أوروبـا «تتصــارع» كـرويــاً اليــوم

07-06-2008

أوروبـا «تتصــارع» كـرويــاً اليــوم

ستعيش أوروبا، ابتداءً من الليلة وحتى الـ29 من الشهر الجاري، أمسيات استثنائية لا تعرفها سوى مرّة واحدة كل أربع سنوات.إنها كأس أوروبا التي تشغل بلدان القارة العجوز المتأهّلة صورة مركّبة للبرتغالي كريستيانو رونالدو (إلى اليمين) والتركي نهاد قهوجي اللذين سيلتقي منتخباهما في جنيف اليومإليها وحتى تلك الواقفة في صفّ المتفرجين بعد فشلها في التصفيات النهائية. مكاتب المراهنات والمقاهي والساحات العامة حاضرة لاستقبال المشجعين المهووسين بالمستديرة، كما هي حال البلدين المضيفين سويسرا والنمسا اللذين سيتقاسمان «الجبنة» لناحية الاستضافة، كون البطولة ستفتتح في الأولى وتختتم في الثانية.بدقّة الساعات السويسرية، عملت البلاد التي تتغنّى بتعدّد اللغات في مدنها المختلفة، لوضع لمساتها الخاصة على النواحي التنظيمية، والأمر عينه ينطبق على النمسا التي بقيت لفترة طويلة في ظلّ جارتها «العملاقة» ألمانيا.
تحضيرات البلدين بدأت حتى قبل إطلاق صافرة نهاية البطولة الماضية في البرتغال عام 2004، إذ جيّش السويسريون والنمسويون جميع أفراد المجتمع للعمل على إخراج البطولة القارية بأبهى حلّة، وحتى إنهم لم يتخلّفوا عن الاستعانة بخبرات جيرانهم، وخصوصاً هولندا مضيفة البطولة مناصفة مع بلجيكا عام 2000، وألمانيا صاحبة الباع الطويلة، التي أوفدت أفضل رجال الأمن لديها للمساعدة في وضع حدّ لظاهرة «الهوليغانز» المعروفين باجتياحهم للملاعب في كل مكان.
16 منتخباً ستتنافس على لقب النسخة الثالثة عشرة، هي: سويسرا، تشيكيا، البرتغال وتركيا (المجموعة الأولى)، والنمسا، كرواتيا، ألمانيا وبولونيا (المجموعة الثانية)، ورومانيا، فرنسا، إيطاليا وهولندا (المجموعة الثالثة)، والسويد، إسبانيا، روسيا واليونان حاملة اللقب (المجموعة الرابعة).
ولا يختلف اثنان على أنه كما جرت العادة في كأس أوروبا، يصعب التكهّن بهوية «الفافوري» للفوز باللقب، إذ إن مستويات المنتخبات غالباً ما تكون متقاربة إلى حدّ بعيد فتحضر المفاجآت من أول مباراة وحتى النهائي المنتظر.
وبالعودة إلى الذاكرة، يمكن إثبات صحة هذه المقولة، إذ لم يتصوّر أحد أن تخطف الدنمارك اللقب عام 1992 من ألمانيا بطلة العالم وهي التي دخلت إلى البطولة ضيفة من الباب الضيّق، كما تكرّر السيناريو في البطولة الأخيرة التي دخلها لاعبو اليونان «صغاراً» وخرجوا منها «قياصرة» متوّجين باللقب القاري لأول مرّة في تاريخهم.
«هيستيريا» كأس أوروبا لن تصيب إنكلترا هذه السنة، إذ إن منتخب البلاد التي اخترعت اللعبة الشعبية الأولى في العالم فشل في حجز بطاقةٍ مؤهلة إلى النهائيات، تاركاً الخيبة عند شعب مجنون بكرة القدم بكل ما للكلمة من معنى، وما اعتبره أصحاب مكاتب المراهنات نكسة، والحانات كارثة، وهؤلاء بحسب الإحصاءات سيخسرون أرباحاً قيمتها نصف مليار دولار من عائدات بيع البيرة إلى المشجعين الذين لن يحضروا بنفس العدد الذي يحشدونه خلال مباريات المنتخب الانكليزي!
إلا أنه لا بدّ من القول إن سويسرا والنمسا هما الأكثر سعادة بغياب «منتخب الأسود الثلاثة» عن البطولة، إذ إن مشاغبيه كانوا سيخدشون رقيّ أمسيات جنيف و«ليالي الأنس» في فيينا. لكن الحساسية من دون شك لن تكون غائبة عن المباريات، وخصوصاً بين البلدان القريبة من بعضها البعض، أمثال: ألمانيا وبولونيا، إذ رفعت صحافة الأخيرة مطالبها إلى لاعبي منتخبها بالثأر من الألمان الذين لم يبخلوا على جيرانهم بالبطش خلال الحرب العالمية الثانية، وأفردت إحدى الصحف صورة للمدرب الهولندي ليو بينهاكر يحمل بيديه رأسي نظيره الألماني يواكيم لوف وقائد «المانشافت» ميكايل بالاك.

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...