الفراغ السياسي الذي تملؤه العصابات

05-06-2006

الفراغ السياسي الذي تملؤه العصابات

قدم نير روسن -الباحث في مؤسسة نيو أمريكا فونديشن New America Foundationوالصحفى والمراسل المتخصص في موضوع الوجود الأمريكي في العراق وأفغانستان - كتاب بعنوان " في بطن الطائر الأخضر" حول الوضع بالعراق والموقف الامريكى واستوحى العنوان من حديث منسوب إلى النبي (ص) فحواه أن أرواح الشهداء تظل داخل طيور خضراء بها ضياء معلقة بعرش الرحمن.تقوم رؤية الكايب الاساسية فى هذا الكتاب لان الولايات المتحدة ببساطة تخسر معركتها في العراق خاصة حينما سمحت بوجود فراغ سياسي تم ملؤه بالعصابات المسلحة، والميليشيات والمتمردين ورجال الدين المتطرفين -على حد قوله-. وأن الولايات المتحدة منذ شهر إبريل 2003 ذهبت من فشل إلى فشل أخر. ومنذ مرحلة ما قبل الحرب، كان الخطاب السياسي الأمريكي والحسابات الإستراتيجية إما غير محسوبة في أحسن الأحوال وأما كاذبة ومضللة في أحيان أخرى .
ويتألف الكتاب من سبعة فصول ومقدمة وخاتمة. ويورد المؤلف في مقدمة كل فصل بعض الإحصاءات عن عدد القتلى بين الجنود الأمريكيين وعدد القتلى في صفوف المدنيين العراقيين وأحيانا عدد السجناء والمعتقلين خلال الفترة الزمنية التي يتناولها كل فصل.
فى الفصل الأول تحدث المؤلف عن تاريخ الشيعة في العراق وواقعهم تحت حكم صدام، والاختلاف بين المرجعيات والتيارات السياسة مثل تيار الصدر وحزب الدعوة، وتنامي دور المرجع الشيعي أية الله على السيستاني بعد ذلك.وفى
الفصل الثاني الذي جاء بعنوان "المغول الجدد: صيف وخريف 2003" أفرد للحديث عن واقع السنة بعد الغزو الأمريكي للعراق، والمواجهات فيما أطلق عليه مثلث السنة، وأهم رموز وقادة السنة العرب مثل الشيخ الكبيسي ودوره بعد عودته من الإمارات وجبهة علماء المسلمين وشيوخ العشائر السنية والحزب الإسلامي.ثم تطرق فى الفصل الثالث من الكتاب الى تفاصيل العمليات العسكرية لقوات التحالف في 11 مدينة في مناطق السنة، والعمليات العسكرية الأمريكية على الحدود العراقية السورية. وما تخلل هذه المرحلة من الكشف عن فضيحة سجن أبو غريب. و تناول فى الرابع التوتر الطائفى بين السنة والشيعة وسرد فى بقية الفصول معركة الفلوجة واثارها السلبية على صورة الولايلت المتحدة وصعودالمجموعات الإسلامية المسلحة في العراق وتزايد دور تنظيم القاعدة والتي أصبح اسم الزرقاوي آنذاك رمزا لها.ثم تفاصيل الانتخابات التشريعية الاولى بالعراق وزيادة التوتر الطائفى.
ويبني المؤلف افتراضه الرئيسي في هذا الكتاب على أساس أن حربا أهلية ناتجة عن التوترات الطائفية بدأت واستمرت في العراق منذ ربيع عام 2004. و جهود الأمريكيين للسيطرة على زمام الأمور العراق قد غذت التوترات الطائفية واستخدمتها ولو جزئيا وغرست بذور الحرب الأهلية بعد تحقيق النصر في أبريل 2003. ويرى أن التعاون بين مجموعات من السنة والشيعة كان قائما في مناهضة الاحتلال الأمريكي ولو لفترة وجيزة وعلى نحو هش، ولكن العنف المتزايد والمتواصل المصاحب للتوترات والهجمات ذات الطابع الطائفي قضى على أي فرص للتعاون بين بينهما في مقاومة الاحتلال. وفي إطار تحليله المتشائم لواقع ومستقبل الصراع في العراق، يتوقع روسن أن تستمر الحرب الأهلية في العراق بغض النظر عن السياسة التي ستنتهجها الولايات المتحدة هناك. وأطلق على العراق واصفا اياها مستقبلا "جمهورية الخوف"

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...