ويدخل الدب القطبي.. فلاديمير بوتين يقفز إلى موقع القيادة العالمية

13-09-2013

ويدخل الدب القطبي.. فلاديمير بوتين يقفز إلى موقع القيادة العالمية

الجمل- د. بول كريغ روبرتس- ترجمة:د. مالك سلمان:
 
أصابت مقالة بوتين في عدد 11 أيلول/سبتمبر من "نيويورك تايمز" الخنازيرَ العالقة في مقتل.
والخنازير العالقة هي تلك التي فكرتم فيها: جميع من يفيدون من ضربة سوريا من قبل نظام أوباما الفاشستي.
ومن بين هذه الخنازير العالقة مدونو "هيومن رايتس ووتش" الذين يتلقون التمويل من جَيب "سي آي إيه" الخلفي.
هل هناك أية مؤسسة لم تفسدها أموال واشنطن؟
لاحظوا أن سبب انتقاد بوتين هو أنه منع نظام أوباما من مهاجمة سوريا وقتل أعداد هائلة من السوريين باسم حقوق الإنسان. والخنازير العالقة غاضبة من عرقلة حرب أوباما. إذ كانوا يتحرقون إلى القتل الجماعي الذي كانوا يعتقدون أنه سيعزز أرباحَهم وأجنداتهم.
معظم نقاد بوتين يعانون من بؤس فكري يمنعهم من استيعاب حقيقة أن مقالة بوتين الرائعة والإنسانية قد جعلت منه قائداً للعالم الحر ومدافعاً عن القانون, كما عَرَت أوباما وأظهرته على حقيقته: قائد حكومة مارقة, خارجة على القانون, وخارج المحاسبة, تعمل على تلفيق الأكاذيب وارتكاب جرائم الحرب.
كان بوتين الدبلوماسي حذراً جداً في نقده لخطاب أوباما في 10 أيلول/سبتمبر الذي سعى فيه إلى تبرير خرق واشنطن للقانون الدولي استناداً إلى "الاستثنائية الأمريكية". فقد زعم أوباما, الذي حاول رفعَ نظامه المجرم من رباط حذائه إلى السموات الأخلاقية, أن سياسة حكومة الولايات المتحدة هي "التي تجعل من الولايات المتحدة أمة مختلفة. فهي التي تجعلنا استثنائيين."
ما قاله أوباما للأمريكيين هو تماماً ما قاله هتلر للألمان. ويعرف الروس, الذين عانوا أكثر من الجميع من وحشية الآلة الحربية الألمانية, مدى خطورة تشجيع الناس على التفكير أنهم استثنائيون, وغير ملزمين بالقانون, و "اتفاقيات جنيف",  و "مجلس الأمن"/الأمم المتحدة, والالتزام الإنساني بالآخرين. لقد ذكرَ بوتين أوباما بأن "الله خلقنا متساوين".
لو أرادَ بوتين توبيخَ أوباما بما يستحقه, لكان بمقدوره أن يقول: "أوباما على حق بأن سياسة الولايات المتحدة هي ما يجعل الولايات المتحدة استثنائية. فالولايات المتحدة هي البلد الوحيد في العالم الذي هاجمَ 8 بلداناً خلال 12 عاماً, حيث قتل وشردَ الملايين من المسلمين استناداً إلى أكاذيبَ ملفقة. وهذه ليست استثنائية يتفاخر بها المرء."
من الواضح أن بوتين أرقى بكثير من المعاتيه التافهين المجردين من الأخلاق الذين أوصلهم الشعب الأمريكي إلى سدة السلطة. ولكن على بوتين ألا يقللَ من قدرة أعدائه في واشنطن على الكذب والتدجيل. فقد حذرَ بوتين من أن المتطرفين المسلحين الذين تستولدهم واشنطن في الشرق الأوسط يشكلون مصدرَ قلق كبير. فعندما يعود هؤلاء المتطرفون إلى بلدانهم, سوف ينشرون الفوضى, كما حدث عندما انتقلَ المتطرفون الذين استخدمتهم الولايات المتحدة في إسقاط ليبيا إلى مالي.
إن زعزعة البلدان الأخرى هي الهدف الرئيس لحروب واشنطن في الشرق الأوسط. إذ تعمل واشنطن على دفع المسلمين إلى التطرف لنشر الفوضى والاقتتال بين الشعوب الإسلامية في روسيا والصين. ومن ثم ستقوم آلة واشنطن الدعائية بتحويل هؤلاء الإرهابيين إلى "مقاتلين من أجل الحرية ضد الحكومتين القمعيتين في روسيا والصين", واستخدام "هيومن رايتس ووتش" والمنظمات الأخرى التي اخترقتها واشنطن وأفسدَتها للتنديد بروسيا والصين لارتكابهما جرائمَ حرب ضد المقاتلين من أجل الحرية. ومما لا شك فيه أنه سيتم تلفيق استخدام الأسلحة الكيماوية, تماماً كما حدث في سوريا.
إذا استيقظت دول/دُمى الناتو باكراً, يمكن عزل مثيري الحروب في واشنطن, وعندها يمكن تجنيب الإنسانية احتمال نشوب "الحرب العالمية الثالثة".

http://www.globalresearch.ca/vladimir-putin-steps-into-world-leadership-role/5349584

تُرجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 12 أيلول/سبتمبر 2013)

الجمل   



إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...