هل تقدم إسرائيل على ضرب إيران خلال عيد الأضحى

06-12-2008

هل تقدم إسرائيل على ضرب إيران خلال عيد الأضحى

الجمل: ظهرت خلال العامين الماضيين الكثير من التحليلات السياسية والاستخبارية التي حاولت التأكيد لجهة الضربة الإسرائيلية – الأمريكية ضد إيران وبرغم مصداقية الكثير من المعلومات السياسية – الاستخبارية – العسكرية التي شكلت خلفية هذه التحليلات فإنه ما من أحد حتى الآن يستطيع تقديم النفي أو الإثبات القاطع لشكل السيناريو المتوقع وأصبحت كل الآراء الحالية تشير لجهة أن كل الاحتمالات ستظل مدرجة على الطاولة.
* ماذا تقول آخر الخلفيات؟
نشرت صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية تحليلاً خلال الأسبوع الماضي تطرق إلى بعض التسريبات الاستخبارية القائلة بأن الخبراء الإسرائيليين في مجالات الأمن والدفاع ينهمكون في وضع اللمسات النهائية الحاسمة لمخطط قيام إسرائيل منفردة بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران بحيث يتم تنفيذ الضربة بغض النظر عن الموافقة الأمريكية.
نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد المسعى الأمريكي التابع للوبي الإسرائيلي تحليلاً أعده السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة وزعيم جماعة المحافظين الجدد جون بولتون أكد فيه على ضرورة احترام حق إسرائيل في القيام منفردة بتوجيه الضربة العسكرية وطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بعدم عرقلة جهودها الاستباقية للدفاع عن الأمة الإسرائيلية وأضاف بولتون بأن إسرائيل لن تتخلى عن حقها في استهداف القدرات النووية الإيرانية ولن تنتظر  أخذ الموافقة للقيام بذلك، لا من أمريكا ولا من الاتحاد الأوروبي.
* بعض التسريبات حول سيناريو الضربة العسكرية المحتملة:
نشر موقع غلوبال ريسيرتش الكندي تسريباً يقول بأن خطة الضربة الإسرائيلية المنفردة ضد إيران ستركز على:
• استخدام الأجواء التركية كممر لعبور الطائرات الإسرائيلية.
• في حالة عدم موافقة تركيا على قيام إسرائيل بذلك، فمن المحتمل أن تتم عملية تشويش كاملة للرادارات التركية بموجب تنسيق أمريكي – إسرائيلي خاص.
إضافة لذلك، فهناك معلومات سابقة تقول باحتمال أن تستخدم الطائرات الإسرائيلية الأجواء الأردنية (بموافقة أو دون موافقة من السلطات الأردنية) والعراقية (بموافقة أمريكا حصراً).
* ماذا تشير تحليلات تقدير الموقف؟
توجد الكثير من السوابق على قيام الإسرائيليين بارتكاب المزيد من المغامرات العسكرية الطائشة، وبهذا الخصوص فقد سبق أن نفذت القوات الإسرائيلية وأجهزة المخابرات الكثير من العمليات دون أي تنسيق مسبق مع الإدارات الأمريكية التي كانت بالمقابل تجد نفسها ملزمة بالتصدي وبالدفاع عن إسرائيل وحمايتها. هذا، وتشير معطيات الخبرة الأخيرة إلى السوابق التالية:
• قبل قيام الطائرات الإسرائيلية بتنفيذ غارة يوم 6 أيلول 2007م ضد منطقة دير الزور السورية نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد المسعى الأمريكي تحليلاً أعده جون بولتون وقبل حوالي أسبوعين من حدوث الغارة تحدث بولتون مركزاً على النقاط الآتية:
- إن سوريا تقوم بتنفيذ برنامج نووي.
- إن البرنامج النووي السوري يشكل تهديداً لأمن إسرائيل.
- إن من حق إسرائيل توجيه ضربة استباقية ضد البرنامج النووي السوري.
- إن على المجتمع الدولي أن يتفهم دواعي الأمن الإسرائيلية وحقها في حماية أمنها لو قامت بتنفيذ الضربة.
• خلال اليومين الماضيين نشر معهد المسعى الأمريكي تحليلاً من إعداد جون بولتون أيضاً تحدث فيه عن البرنامج النووي الإيراني مشيراً إلى النقاط الآتية:
- إن إيران ما تزال مستمرة في برنامجها النووي.
- إن القدرات النووية الإيرانية تشكل تهديداً لأمن إسرائيل.
- إذاً من حق إسرائيل توجيه ضربة استباقية.
- إن على المجتمع الدولي والحكومة الأمريكية والأمريكيين والأوروبيين تفهم مدى حق إسرائيل في القيام بتوجيه ضربة استباقية لحماية أمنها.
هذا، وعلى خلفية كل ما سبق، نشير عموماً، إلى أن الإسرائيليين ما زالوا  حالمين بتوجيه الضربات الاستباقية وهو أمر سو ف لن يقضي على البرنامج النووي الإيراني، ولكنه سيعزز موقف تحالف كاديما سواء موقف أولمرت أمام المحاكم الإسرائيلية أو موقف تسيبي ليفني في الانتخابات الإسرائيلية القادمة وهي تواجه خصمها العنيد بنيامين نتنياهو فهل سيستغل الإسرائيليون مناسبة عيد الأضحى المبارك مثلما استغل العرب مناسبة عيد الغفران؟ وبكلمات أخرى، هل ستنطلق الغارات الإسرائيلية خلال انشغال العالم الإسلامي بعيد الأضحى ومناسك الحج، وتقوم بتوجيه ضربتها إلى إيران أم أن الأمر ليس سوى فصل من فصول البروباغندا والحرب النفسية ضد شعوب وحكومات المنطقة؟

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...