روسيا والصين: محاربة الإرهاب في سورية يجب أن تتم بالتعاون مع الحكومة السورية

28-09-2014

روسيا والصين: محاربة الإرهاب في سورية يجب أن تتم بالتعاون مع الحكومة السورية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مكافحة الإرهاب في سورية يجب أن تتم بالتعاون مع الحكومة السورية التي أعلنت عن استعدادها لذلك وبالاعتماد على ميثاق الأمم المتحدة.

وقال لافروف في كلمة له أمس السبت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والستين “إننا نرى اليوم أن المنظمات الإرهابية انتشرت في المنطقة.. وروسيا منذ بداية الأزمة في سورية دعت إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وهي تساهم مساهمة ملحوظة في ذلك من خلال توريد الأسلحة إلى العراق وسورية والدول الأخرى في المنطقة من أجل مواجهة الخطر الإرهابي وستواصل دعم جهودها في هذا الشأن”.

وأضاف لافروف “إن واشنطن تستخدم منطق القوة من جانب واحد في كل المناطق وهي لم توفق في عملياتها الخارجية بحجة حماية مصالحها فالتحالف الدولي ضد الإرهاب الذي أعلنت عنه يتحرك بشكل مخالف للمجتمع الدولي”.

وشدد لافروف على أهمية توحيد الجهود من أجل القضاء على الإرهاب والعمل على إجراء تحليل عميق لأسباب ظهور المنظمات الإرهابية ومن بينها تنظيم “داعش” وعدم الاكتفاء بمحاربة عوارض هذا المرض مشيراً إلى أنه لا بد من البحث عن حلول للنزاعات الأخرى مثل النزاع العربي الإسرائيلي الذي يعتبر أحد العوامل المهمة التي تشجع تطور الإرهاب في المنطقة.

واعتبر لافروف أن حلف الناتو غير قادر على تغيير سياسته التوسعية التي قام عليها فهو يعمل على الصعيد الدولي خلافاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول ويحاول أن يقرر مصير الدول الأخرى.

وقال لافروف “إن واشنطن ما زالت تعتقد أن من حقها استخدام القوة في كل مكان في العالم دفاعاً عن مصالحها الجيوسياسية رغم أن كل عملياتها العسكرية لم تتكلل بالنجاح والدليل هو ما حصل في يوغسلافيا والعراق وليبيا وأفغانستان حيث انتشرت الفوضى فيها”.

ولفت لافروف إلى أن الجهود الدبلوماسية وحدها هي القادرة على معالجة الأزمات الكبرى وبفضلها تمت الحيلولة دون تدخل الولايات المتحدة والناتو في سورية.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن أوكرانيا باتت الآن ضحية جديدة لهذه السياسة حيث كشفت الأزمة فيها عن العيوب والنواقص الكبيرة في حلف الناتو الذي أصبح يمارس سياسة عدوانية رغم إعلان نهاية الحرب الباردة.

وقال لافروف “إن الولايات المتحدة والدول الغربية كلها قررت عدم الأخذ بعين الاعتبار مصالح العديد من الشعوب في العالم وهي لم تصغ إلينا عندما كنا نؤكد على ضرورة التمسك بميثاق الأمم المتحدة وامتنعت عن العمل المشترك الهادف إلى إنشاء منظومة الأمن الجماعية في فضاء المنطقة الأوروأطلسية”.

وأشار لافروف إلى أن حلف الناتو يتبنى لغة عدوانية ويعزز البنية التحتية العسكرية قرب الحدود الروسية ويتوسع شرقا رغم الوعود الرسمية بعدم فعل ذلك وكل ذلك يدل على أنه غير قادر على التغيير.

وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعموا الانقلاب في أوكرانيا ولا يزالون يدعمون تصرفات سلطات كييف ويؤيدون سياستها في قمع جزء من الشعب الأوكراني قرر أن يدافع عن لغته وتاريخه.

ولفت لافروف إلى أن الجيش الأوكراني ارتكب جرائم كثيرة بدليل المقابر الجماعية التي عثر عليها في دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا كما أنه لم تتم محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي حصلت في ماريوبل ولم نسمع عن نتائج التحقيق في تحطم الطائرة الماليزية.

وشدد لافروف على أن بلاده “تعمل من أجل السلام في أوكرانيا ولها مصلحة بذلك ولكن على سلطات كييف الالتزام بتعهداتها بموجب اتفاقية مينسك والبدء بالحوار بمشاركة كل الأطراف المعنية في أوكرانيا” مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يعيد دور أوكرانيا كدولة وسيطة وحيادية بين أوروبا وروسيا.

ودعا لافروف الولايات المتحدة والدول الغربية إلى الامتناع عن دعم حزب الحرب في أوكرانيا وإلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو دعم الانقلابات وإثارة الفوضى فيها والتأثير عليها أو فرض العقوبات التي لا يمكن أن تعتبر أداة فعالة.

وأشار لافروف إلى أن السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة والدول الغربية لا تتكلل بنجاح ولا تتفق مع الطابع متعدد الأقطاب للعالم المعاصر مبديا استعداد روسيا لمناقشة كل القضايا والبحث عن حلول وسط عبر الحوار القائم على الاحترام المتبادل والمنطلق من قواعد القانون الدولي والعالم المتعدد.

إلى ذلك دعا لافروف خلال لقائه أمس السبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش الدورة الـ69 للجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى “تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب دون المعايير المزدوجة”.

وأوضحت الخارجية الروسية في بيان لها أن لافروف شدد على ضرورة “تكثيف الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب على أساس قاعدة سياسية موحدة ودون استخدام المعايير المزدوجة وعدم تصنيف الإرهابيين إلى جيدين وسيئين”.

وجدد لافروف خلال اللقاء التأكيد على أن “محاربة الإرهاب على الأراضي السورية يجب أن تبنى على التعاون مع الحكومة السورية التي أعلنت بوضوح عن استعدادها لذلك”.

واعتبر لافروف أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي هي “في التصدي الحازم للإرهابيين الذين يحاولون السيطرة على مناطق واسعة على نحو متزايد في العراق وسورية وأفغانستان ومنطقة الصحراء السواحلية”.

وطالب وزير الخارجية الروسية بعدم تحويل محاربة الإرهاب إلى ضحية للمخططات الإيديولوجية أو لتصفية حسابات شخصية ووضع الإرهابيين خارج القانون مهما كانت الشعارات التي يتسترون بها.

وشدد لافروف على أن التهديد الإرهابي “يتطلب اتباع نهج شامل لاجتثاث جذوره وعدم الرد على أعراضه فقط” مبينا أن تنظيم داعش هو “جزء من المشكلة فقط”.

وأشارت الخارجية إلى أن الجانبين “تبادلا الرأي حول تدهور الوضع في العراق وسورية بسبب تزايد التهديدات الإرهابية من قبل داعش الإرهابي”.

ولفتت إلى أن اللقاء تضمن بحث موضوع مفاوضات السداسية الدولية مع إيران والوضع في شبه الجزيرة الكورية إضافة إلى الوضع في أوكرانيا في ظل الأزمة السياسية التي تجتاح البلاد مبينة أن الجانبين أكدا أنه “لا بديل للتسوية السياسية والدبلوماسية فيها”.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن لافروف التقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد المدني و”وجه له دعوة لزيارة موسكو”.

وأوضحت الخارجية الروسية أن اللقاء “تضمن بحث مسائل التطور اللاحق للتعاون بين روسيا الاتحادية المتمتعة بصفة مراقب في المنظمة وهذه المنظمة العالمية للدول الإسلامية إضافة لبحث الاتصالات والمشاورات المنتظرة في القريب العاجل”.

وأكدت الخارجية الروسية أن اللقاء “تطرق أيضا لتبادل وجهات النظر والتقييم للأوضاع المترتبة في الشرق الأوسط بما في ذلك الوضع حول القضية الفلسطينية وأفغانستان”.

من جانبه جدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في كلمة له أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعوة بلاده إلى حل سلمي للأزمة في سورية وإلى مواجهة الإرهاب بشكل منسق على أساس التشاور بين جميع الأطراف ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال يي: “إن الأزمة في سورية مستمرة منذ نحو أربع سنوات ولكن الحوار وليس القتال هو من يقدم حلا ولذلك فإن الصين تحث كل الأطراف على وقف العنف فورا والتعاون بشكل كامل مع عمليات الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية لإنهاء معاناة المدنيين والتصرف على أساس مصالح الشعب السوري ومصيره ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والتوصل إلى حل وسط يحقق السلام ويستجيب لمصالح كل الأطراف”.

وأضاف يي: “إن الصين تعارض كل الأعمال الإرهابية وتتعاون مع المجموعة الدولية في مواجهة التهديد الذي تمثله القوى الإرهابية بشكل منسق على أساس التشاور ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وتؤكد وجوب اتباع نهج متعدد الأبعاد لمعالجة جذور الإرهاب وضرورة لعب الأمم المتحدة ومجلس الأمن دورهما الرائد في ذلك”.

ودعا يي إلى عدم الكيل بمكيالين في إطار مكافحة الإرهاب أو ربطه بأي مجموعة عرقية أو دينية وإلى اجتثاث جذور التطرف الديني ومنع الإرهاب من استخدام الإنترنت والقنوات الإعلامية لنشر أفكاره أو تجنيد الإرهابيين أو التخطيط لهجمات إرهابية.

وأوضح يي أن الصين تدعم سيادة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه وتدعو المجموعة الدولية إلى تحمل مسوءوليتها في توفير المزيد من المساعدات للشعب العراقي ليصبح قادراً على التغلب على المصاعب التي تواجهه.

وأكد وزير الخارجية الصيني أن مواجهة الأزمات والمشاكل في العالم يجب أن تتم عبر السعي إلى حلول سياسية لأن التاريخ أثبت أن مواجهة العنف بالعنف لن توءدي إلى سلام دائم داعيا بعض الدول إلى عدم الاستمرار بتجاوز القانون الدولي والتدخل في شؤون الدول الأخرى والسعي لتغيير أنظمتها بالقوة.

وأشار يي إلى أهمية تطبيق اتفاق مينسك من أجل حل الأزمة في أوكرانيا وحث كل الأطراف على تنفيذه بشكل دقيق للوصول إلى تسوية شاملة مستدامة ومتوازنة من خلال الحوار السياسي والتفاوض.

واعتبر يي أن “القضية الفلسطينية لا تزال جرحاً في ضمير الإنسانية في ظل استمرار إسرائيل بحصار غزة وبناء المستوطنات” داعيا إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني بإنشاء دولة مستقلة وعدم إبقائها معلقة إلى ما لا نهاية.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...