الأسد مستعد لترسيم الحدود مع لبنان: لا فرق بين يمين ويسار إسرائيلي

02-04-2009

الأسد مستعد لترسيم الحدود مع لبنان: لا فرق بين يمين ويسار إسرائيلي

أكد الرئيس بشار الاسد، امس، ان بلاده مستعدة للبدء في ترسيم «كل الاراضي والحدود» مع لبنان، مشيراً إلى أن قضية مزارع شبعا المحتلة مرتبطة بالانسحاب الإسرائيلي منها، وجدد في الوقت نفسه رفضه «فك الارتباط» مع ايران، معتبراً أن بداية العلاقة مع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، جيدة.
وقال الاسد في مقابلة مع صحيفة «الشرق» القطرية، تنشر اليوم الخميس، حول العلاقات مع لبنان وملف مزارع شبعا، ان «هذه الاراضي محتلة من قبل إسرائيل.. العلاقة الحدودية بين الدول هي علاقة ثنائية لا تمر عبر الأمم المتحدة، ونتفق على ملكية الاراضي ونرسم الحدود المتفق عليها ونخبر الأمم المتحدة ما اتفقنا عليه».
وأضاف الرئيس الأسد لرئيس تحرير الصحيفة جابر الحرمي «قلنا للبنانيين وللأمم المتحدة أولاً أن تنسحب إسرائيل»، ثم تساءل «لماذا ليسوا (اللبنانيون) قلقين على كل الحدود الشمالية والقلق فقط على مزارع شبعا؟». واستطرد «نحن مستعدون مباشرة أن نبدأ الترسيم، وسنبدأ بكل الأراضي والحدود الأخرى التي بحاجة للترسيم».
وتطرق الأسد إلى ملف المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قائلاً «حتى الآن، ليست لدينا اي معطيات بشأن اي شيء، وقد أعلنا بشكل مسبق أن أي علاقة بين المحكمة ودولة سوريا تخضع لاتفاقية مع سوريا».
وتحدّث الرئيس الأسد الذي يزور سلطنة عمان اليوم، عن علاقة سوريا مع «حزب الله». وقال «هو لديه قضية مع العدو الإسرائيلي ونحن لدينا القضية ذاتها، وبالتالي ندعمه من هذا المنطلق، هذا من جانب. ومن جانب آخر، هو حزب وطني لديه أجندة دينية ضمن وطنه لبنان، ونحن نعتبره حزباً وطنياً، ومن الطبيعي أن تكون لدينا معه علاقة جيدة». وتابع «نحن ندعم المقاومة. ونحن لا نستطيع أن نحرك مقاومة او نخلق مقاومين، المقاوم لا يخلقه سوى الاحتلال والعقيدة التي تربّى عليها».
وسئل الأسد عن غياب المقاومة في الجولان السوري المحتل، فقال «بالنسبة الى المقاومة في الجولان، فلديها أسباب موضوعية، خصوصاً أن الجولان في معظمه ليس فيه سكان، وهذه إحدى النقاط، وقد حصلت عملية تهجير للسكان في العام 1967 وبالتالي لا توجد فيه سوى أعداد بسيطة وعملية المقاومة تحتاج لحجم بشري».
وتابع الأسد «وفي الجولان، أبيدت القرى ولم يبق سوى ثلاث قرى مستقلة، فلا يوجد لديك المتطلبات الأساسية للمقاومة، هذا بالإضافة الى طبيعة الأرض، وهو عامل آخر». وخلص الى القول «لا بد من أن يأتي اليوم ونتحرر بالسلام او بالحرب، ولكن عندما يفقد المواطن الأمل، سيذهب باتجاه المقاومة بشكل او بآخر».
وعن الحكومة الاسرائيلية اليمينية الجديدة، قال الاسد «اعتقد أنهم جميعاً مثل بعضهم، فـ(ارييل) شارون ارتكب مجازر في فلسطين، و(ايهود) باراك كان داعماً لحرب غزة، فليس هناك فرق بين يمين ويسار» في اسرائيل. وأضاف «لدينا أسس، ومن يلتزم بها لا يشكل عندنا مشكلة».
واعتبر الرئيس السوري انه «منذ حرب فلسطين الى احتلال الجولان، كل شيء يأتي هو أكثر عداء لإسرائيل»، مضيفاً «ربما لا يأتي جيل يقبل بالتحدث بالسلام، والآن هناك نمو لفكرة المقاومة.. إن إسرائيل تذهب باتجاه مستقبل ليس من مصلحتها، وبالمحصلة كل الناس تذهب باتجاه المقاومة.. هذا مؤكد لمصلحة العرب».
وبشأن مبادرة السلام العربية التي وصفها بانها «ميتة»، ذكر الأسد انه «في الدوحة قلنا تعليقاً، وقلنا ماتت، والحقيقة هي معلقة وهي ميتة، لأنه منذ ان اعلنت ليس لديها شريك، وإذا لم يكن لديها شريك فهي غير موجودة، هي موجودة في عقولنا وعلى الورق، ولكنها فعلياً غير موجودة». واضاف «اسرائيل قتلتها وشارون قتلها. فمن يريد أن يحرك المبادرة عليه ان يأتي بالشريك، وهذا يفتح مبادرة فاعلة، فالتفعيل ليس بيدنا.. التفعيل بيد إسرائيل، عندما تقر بعملية السلام تصبح المبادرة مفعّلة بكل بساطة».
ورأى الرئيس السوري ان القرارات التي اتخذتها القمة العربية الأخيرة في الدوحة «من أكثر القرارات وضوحاً بين القمم التي عقدت في التسعينيات او في السنوات العشرين الماضية». واوضح «استطيع ان اقول انه منذ العام 2000 إلى اليوم، قمة الدوحة من أفضل القمم من ناحية القرارات التي عكست الوضع العربي بشكل عام وعكست تعلمنا كعرب من أخطائنا».
وفيما نفى الأسد أن تكون بلاده تعطل الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني في القاهرة، قائلاً «ماذا نربح من عدم إتمام المصالحة؟»، اعتبر رداً على سؤال حول مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، إن «أي قرار دولي يجب الا يكون أعلى من أي قرار وطني حتى لا نتحول إلى دول مستعمرة».
وعما إذا كانت سوريا تعرّضت لترغيب وترهيب من قبل أطراف خارجية لفك ارتباطها بإيران، قال «نعم تعرّضنا، وأولاً يجب أن نسأل: لماذا نقوم بهذا الفك؟». وتابع «نرى ان ايران تقف معنا في مراحل صعبة وإيران تقف مع القضية الفلسطينية.. ثانياً ما الفائدة وماذا نربح عندما نبتعد عن دولة كبيرة أساسية مؤثرة موجودة في منطقتنا؟».
وحول علاقة بلاده مع الإدارة الأميركية الجديدة، قال الأسد «يمكن ان اقول ان البداية جيدة، لأنه لم تعد هناك إملاءات عندما نتحاور، وهناك استعداد لسماع رؤيتنا تجاه القضايا المختلفة».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...