نظرة أخيرة لامرأة جميلة عزاء عن حياة الظلام

05-12-2006

نظرة أخيرة لامرأة جميلة عزاء عن حياة الظلام

 حين يصبح جسد المرأة طاقة من النور فإنه يكون قادرا على إلهام الرسامين والنحاتين بابداع لوحات وتماثيل لكن فيلما مكسيكيا يرقى بهذا الجسد الى أن يظل عزاء دائما لرسام على وشك فقدان البصر.

ففي فيلم (النظرة الاخيرة) الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لا يرجو من تأكد له الانضمام الى العميان الا أن يرى جسد امرأة جميلة. وحين يتمكن من بلوغ رغبته الاخيرة يتطهر جسد الأنثى بعد أن كان على وشك السقوط.

كان الرسام يشرح للطلبة قواعد التعامل مع جسد الانثى أو "الموديل العاري" موضوع العمل التشكيلي في مرسم به احدى الفتيات اذ حثهم على احترام هذا الجسد وحذرهم من لمسه باليد باعتباره طاقة من النور ترى بالعين. في تلك اللحظة يفاجأ بتسرب النور من عينيه.

ويخبره الطبيب بأنه أصيب بالعمى الضوئي للطيف وأنه خلال بضعة أشهر سيفقد بصره تدريجيا حيث سيختفي اللون الاخضر ثم الازرق وأخيرا الأحمر ثم يصير أعمى بسبب مرض وراثي في العائلة.

وتتبدل حياته تماما وهو ناقم على كل شيء إذ يتعرض للسرقة في الشارع والبيت وتمنعه كبرياؤه عن الاستعانة بأحد ويضل طريقه دائما ولا يسعفه كلبه كصديق وحيد في عالم خلا حوله تماما.

ولا يميل الفيلم الى أن يجعل من الاعمى شخصا ذا قدرات خاصة إضافة الى شدة الذكاء كما كان الممثل الامريكي آل باتشينو في فيلم (عطر امرأة) ولا شخصا ينكر عماه ويتعالى عليه كما فعل الممثل المصري محمود عبد العزيز في فيلم (الكيت كات) بل يتعامل الفيلم مع الأعمى كأعمى عاجز يتألم ويبكي في أكثر من موقف أمام الناس أو أمام أبيه الاعمى.

ينسحب الرسام من الحياة عازفا عن كل شيء ويهتم بتدريب حاسة اللمس على التعرف على معالم البيت.

وفي خط مواز للرسام المقبل على العمى التام يروي الفيلم مصير (ماي) وهي ابنة امرأة سيئة السمعة غائبة عن البلدة وتضطر الفتاة للعمل خادمة في بيت للعاهرات مقابل رعاية صاحبة هذا البيت لجدها وجدتها. وتظل الفتاة رافضة الغواية التي تلخصها صاحبة بيت الدعارة قائلة إن "العاهرة أفضل من الخادمة."

وفي زيارته الاخيرة للطبيب يوقن الرسام أنه سيصير أعمى قريبا فبعد أسبوع سيفقد قدرته على رؤية اللون الاحمر "الاخير من الالوان" ويستجيب لاغراء سائق سيارة أجرة بأن يذهب به الى فتاة صينية ذات مهارات "جنسية" متعددة ولم يكن المكان الا بيت الدعارة الذي تعمل به الفتاة ماي التي تستجيب بضغوط من صاحبة البيت وجدتها معا للقيام بدور الفتاة الصينية مع الرسام الاعمى على ألا تتكلم معه حتى لا يكتشف كذبهما عليه.

وتخبئ الفتاة سكينا أسفل السرير وتتصرف بلا خبرة مع الرجل الذي يطلب اليها بذوق رفيع أن تستلقي على بطنها وتفاجأ به يصبغ ساقيها وظهرها باللون الاحمر الذي أحضره ثم يأمرها بأدب بالاستلقاء على ظهرها فتتلمس السكين وهي لا تشعر بالامان. ويكمل طلاء ساقيها ثم بطنها وحين يصل الى ثديها تبعد يده فيلف أصابعه في قطعة قماش ويواصل طلاءها حتى يصبح لونها أحمر تماما.

ثم يدعوها الى الذهاب الى النور فتمشي الفتاة نحو النافذة كأنها فراشة خارجة من لوحة فنية وهو يحاول أن يتأملها بحب وعمق في (النظرة الاخيرة) وتقترب منه ممسكة بيده لتضعها على صدرها العاري فينزعها بسرعة قائلا بخبرة الفنان "أنت لست صينية ولا عاهرة وأنا لم آت هنا من أجل الجنس وانما جئت لأرى امرأة جميلة لآخر مرة في حياتي وأنا ممتن لك."

ينصرف الأعمى وكلبه في يده وتنظر إليه الفتاة من نافذة الغرفة فتجمع أغراضها وتلحق به ويسيران معا وهي تعبر عن امتنانها له.

ويتنافس الفيلم ضمن 18 فيلما من الارجنتين والبرازيل وكندا وجمهورية التشيك وفرنسا والمجر والهند وايران وايطاليا واسبانيا وسريلانكا وسويسرا والصين ومصر وهي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المسابقة الرسمية.

وتختتم الدورة الثلاثون للمهرجان الجمعة القادم بإعلان الجوائز.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...