معلومات عسكرية حول اتفاقية شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية - التشيكية

10-07-2008

معلومات عسكرية حول اتفاقية شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية - التشيكية

الجمل: وقعت يوم أمس الثلاثاء الولايات المتحدة وجمهورية التشيك على اتفاقية تسمح للولايات المتحدة باستخدام أراضي الجمهورية التشيكية في عملية نشر جزء من شبكة الدفاع الصاروخي وتقول التقارير والمعلومات والتسريبات بأن توقيع الاتفاقية سيترتب عليه حدوث تحويل جديد في وتائر الحرب الباردة إضافةًً إلى التصعيدات والتوترات السياسية التي يمكن أن تحدث من تداعيات هذه الاتفاقية.
* نشر شبكة الدفاع الصاروخي: الطبيعة والخصوصية:
شبكة الدفاع الصاروخي هي نظام دفاعي حيوي يتضمن استخدام الأسلحة التكنولوجية في مجالات الرصد والتعقب واعتراض الصواريخ وتدمير الهجمات الصاروخية قبل وصولها إلى الأهداف. وتشير المعلومات إلى أن هذا النظام قد تم ابتكاره بالأساس لمكافحة خطر الصواريخ البالستية العابرة للقارات والمزودة بالرؤوس الحربية غير التقليدية، وعلى وجه الخصوص الرؤوس النووية. ولاحقاً تم تطوير النظام ليشمل الصواريخ التكتيكية غير النووية قصيرة المدى.
* نظام الدفاع الصاروخي: معطيات الخبرة التاريخية:
ظلت فكرة الدفاع الصاروخي البالستي مثاراً للجدل والخلاف، وعلى وجه الخصوص في الجوانب التكنولوجية والاستراتيجية والسياسية المرتبطة بها، وذلك منذ اقتراح الفكرة لأول مرة في خمسينات القرن الماضي.
تم طرح الفكرة بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية على حلفائها الأوروبيين الغربيين وطوال الحقب الماضية ظلت الفكرة تتقدم حيناً وتدخل مرحلة الجمود والسبات في أحيان أخرى، وبمجيء إدارة الرئيس بوش الابن سعت الولايات المتحدة إلى بذل الجهود الدبلوماسية وممارسة كافة أنواع الضغوط لجهة الإسراع بنشر شبكة الدفاع الصاروخي.
* القوام العسكري لشبكة الدفاع الصاروخي:
تتراوح الوسائط العسكرية المستخدمة في الشبكة بحيث تتراوح بين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي، وكل واحد من هذين الجانبين يتضمن مستلزمات لجهة مهام الاعتراض والدفاع القادرة على مكافحة خطر الصواريخ المنطلقة في الجو قبل وصولها إلى الأهداف.
توجد بعض التقاطعات والتداخلات وأيضاً التنافرات وحالات عدم الانسجام لجهة وجود قدرات اعتراضية تستطيع مكافحة واعتراض أنواع معينة من الصواريخ ولكنها تظل عاجزة تماماً في مواجهة الصواريخ الأخرى، هذا ويمكن استعراض قدرات الدفاع الصاروخي على النحو الآتي:
• الدفاع الصاروخي الاستراتيجي: يستهدف اعتراض الصواريخ البالستية طويلة المدى والتي تتحرك بسرعة 7 كلم في الثانية ومن أمثلة هذا النوع من الصواريخ نجد:
- نظام إيه – 135 الروسي المنصوب للدفاع عن العاصمة الروسية موسكو.
- نظام الدفاع الصاروخي ميكورس المنصوب للدفاع عن الولايات المتحدة الأمريكية.
• الدفاع الصاروخي على المسرح الحربي: يستهدف اعتراض الصواريخ البالستية المتوسطة المدى وينحصر مجال هذا النوع ضمن نطاق العمليات العسكرية الحربية وعادةً ما يكون مدى عمل هذا النظام في حدود بضع مئات من الكيلومترات.
• الدفاع الصاروخي التكتيكي: يستهدف الصواريخ البالستية التكتيكية قصيرة المدى والتي تتحرك بسرعة لا تقل عن 1.5 كلم في الثانية.
* الدفاع الصاروخي وردود الأفعال:
المعارضة لمشروع نشر الدرع الصاروخي الأمريكي جاءت على مستويين:
• المستوى الأول: البلدان المعارضة لأمريكا وبالذات روسيا وبعض دول آسيا الوسطى المتحالفة معها بالإضافة إلى الصين.
• المستوى الثاني: الرأي العام الأوروبي الغربي، الذي أصبح رافضاً لجعل أوروبا مسرحاً لمشروعات الولايات المتحدة وسباقات التسلح.
الرفض الروسي ظل على مستوى التصريحات الإعلامية والتحركات الدبلوماسية، ولكنه لم يأخذ بعداً لا أمنياً ولا دبلوماسياً. ولكن ما هو حقاً جدير بالذكر في رد الفعل الروسي أوردته صحيفة التايمز البريطانية ضمن تقريرها القائل بأن روسيا سترد عسكرياً على قيام الولايات المتحدة بنشر الدفاع الصاروخي في جمهورية التشيك وبولندا إن وافقت. ولم تظهر أي توضيحات روسية حول طبيعة الرد العسكري الروسي المتوقح وبالمقابل ظهرت تصريحات أمريكية بواسطة البنتاغون حاولت أن تسخر وتقلل من التهديد الروسي. ولكن برغم ذلك تقول بعض التسريبات بأن هناك الكثير من الاحتمالات المتعلقة بطبيعة الرد الروسي العسكري والتي من أبرزها:
• نشر المزيد من القواعد العسكرية الروسية في منطقة آسيا الوسطى.
• تقديم الدعم العسكري للحركات المسلحة التي تقاوم الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان والعراق.
• نشر الأسطول البحري العسكري الروسي في منطقة بحر أركتيك التي تقع ضمن دائرة القطب الشمالي والتي تتنازع روسيا وكندا وأمريكا والنرويج عليها، بسبب وجود واحد من أكبر مخزونات النفط والغاز فيها إضافةً إلى موقعها الجيوستراتيجي الهام لجهة إعطاء التفوق الكبير لمن يسيطر عليها ووفقاً لكافة الحسابات المتعلقة بالميزان العسكري الدولي بين روسيا وأمريكا.
• نشر الأسطول البحري الروسي في الممرات ذات الأهمية الفائقة مثل المنطقة القريبة من مضيق هرمز أو البحر الأحمر أو جبل طارق أو ربما في المناطق البحرية الاستراتيجية القريبة من الولايات المتحدة الأمريكية كخليج المكسيك ومياه المحيط الباسفيكي القريبة من سواحل أمريكا الغربية.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...