هل تفوز مدونة عربية بجائزة أفضل مدونة عالمية؟

08-04-2010

هل تفوز مدونة عربية بجائزة أفضل مدونة عالمية؟

«يا قارئاً كتابي.. هل عرفت بأني سئمت تمزيق ثيابي»، تطالعك هذه الكلمات أثناء تصفح مدونة الأردني أسامة الرمح، الموصولة على موقع «مسابقة فضلى المدونات» BOBs التي ِتقيمها «دويتشه فيله» كل عام (كانت تنظم في شهر تشرين الثعن مدونة الرمحاني، وتقام هذا العام في شهر نيسان تزامناً مع انعقاد أكبر مؤتمر للإنترنت والمدونات في ألمانيا). ويبدو أن تمزيق الثياب قصد به رامح ما يصدر من أحاديث وخطابات على لسان صنّاع القرار في بعض الدول العربية. فهو لا يرحم أحداً في تعليقاته الساخرة: من ليبيا إلى سويسرا مروراً بمصر والأردن وسائر الدول العربية الأخرى. وقد حققت مدونته أعلى نسبة تصويت في الأيام الأولى بنسبة 63 في المئة، وهذا يعتبر مؤشراً مشجعاً لحظوظ هذه المدونة لتفوز بلقب أفضل مدونة عالمية. تتميز مدونة أسامة الرمح بسخريتها من كل ما يخطر على بال صاحبها، متجاوزاً بذلك الخطوط الحمر التي تعتبر لدى البعض مسألة حياة أو موت. يتحدث الرمح بسخرية عن ردود الفعل بعد وفاة شيخ الأزهر المصري محمد سيد طنطاوي، ويتناول بالنقد أيضاً كلام رئيس ليبيا معمر القذافي لدعوته المسلمين للجهاد ضد سويسرا. وفي تعليقه على قرار اختيار مدونته بين أفضل المدونات العربية يقول أسامة الرمح ضمن رأي منشور على موقع المسابقة www.thebobs.com شككت كثيراً في أن أصل إلى قائمة أفضل المدونات العربية لعام 2010، ولكن اختارتني لجنة التحكيم. الأمر الذي صَدَمني كثيراً هو أن لجنة الحكم اختارتني في قائمة أفضل المدونات في العالم أيضاً.. مما يعني ترشيحي مرتين في مسابقة 2010.
تعتبر مدونة «أعواد ثقاب» السورية امتداداً شبيها بالخط الذي يتبعه أسامة الرمح لكن على شكل أخف من ناحية النقد الساخر، إذ تتناول المواضيع المتوسطة الحساسية وأغلبها اجتماعية، إضافة إلى بعض التحليلات السياسية التي يتداخل فيها الشق الإعلامي. مثلاً يعلق عبد الرحمن، صاحب المدونة، في إحدى تعليقاته على تغطية جريدة «إيلاف» لحدث اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح، ويعرّج على مواضيع أخرى. علماً أن المدونة حازت على المرتبة الأولى في مسابقة المدونات السورية لعام 2009 التي أقامها موقع «المدون».
هذا العام، وصلت إلى موقع مسابقة «البوبز» حوالى 8400 مدونة، أي ان هناك زيادة ملحوظة في عدد المشتركين عن العام المنصرم، رغم توجه الشباب إلى تفضيل مواقع اجتماعية مثل «تويتر» و»فايسبوك» بشكل متزايد. وقد تم ترشيح إحدى عشرة مدونة منها إلى المرحلة الثانية: مدونة الأردني أسامة الرمح، مدونة عبد الرحمن السوري، مدونة الأسباني Hipertexual وهي من أكثر المدونات التي يتم تصفحها من أسبانيا، ومدونة الإيراني بهمان آغا، ومدونة الروسي أليا فارلاموف، ومدونة الألمانية كارتا، ومدونة جييربادشا البنغالية والتي اعتبرها الكثيرون بأنها صورة يحتذى بها للأجيال القادمة من المدونين في بنغلادش.
مشاركة عربية
اللافت ان لمدونات العالم العربي اهتمامات سياسية في الغالب، بينما ينصب هذا العام اهتمام المسابقة (التي تشمل جوائزها ست فئات) على تغير المناخ، إذ سيتم تتويج مدونات و«بودكاست» تضع التغيرات المناخية ومخاطرها في صلب اهتمامها. كما ان المميز هذا العام هو دمج المسابقة مع مؤتمر ري: بوبليكا للمدونات الألمانية والإنترنت، وهو أكبر مؤتمر يقام في هذا الخصوص في العاصمة الألمانية.
في تعليقه على المشاركة العربية في مسابقة المدونات العالمية لهذا العام، يقول غابريئيل غونزالس، المشرف العام على المسابقة، في حديث خاص لـ «السفير»: «كسرت المدونات العربية حاجز الخوف والتقوقع الذي ساد لفترات لدى كثير من الشباب وفي كثير من المجتمعات العربية، فهي تعالج قضايا لا تتناولها وسائل الإعلام المحلية التقليدية ولا حتى المؤسسات المجتمعية، محاولة بذلك تغيير ولو جزء من واقع المجتمع العربي».
في هذا الإطار، يقول زاهي علاوي، المشرف عن الفئة العربية، إن ما يميزها هو عدم إهمال التدوين في الوطن العربي أو تركه رغم دخول الشبكات الاجتماعية وبروز استخدامها من قبل الشباب، «فلم تؤثر هذه الشبكات على التدوين العربي، بل أضافت إليه شهرة وجعلت منه موقع دعاية وتواصل ما بين المدونين»، على حد تعبير علاوي. وفي الوقت نفسه يشكك القائمون في إن تكون المدونات العربية قادرة على قلب الأنظمة السياسية في دولها «لكنها قادرة على تحريك الشارع السياسي وتنظيم المظاهرات ضد بعض القرارات السياسية، ومن هنا بدأت بعض الدول تحجب جميع المدونات وتحاول الحد من انتشارها داخل المجتمع»، على حد تعبير غونزالس.
للإشارة فإن الاعلان عن أسماء الفائزين سيكون في 15 نيسان ضمن احتفالية داخل مؤتمر ري: بوبليكا، وكما أن «دويتشه فيله» ستمنح الجوائز للفائزين ضمن مؤتمر «دويتشه فيله» الإعلامي العالمي الذي ينظم في مدينة بون في شهر حزيران المقبل، الأمر الذي يعني دعوة المدونين الفائزين إلى زيارة ألمانيا واستلام جوائزهم بأنفسهم.

عفراء محمد

المصدر: السفير

التعليقات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...