من أجل ذلك».
ورأى متكي أن «التحولات والتطورات في المنطقة انعكست إيجاباً على لبنان. وقد ناقشنا الوضع الفلسطيني، ونحن نرى أن هناك تهديدات إسرائيلية جدية، لأن الإسرائيليين مصدر تهديد للمنطقة بشكل دائم، واتفقنا على دعم عودة الحقوق الفلسطينية». وأضاف «بحثنا الأوضاع الصعبة والمقلقة في كل من باكستان وأفغانستان الحدوديتين لنا. لسوريا دور بناء في مساعدة العراق على أمنه واستقراره، وهناك اتفاق في وجهات النظر بين بلدينا في هذا الجانب».
والتقى متكي في مقر السفارة الإيرانية في دمشق المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل. ونقلت «ارنا» عن متكي إعرابه عن «ارتياحه لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان واستمرار هذه الحكومة»، مؤكداً «دعم طهران ودمشق لهذه الحكومة».
وشدد متكي، خلال اجتماعه مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، في السفارة، على «استرداد كامل حقوق الشعب الفلسطيني وتحرير الأراضي المحتلة»، معتبراً أن «المقاومة حق شرعي وقانوني للشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم». وأكد شلح أن «انتصار الحق على الباطل هو وعد إلهي».
وكان الأسد استعرض، خلال ترؤسه اجتماع القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، «الإنجازات التي حققتها سوريا خلال المرحلة الماضية، وكذلك الصعوبات التي واجهتها. كما تحدث عن أهم التطورات السياسية الراهنة وما يشهده الوضع الإقليمي من حراك سياسي مفتوح على مختلف الاحتمالات».
وأكد الأسد «تمسك سوريا بثوابتها القومية والوطنية وحرصها على دعم صمود الشعب العربي في مواجهة محاولات النيل من استقلاله وسيادته»، مشددا على «ضرورة بذل كل الطاقات من أجل دعم نضال الشعب الفلسطيني وتحقيق وحدته كسبيل لنيل حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس». كما تحدث عن «الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن الشقيق»، مؤكدا «وقوف سوريا مع وحــدته واستــقراره من دون أي إملاءات أو تدخــل خارجي».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...