أول معاهدة لحماية حقوق المعوقين

12-09-2006

أول معاهدة لحماية حقوق المعوقين

بعد خلافات حادة بين وفود الدول التي شاركت في مشاورات طويلة استمرت اكثر من عشرة أيام نجحت الأمم المتحدة في تمرير أول معاهدة دولية لحمايةحقوق المعوقين.

رغم المفاوضات العسيرة التي شهدتها اجتماعات الدورة الثامنة للجنة إعداد اتفاق« حماية وتعزيز حقوق المعوقين وكرامتهم» شكل إنجاز المعاهدة الاولى من نوعها تحولاً كبيراً في التعاطي الدولي مع أصحاب الاعاقة البالغ عددهم 650 مليوناً على الصعيد العالمي، اي نحو 10% من سكان العالم، لكن فاعلية المعاهدة التي يبدأ العمل بها عام 2008 تبقى مرهونة في التزام الدول المعنية، خصوصاً ان 80% من المعوقين يعيشون في دول العالم الثالث، كما لايذهب 90% من الاطفال المعوقين في البلدان النامية الى المدارس، وتلزم المعاهدة البلدان بتحسين أوضاع المعوقين على مراحل، تتضمن تشييد مرافق جديدة وتحسين فرص حصولهم على التعليم والمعلومات واعتماد تدابير ترمي الى القضاء على الممارسات التمييزية ضدهم، مثل إلغاء القوانين التي تفرق بين المعوقين والاصحاء، كما تدعوها الى حل المشاكل الخاصة بتنقل المعوقين والخدمات الصحية والتوظيف والتأهيل والمشاركة في الحياة السياسية، وتؤسس كذلك آلية دولية لرصد تنفيذ هذه التعهدات، ويتوقع أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاق في دورتها الواحدة والستين في أيلول( سبتمبر) المقبل. ‏

وشارك في الاجتماع، إضافة الى الوفود الرسمية، عدد كبير من المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق المعوقين. وتعمل لجنة الصوغ التابعة للجمعية العامة التي تضم كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة منذ العام 2001 للتوصل الى اتفاق في شأن المعاهدة، وهنأ رئيس الجمعية العامة يان الياسون اعضاء الوفود المشاركة بالتوصل الى اتفاق قائلاً:« انتم تبعثون برسالة رائعة الى العالم، رسالة مفادها اننا نريد الحياة والكرامة للجميع، وان جميع الناس متساوون» ‏

غير أن« الرسالة» التي تحدث عنها الياسون لم تكن محل اتفاق الجميع، اذ صوتت 102 دولة لمصلحة المعاهدة، وعارضتها خمس دول هي :« اسرائيل» والولايات المتحدة واستراليا وكندا واليابان، فيما امتنعت ثماني دول عن التصويت، بعدما أصرت المجموعة العربيةعلى ان تتضمن المعاهدة معاناة المعوقين« تحت الاحتلال» في اشارة الى اسرائيل، واثار الاقتراح حفيظة مندوبي واشنطن وتل أبيب اللتين اعتبرتا الطلب« تسييساً للمعاهدة» فتم التوصل الى تسوية تكتفي بذكر الاحتلال« كمصدر خطر للمعوقين» في مقدمة النص، بدلاً من ادراجها ضمن البنود الرئيسية. ‏

ووصفت مديرة« المنظمة العربية للمعوقين» هبة هجرس التي شاركت في المشاورات الاتفاق بأنه « نقلة نوعية لقضية المعوقين» وشددت على أهمية ذكر المعاناة تحت الاحتلال، مؤكدة أن« كل ما نطلبه هو حماية المعوقين بمختلف اعاقاتهم وظروفهم، وهم تحت الاحتلال وفي النزاعات المسلحة يعانون خطراً أكبر، ويحتاجون اهتماماً وعناية أكبر، سواء في فلسطين او لبنان أو غيرهما». ‏

مشيرة الى أن معظم المعوقين يتركون في القرى عند اخلائها او يتم ترك أجهزتهم المساعدة على الأقل. ‏

خديجة محمد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...