«أفضل امرأة عربية» شهادة تقدير أم إساءة؟

17-06-2010

«أفضل امرأة عربية» شهادة تقدير أم إساءة؟

إذا كانت الأم هي أفضل امرأة بعيون أبنائها وبناتها، فهل تبقى الأفضل في نظر كنّتها، مثلاً؟ يبقى الجواب نسبياً، فما هو محبب لشخص لا يكون بالضرورة مستساغاً لدى شخص آخر.

منتصف الشهر الماضي، أقامت الطبعة الإماراتية لمجلة «لوفيسيل» الفرنسية حفلة توزيع جوائز «نساء العام» في أبو ظبي، شملت فئات الأعمال والموسيقى والفن والأزياء والعمل الإنساني، وغيرها. وجاء في عنوان الخبر «توزيع جوائز أفضل امرأة عربية»، علماً أن التسمية التي وردت في الخبر هي «امرأة العام». واعتبرت رابحات الجائزة حافزاً على المضي قدماً في أعمالهن وابتكاراتهن.

ليست المرة الأولى التي تقام فيها حفلات مماثلة مخصصة لإنجازات نسائية. لكن ما يسترعي الانتباه عبارة «أفضل امرأة عربية». فمن هي أفضل هذه المرأة؟ للوهلة الأولى، تتراءى الأم، ربما، لمن يطرح هذا السؤال على نفسه، ويود الإجابة عليه. ولا تلبث سبحة الأسماء، لا بل فئات النساء تكر: الأم المعيلة، المناضلة، سيدة الأعمال، فاعلة الخير، الشهيدة، الفنانة... وتطول القائمة بحسب وسع اطلاع الشخص (رجلاً أم امرأة) وانفتاحه، وتقبّله أن يمنح لقب «الأفضل» - أو أي فعل آخر من أفعال التفضيل - لنساء من غير الأقرباء والمقرّبين.

أم فتحي خمسينية، بائعة خضروات جاهزة للطبخ، وسط القاهرة، تجيب: «...الست أم طارق التي تبيع الخبز عند أول الشارع، فهي أرملة تجري على ست عيال، أكبرهم طارق ولد معتوهاً، وأصغرهم الواد حسن اسم الله عليه في ثالثة ابتدائي، ولكنه مسكين مصاب بداء السكري. أو أنا، فقد ربيت أبنائي الأربعة بعد ما طفش زوجي بعد انتقالنا إلى القاهرة. وكلهم تزوجوا الآن، لكن أحوالهم المادية صعبة، وأنا أساعدهم وأساعد أحفادي. أو ممكن نختار أحسن واحدة نانسي عجرم لأنها عسل...».

وتبقى محاولات الخروج باسم يصلح لترشيحه ضمن قائمة «امرأة العام» أو «أفضل امرأة»... فاشلة!

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...