أعضاء مجلس النواب اللبناني وموسم الهجرة إلى الخارج

03-07-2007

أعضاء مجلس النواب اللبناني وموسم الهجرة إلى الخارج

الجمل:   نقلت وكالات الأنباء والإعلام، أخبار مغادرة عشرات أعضاء مجلس النواب اللبناني المعادين لسورية إلى الخارج، عاد منهم البعض، وبقي عشرون نائباً، يقيمون بصورة شبه دائمة في المهجر.
بررت أجهزة الإعلام والصحافة الأمر باعتباره نابعاً من رغبة هؤلاء النواب في حماية أمنهم الشخصي والحفاظ على أرواحهم، ولكننا في قسم الدراسات والترجمة الخاص بصحيفة الجمل، نعتقد من خلال متابعتنا للشأن اللبناني، أن الأمر أعقد من ذلك، وله جذوره العميقة، وأبعاده غير المعلنة التي يعرفها ويدركها هؤلاء النواب تماماً. يعرف هؤلاء النواب أنهم تقدموا للترشيح لمجلس النواب اللبناني، ونالوا ثقة الناخبين اللبنانيين من أجل التصدي للشأن العام اللبناني وحل أزماته المستعصية، وليس للسفر والإقامة في الخارج، فربان السفينة الغارقة يجب أن يكون آخر من يغادرها، حتى لو كانت حياته وروحه ثمناً لذلك، هكذا تقول المثل والقيم الأخلاقية، فكيف  بأعضاء مجلس النواب اللبناني الذين تركوا لبنان وتخلوا عن سفينته بلا خجل ولا ضمير وهي تترنح باللبنانيين الذين هتفوا لهم ومنحوهم الأصوات الانتخابية التي حملتهم الى كراسي ومقاعد مجلس النواب اللبناني.
• مستنقع قوى 14 آذار:
قبيل دوي انفجار السان جورج الذي أودى بحياة رفيق الحريري ومرافقيه، بدأت تعلو أصوات بعض السياسيين اللبنانيين، التي كانت تتوعد سورية، خاصة الزعيم وليد جنبلاط، والمدان بالقتل العمد سمير جعجع زعيم حركة القوات اللبنانية.. وكان واضحاً على خلفية المشهد السياسي السائد آنذاك، أن لبنان سوف يشهد حالة استقطاب، وأن الاحتقانات بدأت تلقي بظلالها على البيئة السياسية اللبنانية.. وعندما وقع الانفجار ورحل رفيق الحريري، برز زعماء قوى 14 آذار (وكأنما كانوا على موعد مع الحدث الكبير)  بتكتلهم الذي قسم الساحة اللبنانية إلى معسكرين، هما: معسكر المؤامرة، ومعسكر المقاومة.
وقبل أن ينجلي دخان الانفجار، ويتم تحديد المسؤول، بادر زعماء المؤامرة في بيروت بتوجيه الاتهام إلى سورية، وأما في واشنطن فقد تبرعت اليهودية باولا دوبريانيسكي باختيار الاسم والهوية لـ(الثورة الملونة) الجديدة، (ثورة الأرز)، وكأنما كانت اليهودية باولا على موعد مع الحدث أيضاً.
• أعضاء مجلس النواب اللبناني.. وموسم الهجرة إلى الخارج:
الأم  المعلن هو الرغبة في حماية السلامة والأمن الشخصي، ولكن ما هو غير معلن، يتمثل في أن هؤلاء النواب الذين فضلوا الإقامة في الخارج هم الأكثر علماً ودراية بحقيقة الأمور.
- الاغتيالات التي تمت بدءاً من رفيق الحريري وحتى وليد عيدو، كانت جميعها شخصيات سياسية، معادية لسورية، ما عدا الشهيد جورج حاوي.
- تم التخطيط والتنفيذ لهذه الاغتيالات بعناية فائقة بواسطة أطراف خارجية نافذة القوة وضليعة في العلميات الاستخبارية وشؤون إدارة الحرب السرية.
- الهدف من هذه الاغتيالات هو تلفيق التهم ضد سورية وزعزعة استقرار لبنان، وتجريده من سلاح المقاومة، وجعله أعزلاً في مواجهة غزو واحتلال القوات الإسرائيلية.
- استغلال وتوظيف حكومة السنيورة وقوى 14 آذار في عملية التغطية على الاغتيالات، وتقديم التسهيلات للقوى الأجنبية، ممثلة في  إسرائيل، أمريكا، وفرنسا، من أجل استخدام لبنان كقاعدة عسكرية أمامية، توفر الإسناد والدعم اللازم في المواجهات الشرق أوسطية القادمة.
النواب اللبنانيون الذين فضلوا الإقامة في الخارج يعرفون ويدركون جيداً، أن حكومة السنيورة وقوى 14 آذار لن توفران لهم الحماية اللازمة إذا قررت الأطراف الأجنبية أن أوان تفجيرهم وتوظيف أرواحهم ودمهم ضد سورية والمقاومة اللبنانية قد حان، وأيضاً لن يتوقف الامر في حدود عدم الحماية، وإنما سوف تتبرع حكومة السنيورة وقوى 14 آذار بالمساعدة في لفلفة التحقيق وطمس الحقائق بحيث يمضي السيناريو في الاتجاه المحدد بواسطة الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجماعة المحافظين الجدد، وسوف يحدث فيهم مثلما حدث مع جماعة فتح الإسلام التي يعرفون مأساة بدايتها عندما تم جلب عناصرها تحت سمع وبصر حكومة السنيورة وبإشراف ودعم قوى 14 آذار، وأيضاً عندما شرع هؤلاء في ذبح عناصر هذه الجماعة وسط دهشة الجميع.
• النواب المهاجرون.. مأساة السؤال، ومأساة الإجابة:
الحوار مع الذات لا يحتاج إلى براعة.. فكل إنسان مهما كان لا مبالياً وعقله صغيراً، يجلس مع نفسه محاوراً ذاته.. و(برافو) على هؤلاء النواب فقد أدركوا أنهم ذبحوا عندما ذبح الثور الأبيض.. وفهموا أن قوى 14 آذار ومعسكر أعداء سورية قد أصبح (مفخخاً) من الداخل بواسطة القوى الأجنبية وبمباركة زعمائه: أولهم جعجع، فهو يعرف أنه يعرف.. وثانيهم وليد جنبلاط وهو يعرف ولكنه يدّعي أنه لا يعرف.. وثالثهم الشيخ سعد الذي لا يعرف أنه يعرف، برغم أنه الوكيل الذي يقدم المال والغذاء والكساء لجماعة فتح الإسلام، وبعد زيارة ديفيد وولش أبطلوا دوره كمتعهد ووكيل لهذه الجماعة.. و(حدث ما حدث بعد ذلك).. ولكن الشيخ سعد، مازال وسط دهشة الجميع لا يعرف أنه يعرف.
هاجر أعضاء مجلس النواب اللبناني، لأنهم أدركوا تماماً أن عداءهم لسورية سوف يتم استغلاله بواسطة أعداء سورية، بحيث يتم توظيف نعوشهم ومراسم مآتمهم في توفير الزخم وتوليد طاقة العداء لسورية.
هاجر أعضاء مجلس النواب اللبناني، لأنهم أدركوا أن وجود حكومة السنيورة وسيطرة قوى 14 آذار رهين بالعداء لسورية، وعندما يخبو العداء لسورية ويبدأ الرأي العام اللبناني في إعادة النظر والقراءة الصحيحة لمعطيات الوقائع وتداعيات الأحداث، وتصبح حكومة السنيورة وقوى 14 آذار مهددة بالانكشاف وافتضاح الأمر.. تسارع الإيادي الخفية بحثاً عن (كبش فداء جديد)، من أبطال (ثورة الأرز)، وقد أدرك هؤلاء النواب أن دورهم قد بات وشيكاً، وهكذا قرروا الإفلات والنجاة عن طريق السفر والهجرة، والبقاء خارج لبنان، على النحو الذي يلغي دورهم، وحتى تكون أرواحهم بعيدة وفي منأى عن (يد عزارئيل المفخخة)، الباحثة عن الوقود اللازم لتشغيل ماكينة العداء لسورية وللمقاومة اللبنانية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...